تأملات قرآنية
مصطلحات قرآنية
هل تعلم
علوم القرآن
أسباب النزول
التفسير والمفسرون
التفسير
مفهوم التفسير
التفسير الموضوعي
التأويل
مناهج التفسير
منهج تفسير القرآن بالقرآن
منهج التفسير الفقهي
منهج التفسير الأثري أو الروائي
منهج التفسير الإجتهادي
منهج التفسير الأدبي
منهج التفسير اللغوي
منهج التفسير العرفاني
منهج التفسير بالرأي
منهج التفسير العلمي
مواضيع عامة في المناهج
التفاسير وتراجم مفسريها
التفاسير
تراجم المفسرين
القراء والقراءات
القرآء
رأي المفسرين في القراءات
تحليل النص القرآني
أحكام التلاوة
تاريخ القرآن
جمع وتدوين القرآن
التحريف ونفيه عن القرآن
نزول القرآن
الناسخ والمنسوخ
المحكم والمتشابه
المكي والمدني
الأمثال في القرآن
فضائل السور
مواضيع عامة في علوم القرآن
فضائل اهل البيت القرآنية
الشفاء في القرآن
رسم وحركات القرآن
القسم في القرآن
اشباه ونظائر
آداب قراءة القرآن
الإعجاز القرآني
الوحي القرآني
الصرفة وموضوعاتها
الإعجاز الغيبي
الإعجاز العلمي والطبيعي
الإعجاز البلاغي والبياني
الإعجاز العددي
مواضيع إعجازية عامة
قصص قرآنية
قصص الأنبياء
قصة النبي ابراهيم وقومه
قصة النبي إدريس وقومه
قصة النبي اسماعيل
قصة النبي ذو الكفل
قصة النبي لوط وقومه
قصة النبي موسى وهارون وقومهم
قصة النبي داوود وقومه
قصة النبي زكريا وابنه يحيى
قصة النبي شعيب وقومه
قصة النبي سليمان وقومه
قصة النبي صالح وقومه
قصة النبي نوح وقومه
قصة النبي هود وقومه
قصة النبي إسحاق ويعقوب ويوسف
قصة النبي يونس وقومه
قصة النبي إلياس واليسع
قصة ذي القرنين وقصص أخرى
قصة نبي الله آدم
قصة نبي الله عيسى وقومه
قصة النبي أيوب وقومه
قصة النبي محمد صلى الله عليه وآله
سيرة النبي والائمة
سيرة الإمام المهدي ـ عليه السلام
سيرة الامام علي ـ عليه السلام
سيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله
مواضيع عامة في سيرة النبي والأئمة
حضارات
مقالات عامة من التاريخ الإسلامي
العصر الجاهلي قبل الإسلام
اليهود
مواضيع عامة في القصص القرآنية
العقائد في القرآن
أصول
التوحيد
النبوة
العدل
الامامة
المعاد
سؤال وجواب
شبهات وردود
فرق واديان ومذاهب
الشفاعة والتوسل
مقالات عقائدية عامة
قضايا أخلاقية في القرآن الكريم
قضايا إجتماعية في القرآن الكريم
مقالات قرآنية
التفسير الجامع
حرف الألف
سورة آل عمران
سورة الأنعام
سورة الأعراف
سورة الأنفال
سورة إبراهيم
سورة الإسراء
سورة الأنبياء
سورة الأحزاب
سورة الأحقاف
سورة الإنسان
سورة الانفطار
سورة الإنشقاق
سورة الأعلى
سورة الإخلاص
حرف الباء
سورة البقرة
سورة البروج
سورة البلد
سورة البينة
حرف التاء
سورة التوبة
سورة التغابن
سورة التحريم
سورة التكوير
سورة التين
سورة التكاثر
حرف الجيم
سورة الجاثية
سورة الجمعة
سورة الجن
حرف الحاء
سورة الحجر
سورة الحج
سورة الحديد
سورة الحشر
سورة الحاقة
الحجرات
حرف الدال
سورة الدخان
حرف الذال
سورة الذاريات
حرف الراء
سورة الرعد
سورة الروم
سورة الرحمن
حرف الزاي
سورة الزمر
سورة الزخرف
سورة الزلزلة
حرف السين
سورة السجدة
سورة سبأ
حرف الشين
سورة الشعراء
سورة الشورى
سورة الشمس
سورة الشرح
حرف الصاد
سورة الصافات
سورة ص
سورة الصف
حرف الضاد
سورة الضحى
حرف الطاء
سورة طه
سورة الطور
سورة الطلاق
سورة الطارق
حرف العين
سورة العنكبوت
سورة عبس
سورة العلق
سورة العاديات
سورة العصر
حرف الغين
سورة غافر
سورة الغاشية
حرف الفاء
سورة الفاتحة
سورة الفرقان
سورة فاطر
سورة فصلت
سورة الفتح
سورة الفجر
سورة الفيل
سورة الفلق
حرف القاف
سورة القصص
سورة ق
سورة القمر
سورة القلم
سورة القيامة
سورة القدر
سورة القارعة
سورة قريش
حرف الكاف
سورة الكهف
سورة الكوثر
سورة الكافرون
حرف اللام
سورة لقمان
سورة الليل
حرف الميم
سورة المائدة
سورة مريم
سورة المؤمنين
سورة محمد
سورة المجادلة
سورة الممتحنة
سورة المنافقين
سورة المُلك
سورة المعارج
سورة المزمل
سورة المدثر
سورة المرسلات
سورة المطففين
سورة الماعون
سورة المسد
حرف النون
سورة النساء
سورة النحل
سورة النور
سورة النمل
سورة النجم
سورة نوح
سورة النبأ
سورة النازعات
سورة النصر
سورة الناس
حرف الهاء
سورة هود
سورة الهمزة
حرف الواو
سورة الواقعة
حرف الياء
سورة يونس
سورة يوسف
سورة يس
آيات الأحكام
العبادات
المعاملات
حديث الاسراء والمعراج
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 4 ص161-174.
2025-09-15
39
حديث الاسراء والمعراج
قال تعالى : {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الإسراء : 1].
قال أبو عبد اللّه عليه السّلام : « جاء جبرئيل وميكائيل وإسرافيل بالبراق إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فأخذ واحد باللجام وواحد بالرّكاب ، وسوّى الآخر عليه ثيابه ، فتضعضعت البراق فلطمها جبرئيل عليه السّلام ، ثمّ قال لها :
اسكني يا براق ، فما ركبك نبيّ قبله ، ولا يركبك بعده مثله - قال - فرقت به ورفعته ارتفاعا ليس بالكثير ، ومعه جبرئيل عليه السّلام يريه الآيات من السّماء والأرض .
قال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : فبينا أنا في مسيري ، إذ نادى مناد عن يميني : يا محمّد . فلم أجبه ، ولم ألتفت إليه ، ثمّ نادى مناد عن يساري : يا محمّد . فلم أجبه ، ولم ألتفت إليه ، ثمّ استقبلتني امرأة كاشفة عن ذراعيها ، وعليها من كلّ زينة الدنيا ، فقالت : يا محمّد ، انظرني حتى أكلّمك . فلم ألتفت إليها ، ثمّ سرت فسمعت صوتا أفزعني ، فجاوزت ، فنزل بي جبرئيل ، فقال : صلّ . فنزلت وصلّيت .
فقال لي : أتدري أين صلّيت ؟ فقلت : لا . فقال : صلّيت بطيبة ، وإليها مهاجرتك . ثمّ ركبت فمضينا ما شاء اللّه ، ثمّ قال لي : انزل وصلّ . فنزلت وصلّيت . فقال لي : أتدري أين صلّيت ؟ فقلت : لا . فقال : صلّيت بطور سيناء ، حيث كلّم اللّه موسى تكليما . ثم ركبت فمضينا ما شاء اللّه ، ثمّ قال :
انزل فصلّ . فنزلت وصلّيت . فقال لي : أتدري أين صلّيت ؟ فقلت : لا .
فقال : صلّيت في بيت لحم . وبيت لحم بناحية بيت المقدس ، حيث ولد عيسى بن مريم عليه السّلام .
ثمّ ركبت فمضينا حتّى أتينا إلى بيت المقدس ، فربطت البراق بالحلقة التي كانت الأنبياء تربط بها ، فدخلت المسجد ، ومعي جبرئيل عليه السّلام إلى جنبي ، فوجدنا إبراهيم وموسى وعيسى عليهم السّلام فيمن شاء اللّه من أنبياء اللّه ، قد جمعوا إليّ ، وأقيمت الصلاة ، ولا أشكّ إلّا وجبرئيل يستقدمنا ، فلمّا استووا أخذ جبرئيل بعضدي ، فقدّمني فأممتهم ولا فخر .
ثمّ أتاني الخازن بثلاثة أوان : إناء فيه لبن ، وإناء فيه ماء ، وإناء فيه خمر ، فسمعت قائلا يقول : إن أخذ الماء غرق وغرقت أمّته ، وإن أخذ الخمر غوى وغوت أمّته ، وإن أخذ اللبن هدي وهديت أمّته . فأخذت اللّبن فشربت منه ، فقال جبرئيل : هديت وهديت أمّتك . ثمّ قال لي : ماذا رأيت في مسيرك ؟
قلت : ناداني مناد عن يميني . فقال لي : أو أجبته ؟ فقلت : لا ، ولم ألتفت إليه . فقال : ذلك داعي اليهود ، لو أجبته لتهوّدت أمّتك من بعدك . ثمّ قال :
ماذا رأيت ؟ قلت : ناداني مناد عن يساري . فقال : أو أجبته ؟ فقلت : لا ، ولم ألتفت إليه . فقال : ذلك داعي النصارى ، لو أجبته لتنصّرت أمتك من بعدك .
ثمّ قال : ماذا استقبلك ؟ فقلت : لقيت امرأة كاشفة عن ذراعيها ، عليها من كلّ زينة الدنيا ، فقالت : يا محمّد ، انظرني حتى أكلّمك . فقال لي : أفكلّمتها ؟
فقلت : لم أكلّمها ، ولم ألتفت إليها . فقال : تلك الدنيا ، ولو كلّمتها لاختارت أمّتك الدنيا على الآخرة . ثمّ سمعت صوتا أفزعني ، فقال لي جبرئيل :
أتسمع ، يا محمّد ؟ قلت : نعم . قال : هذه صخرة قذفتها عن شفير جهنّم منذ سبعين سنة ، فهذا حين استقرّت .
قالوا : فما ضحك رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حتّى قبض .
قال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : فصعد جبرئيل وصعدت معه إلى السّماء الدنيا ، وعليها ملك يقال له : إسماعيل ، وهو صاحب الخطفة التي قال اللّه عزّ وجلّ : {إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ} [الصافات : 10] وتحته سبعون ألف ملك ، تحت كلّ ملك سبعون ألف ملك ، فقال : يا جبرئيل ، من هذا الذي معك ؟ فقال : محمد رسول اللّه . قال : وقد بعث ؟ قال : نعم . ففتح الباب ، فسلّمت عليه وسلّم عليّ ، واستغفرت له واستغفر لي ، وقال : مرحبا بالأخ [ الناصح والنبيّ ] الصالح . وتلقّتني الملائكة حتى دخلت سماء الدنيا ، فما لقيني ملك إلّا ضاحكا مستبشرا حتّى لقيني ملك من الملائكة ، لم أر خلقا أعظم منه ، كريه المنظر ، ظاهر الغضب ، فقال لي مثل ما قالوا من الدعاء ، إلّا أنّه لم يضحك ، ولم أر فيه من الاستبشار ما رأيت ممّن ضحك من الملائكة ، فقلت : من هذا - يا جبرئيل - فإنّي قد فزعت منه ؟ فقال : يجوز أن تفزع منه ، وكلّنا نفزع منه ، إن هذا مالك خازن النار ، لم يضحك قطّ ، ولم يزل منذ ولّاه اللّه جهنّم يزداد كلّ يوم غضبا وغيظا على أعداء اللّه ، وأهل معصيته ، فينتقم اللّه به منهم ، ولو ضحك إلى أحد كان قبلك أو كان ضاحكا إلى أحد بعدك لضحك إليك ، ولكنه لا يضحك . فسلّمت عليه ، فردّ عليّ السّلام وبشّرني بالجنّة ، فقلت لجبرئيل ، وجبرئيل بالمكان الذي وصفه اللّه : {مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ} [التكوير: 21] : ألا تأمره أن يريني النار ؟ فقال له جبرئيل : يا مالك ، أر محمّدا النار . فكشف عنها غطاءها ، وفتح بابا منها ، فخرج منها لهب ساطع في السماء ، وفارت فارتفعت حتى ظننت ليتناولني مما رأيت ، فقلت : يا جبرئيل ، قل له فليردّ عليها غطاءها . فأمرها فقال لها : ارجعي . فرجعت إلى مكانها الذي خرجت منه .
ثمّ مضيت فرأيت رجلا آدما « 1 » جسيما ، فقلت : من هذا ، يا جبرئيل ؟
فقال : هذا أبوك آدم . فإذا هو تعرض عليه ذرّيته ، فيقول : روح طيب وريح طيّبة ، من جسد طيّب ، ثم تلا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم سورة المطفّفين على رأس سبع عشرة آية : {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18) وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19) كِتَابٌ مَرْقُومٌ } [المطففين : 18 - 20] إلى آخرها . قال : فسلّمت على أبي آدم وسلّم عليّ ، واستغفرت له واستغفر لي ، وقال : مرحبا بالابن الصالح ، والنبيّ الصالح ، والمبعوث في الزمن الصالح .
ثمّ مررت بملك من الملائكة وهو جالس على مجلس ، وإذا جميع الدنيا بين ركبتيه ، وإذا بيده لوح من نور ، مكتوب فيه كتاب ينظر فيه ، ولا يلتفت يمينا ولا شمالا ، مقبلا عليه كهيئة الحزين ، فقلت : من هذا ، يا جبرئيل ؟ فقال : هذا ملك الموت ، دائب في قبض الأرواح . فقلت : يا جبرئيل ، أدنني منه حتى أكلّمه . فأدناني منه ، فسلّمت عليه ، وقال له جبرئيل :
هذا محمد نبيّ الرحمة الذي أرسله اللّه إلى العبّاد ، فرحّب بي وحيّاني بالسلام ، وقال : أبشر - يا محمّد - فإنّي أرى الخير كلّه في أمّتك . فقلت :
الحمد للّه المنّان ذي النّعم والإحسان على عباده ، ذلك من فضل ربّي ورحمته عليّ . فقال جبرئيل : هو أشدّ الملائكة عملا . فقلت : أكلّ من مات ، أو هو ميت فيما بعد هذا ، تقبض روحه ؟ قال : نعم . قلت : تراهم حيث كانوا وتشهدهم بنفسك ؟ فقال : نعم . وقال ملك الموت : ما الدنيا كلّها عندي فيما سخّرها اللّه لي ومكّنني منها ، إلّا كالدرهم في كفّ الرجل ، يقلّبه كيف يشاء ، وما من دار إلّا وأنا أتصفّحها في كلّ يوم خمس مرّات ، وأقول إذا بكى أهل الميت على ميّتهم : لا تبكوا عليه ، فإنّ لي فيكم عودة وعودة حتى لا يبقى منكم أحد . قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : كفى بالموت طامّة ، يا جبرئيل . فقال جبرئيل : إنّ ما بعد الموت أطمّ وأطمّ من الموت .
قال : ثمّ مضيت فإذا أنا بقوم بين أيديهم موائد من لحم طيّب ولحم خبيث ، يأكلون اللحم الخبيث ويدعون الطيّب ، فقلت : من هؤلاء ، يا جبرئيل ؟ فقال : هؤلاء الذين يأكلون الحرام ويدعون الحلال ، وهم من أمّتك يا محمد .
وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : ثمّ رأيت ملكا من الملائكة ، جعل اللّه أمره عجبا ، نصف جسده من النار والنصف الآخر ثلج ، فلا النار تذيب الثلج ولا الثلج يطفئ لنار ، وهو ينادي بصوت رفيع : سبحان الذي كفّ حرّ هذه النّار فلا تذيب الثلج ، وكفّ برد هذا الثلج فلا يطفئ حرّ هذه النار ، اللهمّ يا مؤلف بين الثلج والنار ألف بين قلوب عبادك المؤمنين . فقلت : من هذا يا جبرئيل ؟
فقال : هذا ملك وكله اللّه بأكناف السماوات وأطراف الأرضين ، وهو أنصح ملائكة اللّه تعالى لأهل الأرض من عباده المؤمنين ، يدعو لهم بما تسمع منه منذ خلق ، وملكان يناديان في السماء ، أحدهما يقول : اللهم أعط كل منفق خلفا ، والآخر يقول : اللهم أعط كل ممسك تلفا .
ثمّ مضيت فإذا أنا بأقوام لهم مشافر كمشافر « 2 » الإبل ، يقرض اللحم من جنوبهم ويلقى في أفواههم ، فقلت : من هؤلاء يا جبرئيل ؟ فقال : هؤلاء الهمّازون اللمّازون .
ثم مضيت ، فإذا أنا بأقوام ترضخ رؤوسهم بالصّخر ، فقلت : من هؤلاء ، يا جبرئيل ؟ فقال : هؤلاء الذين ينامون عن صلاة العشاء .
ثم مضيت ، فإذا أنا بأقوام تقذف النار في أفواههم ، وتخرج من أدبارهم ، فقلت : من هؤلاء ، يا جبرئيل ؟ فقال : هؤلاء {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا } [النساء : 10].
ثمّ مضيت ، فإذا أنا بأقوام يريد أحدهم أن يقوم فلا يقدر من عظم بطنه ، فقلت : من هؤلاء ، يا جبرئيل ؟ قال : هؤلاء {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} [البقرة : 275] وإذا هم بسبيل آل فرعون ، يعرضون على النار غدوّا وعشيّا ، يقولون : ربّنا متى تقوم الساعة ؟
قال : ثمّ مضيت ، فإذا أنا بنسوان معلّقات بأثدائهنّ ، فقلت : من هؤلاء ، يا جبرئيل ؟ فقال : هؤلاء الزواني ، يورثن أموال أزواجهن أولاد غيرهم . ثمّ قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : اشتدّ غضب اللّه على امرأة أدخلت على قوم في نسبهم من ليس منهم ، فاطّلع على عوراتهم وأكل خزائنهم .
قال : ثمّ مررنا بملائكة من ملائكة اللّه عزّ وجل ، خلقهم اللّه كيف شاء ، ووضع وجوههم كيف شاء ، ليس شيء من أطباق أجسادهم « 3» إلا ويسبّح اللّه ويحمده من كل ناحية ، بأصوات مختلفة ، أصواتهم مرتفعة بالتحميد والبكاء من خشية اللّه ، فسألت جبرئيل عنهم ، فقال : كما ترى خلقوا ، إنّ الملك منهم إلى جنب صاحبه ما كلّمه قطّ ، ولا رفعوا رؤوسهم إلى ما فوقها ، ولا خفضوها إلى ما تحتهم خوفا من اللّه وخشوعا . فسلّمت عليهم ، فردّوا عليّ إيماء برؤوسهم ، لا ينظرون إليّ من الخشوع ، فقال لهم جبرئيل : هذا محمد نبيّ الرحمة أرسله اللّه إلى العباد رسولا ونبيّا ، وهو خاتم النبيّين وسيّدهم ، أفلا تكلّمونه ؟ قال : فلمّا سمعوا ذلك من جبرئيل ، أقبلوا عليّ بالسلام وأكرموني وبشّروني بالخير لي ولأمّتي .
قال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : ثمّ صعدنا إلى السماء الثانية ، فإذا فيها رجلان متشابهان ، فقلت : من هذان ، يا جبرئيل ؟ فقال لي : ابنا الخالة يحيى وعيسى . فسلّمت عليهما وسلّما عليّ ، فاستغفرت لهما واستغفرا لي ، وقالا : مرحبا بالأخ الصالح والنبيّ الصالح ، وإذا فيها من الملائكة مثل ما في السماء الأولى ، وعليهم الخشوع ، قد وضع اللّه وجوههم كيف شاء ، ليس منهم ملك إلّا يسبّح اللّه ويحمده بأصوات مختلفة .
ثمّ صعدنا إلى السماء الثالثة ، فإذا فيها رجل فضل حسنه على سائرالخلق كفضل القمر ليلة البدر على سائر النجوم ، فقلت : من هذا ، يا جبرئيل ؟
فقال : هذا أخوك يوسف . فسلّمت عليه وسلّم عليّ ، واستغفرت له واستغفر لي ، فقال : مرحبا بالنبيّ الصالح والأخ الصالح والمبعوث في الزمن الصالح .
وإذا فيها ملائكة عليهم من الخشوع مثل ما وصفت في السماء الأولى والثانية ، وقال لهم جبرئيل في أمري مثل ما قال للآخرين ، وصنعوا بي مثل ما صنع الآخرون .
ثم صعدنا إلى السماء الرابعة ، وإذا فيها رجل ، فقلت : من هذا يا جبرئيل ؟
قال : هذا إدريس ، رفعه اللّه مكانا عليّا ، فسلّمت عليه وسلّم عليّ واستغفرت له واستغفر لي ، وإذا فيها ملائكة عليهم من الخشوع مثل ما في السماوات ، فبشّروني بالخير لي ولأمّتي . ثمّ رأيت ملكا جالسا على سرير ، تحت يديه سبعون ألف ملك ، تحت كلّ ملك سبعون ألف ملك . فوقع في نفس رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنّه هو ، فصاح به جبرئيل ، فقال : قم . فهو قائم إلى يوم القيامة .
ثم صعدنا إلى السّماء الخامسة ، فإذا فيها رجل كهل ، عظيم العين ، لم أر كهلا أعظم منه ، حوله ثلّة « 4 » من أمّته فأعجبتني كثرتهم ، فقلت : من هذا ، يا جبرئيل ؟ فقال : هذا المحبّب في قومه هارون بن عمران . فسلّمت عليه وسلّم علي ، واستغفرت له واستغفر لي ، وإذا فيها من الملائكة الخشوع مثل ما في السماوات .
ثم صعدنا إلى السّماء السادسة ، وإذا فيها رجل آدم ، طويل ، كأنّه من شبوة « 5 » ، ولو أنّ عليه قميصين لنفذ شعره فيهما ، فسمعته يقول : تزعم بنو إسرائيل أنّي أكرم ولد آدم على اللّه ، وهذا رجل أكرم على اللّه منّي . فقلت :
من هذا ، يا جبرئيل ؟ فقال : هذا أخوك موسى بن عمران . فسلّمت عليه وسلّم عليّ ، واستغفرت له واستغفر لي ، وإذا فيها من ملائكة الخشوع مثل ما في السماوات .
قال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : ثمّ صعدنا إلى السّماء السّابعة ، فما مررت بملك من الملائكة إلّا قالوا : يا محمّد ، احتجم وأمر أمّتك بالحجامة . وإذا فيها رجل أشمط الرأس « 6 » واللّحية جالس على كرسيّ ، فقلت : يا جبرئيل ، من هذا الذي في السّماء السابعة على باب البيت المعمور في جوار اللّه ؟ فقال : هذا - يا محمد - أبوك إبراهيم ، وهذا محلّك ومحل من اتقى من أمّتك . ثم قرأ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم :
{إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ } [آل عمران : 68] ، فسلّمت عليه وسلّم علي ، وقال : مرحبا بالنبيّ الصالح ، والابن الصالح ، والمبعوث في الزمن الصالح . وإذا فيها من الملائكة الخشوع مثل ما في السماوات ، فبشّروني بالخير لي ولأمّتي .
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : ورأيت في السماء السابعة بحارا من نور يتلألأ ، يكاد تلألؤه يخطف بالأبصار ، وفيها بحار مظلمة وبحار ثلج ترعد ، فكلّما فرغت ورأيت هولا سألت جبرئيل ، فقال : أبشر يا محمد ، واشكر كرامة ربّك ، واشكر اللّه بما صنع إليك . قال : فثبّتني اللّه بقوّته وعونه حتى كثر قولي لجبرئيل وتعجّبي ، فقال جبرئيل : يا محمد ، تعظّم ما ترى ؟ إنما هذا خلق من خلق ربك ، فكيف بالخالق الذي خلق ما ترى ، وما لا ترى أعظم من هذا من خلق ربّك ؟ إن بين اللّه وبين خلقه سبعين ألف حجاب ، وأقرب الخلق إلى اللّه أنا وإسرافيل ، وبيننا وبينه أربعة حجب : حجاب من نور ، وحجاب من ظلمة ، وحجاب من غمام ، وحجاب من الماء .
قال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : ورأيت من العجائب التي خلق اللّه وسخّره على ما أراده ، ديكا رجلاه في تخوم الأرضين السابعة ، ورأسه عند العرش ، وملكا من ملائكة اللّه ، خلقه اللّه كما أراد ، رجلاه في تخوم الأرضين السابعة ، ثمّ أقبل مصعدا حتى خرج في الهواء إلى السماء السابعة ، وانتهى فيها مصعدا حتى انتهى قرنه إلى قرب العرش ، وهو يقول : سبحان ربّي حيثما كنت ، لا تدري أين ربّك من عظم شأنه ، وله جناحان في منكبيه إذا نشرهما جاوزا المشرق والمغرب ، فإذا كان في السّحر ، نشر ذلك الديك جناحيه وخفق بهما وصرخ بالتسبيح ، يقول : سبحان اللّه الملك القدّوس ، سبحان اللّه الكبير المتعال ، لا إله إلا اللّه الحي القيّوم . وإذا قال ذلك سبّحت ديوك الأرض كلّها ، وخفّقت بأجنحتها ، وأخذت في الصّراخ ، فإذا سكت ذلك الديك في السماء سكتت ديوك الأرض كلّها ، ولذلك الديك زغب أخضر وريش أبيض كأشد بياض ، ما رأيته قطّ ، وله زغب أخضر أيضا تحت ريشه الأبيض كأشدّ خضرة ، ما رأيتها قطّ .
قال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : ثمّ مضيت مع جبرئيل عليه السّلام ، فدخلت البيت المعمور ، فصلّيت فيه ركعتين ، ومعي أناس من أصحابي عليهم ثياب جدد ، وآخرون عليهم ثياب خلقان « 7 » ، فدخل أصحاب الجدد وحبس أصحاب الخلقان ، ثم خرجت ، فانقاد لي نهران : نهر يسمّى الكوثر ، ونهر يسمّى الرحمة ، فشربت من الكوثر واغتسلت من الرحمة ، ثمّ انقادا لي جميعا حتى دخلت الجنّة فإذا على حافّتيها بيوتي وبيوت أزواجي ، وإذا ترابها كالمسك ، فإذا جارية تنغمس في أنهار الجنّة ، فقلت : لمن أنت ، يا جارية ؟ قالت : لزيد بن حارثة . فبشّرته بها حين أصبحت ، وإذا بطيرها كالبخت « 8 » ، وإذا رمّانها مثل الدلاء « 9 » العظام ، وإذا شجرة لو أرسل طائر في أصلها ما دارها تسعمائة سنة ، وليس في الجنّة منزل إلّا وفيه فنن « 10 » منها ، فقلت : ما هذه ، يا جبرئيل ؟ فقال : هذه شجرة طوبى ، قال اللّه : طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ }.
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : فلمّا دخلت الجنّة ، رجعت إلى نفسي فسألت جبرئيل عن تلك البحار وهولها وأعاجيبها ، قال : هي سرادقات الحجب التي احتجب اللّه بها ، ولولا تلك الحجب لهتك نور العرش كلّ شيء فيه . وانتهيت إلى سدرة المنتهى ، فإذا الورقة منها تظلّ أمة من الأمم ، فكنت منها كما قال اللّه تبارك وتعالى : {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} [النجم : 9] فناداني {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ} [البقرة : 285] - فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : يا ربّ أعطيت أنبياءك فضائل فأعطني ، فقال اللّه : قد أعطيتك فيما أعطيتك كلمتين من تحت عرشي : لا حول ولا قوة إلا باللّه ، لا منجى منك إلا إليك .
قال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : وعلّمتني الملائكة قولا أقوله إذا أصبحت وأمسيت : اللهم إن ظلمي أصبح مستجيرا بعفوك ، وذنبي أصبح مستجيرا بمغفرتك ، وذلّي أصبح مستجيرا بعزّك ، وفقري أصبح مستجيرا بغناك ، ووجهي الفاني البالي أصبح مستجيرا بوجهك الدائم الباقي الذي لا يفنى .
ثمّ سمعت الأذان ، فإذا ملك يؤذّن لم ير في السماء قبل تلك الليلة ، فقال : اللّه أكبر ، اللّه أكبر . فقال اللّه : صدق عبدي ، أنا أكبر . فقال : أشهد أن لا إله إلا اللّه ، أشهد أن لا إله إلا اللّه . فقال اللّه تعالى : صدق عبدي ، أنا اللّه لا إله غيري . فقال : أشهد أن محمّدا رسول اللّه ، أشهد أنّ محمدا رسول اللّه .
فقال اللّه : صدق عبدي ، إنّ محمدا عبدي ورسولي ، أنا بعثته وانتجبته . ثمّ قال : حيّ على الصلاة ، حيّ على الصلاة . فقال اللّه : صدق عبدي ودعا إلى فريضتي ، فمن مشى إليها راغبا فيها محتسبا ، كانت له كفّارة لما مضى من ذنوبه . فقال : حيّ على الفلاح ، حيّ على الفلاح . فقال اللّه : هي الصلاح والنجاح والفلاح . ثمّ أممت الملائكة في السماء كما أممت الأنبياء في بيت المقدس ، قال : ثمّ غشيتني ضبابة فخررت ساجدا ، فناداني ربّي : أنّي قد فرضت على كلّ نبيّ كان قبلك خمسين صلاة ، وفرضته عليك وعلى أمّتك ، فقم بها أنت في أمّتك .
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : فانحدرت حتى مررت بإبراهيم فلم يسألني عن شيء ، حتى انتهيت إلى موسى ، فقال : ما صنعت ، يا محمد ؟ فقلت : قال ربّي : فرضت على كلّ نبيّ كان قبلك خمسين صلاة ، وفرضتها عليك وعلى أمّتك . فقال موسى : يا محمّد ، إنّ أمّتك آخر الأمم وأضعفها ، وإنّ ربّك لا يردّ عليك شيئا ، وإنّ أمّتك لا تستطيع أن تقوم بها ، فارجع إلى ربّك فسله التخفيف لأمّتك . فرجعت إلى ربّي حتى انتهيت إلى سدرة المنتهى ، فخررت ساجدا ، ثمّ قلت : فرضت علي وعلى أمّتي خمسين صلاة ، ولا أطيق ذلك ولا أمّتي ، فخفّف عني . فوضع عني عشرا فرجعت إلى موسى فأخبرته ، فقال : ارجع ، لا تطيق . فرجعت إلى ربّي فسألته ، فوضع عنّي عشرا ، فرجعت إلى موسى فأخبرته ، فقال : ارجع ، وفي كلّ رجعة أرجع إليه أخرّ ساجدا ، حتى رجع إلى عشر صلوات . فرجعت إلى موسى فأخبرته ، فقال : لا تطيق . فرجعت إلى ربّي فوضع عنّي خمسا ، فرجعت إلى موسى فأخبرته ، فقال : لا تطيق . فقلت : قد استحييت من ربّي ، ولكن أصبر عليها . فناداني مناد : كما صبرت عليها ، فهذه الخمس بخمسين ، كلّ صلاة بعشر ، من همّ من أمّتك بحسنة يعملها فعملها كتبت له عشرا ، وإن لم يعملها كتبت له واحدة ، ومن همّ من أمّتك بسيّئة فعملها كتبت عليه واحدة ، وإن لم يعملها لم أكتب عليه شيئا ».
فقال الصادق عليه السّلام : « جزى اللّه موسى عن هذه الأمة خيرا » . فهذا تفسير قوله تعالى : سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا إلى آخر الآية « 11».
ثمّ قال علي بن إبراهيم : وروى الصادق عليه السّلام ، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، أنه قال : « بينا أنا راقد في الأبطح وعليّ عن يميني ، وجعفر عن يساري ، وحمزة بين يديّ ، إذا أنا بخفيق أجنحة الملائكة ، وقائل يقول : إلى أيّهم بعثت يا جبرئيل ؟ فقال : إلى هذا - وأشار إليّ - ثمّ قال : هو سيّد ولد آدم ، وهذا وصيّه ووزيره وختنه وخليفته في أمّته ، وهذا عمّه سيد الشهداء حمزة ، وهذا ابن عمّه جعفر له جناحان خضيبان يطير بهما في الجنّة مع الملائكة ، دعه فلتنم عيناه ، ولتسمع أذناه ، وليع قلبه ، واضربوا له مثلا : ملك بنى دارا واتّخذ مأدبة وبعث داعيا . فقال النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : فالملك اللّه ، والدار الدنيا ، والمأدبة الجنّة ، والداعي أنا » .
قال : « ثمّ أدركه جبرئيل بالبراق وأسرى به إلى بيت المقدس ، وعرض عليه محاريب الأنبياء وآيات الأنبياء ، فصلّى فيها وردّه من ليلته إلى مكّة ، فمرّ في رجوعه بعير لقريش ، وإذا لهم ماء في آنية ، فشرب منه وصبّ باقي الماء ، وقد كانوا أضلّوا بعيرا لهم ، وكانوا يطلبونه فلمّا أصبح ، قال لقريش : إنّ اللّه قد أسرى بي في هذه الليلة إلى بيت المقدس ، فعرض عليّ محاريب الأنبياء وآيات الأنبياء ، وإنّي مررت بعير لكم في موضع كذا وكذا ، وإذا لهم ماء في آنية فشربت منه وأهرقت باقي ذلك الماء ، وقد كانوا أضلّوا بعيرا لهم .
فقال أبو جهل : قد أمكنتكم الفرصة من محمد ، سلوه كم الأساطين فيها والقناديل ؟ فقالوا : يا محمد ، إنّ ها هنا من قد دخل بيت المقدس ، فصف لنا كم أساطينه وقناديله ومحاريبه ؟ فجاء جبرئيل فعلّق صورة بيت المقدس تجاه وجهه ، فجعل يخبرهم بما يسألونه ، فلمّا أخبرهم ، قالوا : حتى تجيء العير ، ونسألهم عمّا قلت .
فقال لهم : وتصديق ذلك أن العير تطلع عليكم مع طلوع الشمس ، يقدمها جمل أحمر . فلمّا أصبحوا أقبلوا ينظرون إلى العقبة ويقولون : هذه الشمس تطلع الساعة ، فبينا هم كذلك إذ طلعت العير مع طلوع الشمس يقدمها جمل أحمر ، فسألوهم عما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فقالوا : لقد كان هذا ، ضلّ جمل لنا في موضع كذا وكذا ، ووضعنا ماء وأصبحنا وقد أهرق الماء . فلم يزدهم ذلك إلا عتوّا » « 12 » .
وقال أبو عبد اللّه عليه السّلام لرجل سأله عن المساجد التي لها الفضل :
فقال : « المسجد الحرام ، ومسجد الرسول » .
قال الرجل قلت : والمسجد الأقصى ، جعلت فداك ؟ فقال : « ذاك في السماء ، إليه أسري برسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم » .
فقال الرجل فقلت : « إنّ الناس يقولون : إنّه بيت المقدس ؟ فقال :
« مسجد الكوفة أفضل منه » « 13 ».
___________
( 1 ) الأدم من الناس : الأسمر . « لسان العرب - أدم - ص 12 ، ح 11 » .
( 2 ) المشافر : جمع مشفر ، والمشفر للبعير كالشّفة للإنسان . « لسان العرب - شفر - ج 4 ، ص 419 » .
( 3) قال المجلسي ( رضوان اللّه عليه ) : قوله : أطباق أجسادهم ، أي أعضاؤهم مجازا ، أو أغشية أجسادهم من أجنحتهم وريشهم . قال الفيروزآبادي : الطبق محركة : غطاء كل شيء ، وعظم رقيق يفصل بين كلّ فقارين . بحار الأنوار ص 18 ، ح 322 .
( 4 ) في « ط » : ثلاثة .
( 5 ) قال المجلسي ( رحمه اللّه ) : قوله صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : كأنّه من شبوة ، أقول : شبوة : أبو قبيلة ، وموضع بالبادية ، وحصن باليمن ، وذكر الثعلبي في وصفه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : كأنه من رجال أزد شنوءة ، وقال الفيروزآبادي : أزد شنوءة ، وقد تشدّد الواو : قبيلة ، سميت لشنان بينهم ، انتهى . وعلى التقادير شبّهه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بإحدى تلك الطوائف في الأدمة وطول القامة . البحار ص 18 ، ح 332 .
( 6) الشّمط في الرأس : اختلاف بلونين من سواد وبياض . « لسان العرب - شمط - ج 7 ص 335 » .
( 7) الخلقان : جمع خلق ، أي بال . « لسان العرب - خلق - ج 10 ، ص 88 » .
( 8 ) البخت : الإبل الخراسانيّة . « لسان العرب - بخت - ج 2 ، ص 9 » .
( 9 ) الدلاء : جمع دلو .
( 10 ) الفنن : الغصن . « لسان العرب - فنن - ج 13 ، ص 327 » .
( 11) تفسير القمي : ج 2 ، ص 3
( 12 ) تفسير القمي : ج 2 ، ص 13 .
( 13 ) تفسير العيّاشيّ : ج 2 ، ص 279 ، ح 13 .
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
