حرب عام ۱۹۹۲
المؤلف:
د. عدنان عبد الله حمادي الجميلي
المصدر:
الجغرافية السياسية والجيوبولتيك مع بعض التطبيقات
الجزء والصفحة:
ص 320 ـ 322
2025-10-18
316
هي حرب مستمرة منذ سنين لكن تجددت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتفككه واستقلال كل من أرمينيا وأذربيجان ، وقد كانت الفرصة سانحة لتغيير الخريطة الجيواستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط فأعلن الانفصاليون الأرمن في إقليم (كارباخ) مطلع 1992 الاستقلال عن أذربيجان ورفض الانضمام إلى أرمينيا.
لقد مدت أرمينيا مقاتلي كارباخ بالسلاح والقوات العسكرية المسلحة من باب عدو عدوي صديقي ، بل ان القوات الأرمينية توغلت إلى داخل الحدود الاذرية ، كما احتلت الشريط الأرضي الفاصل جغرافياً بين قره باغ وأرمينيا واستولت على أراضي ست مقاطعات أخرى شرق وجنوب قره باغ ، واحتلت قرابة (20%) من أراضيها بالمجمل منتصف عام 1993 مما أدى إلى تهجير مئات الآلاف من السكان الأذريين والتي هربت من بطش القوات الأرمينية الغازية وانتقل اللاجئون إلى معسكرات داخل العاصمة الاذرية (باكو).
لقد ساندت روسيا أرمينيا في هذه الحرب للحفاظ على قدسية القنبلة الموقوتة لكونها هي من اسهم بزرع هذه القنبلة بوصف كارباخ إقليم اثني ينتمي إليها ، وقد كان هذا الإجراء هو السبب الرئيس لانتصار الأرمن بعد مفاوضات قادها الاتحاد الأوربي بعد أن وافقت كل الأطراف المتنازعة بما فيها أذربيجان المحتلة أراضيها على اتفاق لوقف اطلاق النار والاحتكام إلى المفاوضات السلمية، بعد ان خلف النزاع قرابة (16) ألف جندي اذري و (22) ألف جريح وتحويل أكثر من مليوني مواطن اذري إلى لاجئ ، وفقدان (800) مواطن ارمني من سكان الإقليم.
وعلى الرغم من تجميد حالة القتال بين الطرفين في ضوء الوساطات الدولية والتوصل إلى اتفاق وقف اطلاق النار في 17 / حزيران / 1994 فإن الصراع لم يكن بمعزل عن دور القوى الإقليمية (روسيا وإيران وتركيا) والدولية (أمريكا وإسرائيل).

الاكثر قراءة في معلومات جغرافية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة