خرائط استخدام الأرض المدن المنفصلة
المؤلف:
د. فتحي عبد العزيز ابو راضي
المصدر:
خرائط التوزيعات البشرية ورسومها البيانية
الجزء والصفحة:
ص 144 ـ 153
2025-10-21
38
وهي خرائط تختص كل منها بتوزيع استخدام معين مثل رسم خريطة للمناطق السكنية في المدينة، وأخرى للمناطق الصناعية وثالثة لمناطق الترويح والترفيه ورابعة للمناطق السياحية وهكذا ، ونحتاج إلى مثل هذا النوع من الخرائط عندما نريد عزل استخدام معين بغرض الدراسة وهى بصفة عامة خرائط مفيدة جداً عندما ندرس موضوعاً معيناً، مثل توزيع أنماط السكن، أو توزيع المساحات التي تشغلها المباني، أو توزيع الأرض الفضاء في المدينة ، فعلى سبيل المثال إذا أردنا رسم خريطة منفصلة تختص بتوزيع أنماط السكن أو المباني فقط من بين مجموع مساحات الأراضى في منطقة من المناطق. وهذا الأمر لا يستلزم أكثر من توقيع المساحات المبنية والمخصصة للمساكن على خرائط ذات مقياس رسم كبير بظل أسود، ثم تصغيرها فتبدو هذه المناطق كما لو كانت بقع سوداء ويمكن في هذه الحالة أن نتغاضى عن التقسيمات الداخلية للمدن والقرى التي تمثل هذه الرقع السوداء نظراً للتصغير الشديد الذي حدث للخريطة. ولاشك أن مثل هذه الخريطة تختلف عن خرائط استخدام الأرض بالمدن والتي يستخدم في رسمها خرائط تفصيلية يتم توقيع المباني التي تشغلها فئات حرفية معينة عليها والتي نقوم بتظليلها أو تلوينها على البحر المنبع فنياً في رسم خرائط التظليل المساحي بصفة عامة ، كما يمكن رسم خريطة منفصلة تختص بتوزيع المبانى فقط داخل المدن عن طريق تظليل المساحات التي تشغلها باللون الأسود ، أو لأغراض معينة يكون من المفيد رسم خرائط منفصلة للمساحات التي تشغلها المباني بما في ذلك مناطق الحدائق والأبنية الصناعية ومختلف أنواع المرافق، والتي يمكن فصلها من الخريطة وتظليلها بظل أسود على خريطة ذات المقياس الكبير، ثم نقوم بعد ذلك بتصغير هذه الخريطة فتبدو هذه المناطق كبقع سوداء دون أن تفقد كثيراً من التفاصيل، إلا أن هذه الخريطة بعد تصغيرها لا يستفاد بها كثيراً في حالة التعرف على أشكال المحلات العمرانية ، وفي بعض الأحيان يستعان بظواهر طبوغرافية معينة تضاف إلى خريطة استخدام الأرض المدنى المنفصلة التي تبين توزيع نمط المباني عند تحليل أسباب وطبيعة الاختلافات الاقليمية في نمط العمران. فعلى سبيل المثال، إذا أضفنا إلى الخريطة نمط الطرق فإننا بذلك نستطيع أن نفسر امتداد سلسلة المباني المتلاصقة على طول الطريق، أو أن ذلك يساعد على توضيح أشكال العمران الريفي، مثل قرى الشارع الواحد، وقرى الغابات والقرى الحلقية، التي ترتبط بأنماط معينة من الطرق بينما في حالة المدن فإن نمط الطرق يعتبر غالباً من أكثر الظواهر حفاظاً على المورفولوجية الحضرية للمكان ومن هنا فإن إضافة نمط الطرق على خريطة استخدام الأرض المدنى يمكن أن يوضح لنا تفاصيل المظهر الأصلي للعمران بالمدينة بدون حصر المباني العديدة فيها وفي هذا الصدد يجب ، أن نتذكر امتداد السكك الحديدية كظاهرة أساسية هامة في تركيب المدن.
ويرجع أصل أشكال العمران في بعض أجزاء من العالم إلى مختلف نظم الحقول فيها، حيث أن توقيع حدود الحقول على الخريطة ذات مقياس الرسم الكبير غالباً ما يساعد على توضيح الأحوال الأصلية والظروف الأولية لمراكز عمرانية معينة هذا إلى جانب أن توقيع حدود النواحي في حالة العمران الريفي (القرية) والحدود الإدارية للشياخات في حالة العمران الحضري (المدينة) ربما يكون ضرورياً لتوضيح بعض ظواهر توزيع هذه المراكز العمرانية.
وتستخدم خرائط استخدام الأرض المدن المنفصلة كذلك في حالة إذا كان المطلوب إظهار عناصر نمط العمران التي كان يظن أنها تنحصر في مختلف أنواع المباني والمرافق المرتبطة بها ، ولكننا نعرف أن المباني ربما تختلف في العمر وفى الوظائف التي تؤديها، كما أنها قد تختلف تصميماتها المعمارية من مبنى لآخر، وفيما عدا البيانات التي تستقى من سجلات المدن عن عناصر نمط العمران لا توجد محاولات تعتمد على الخرائط الطبوغرافية للتفرقة بين العناصر لنمط المباني ولدراسة وتحليل العناصر في نمط العمران، فإن الأمر يتطلب بالضرورة القيام بإجراء عمل حقلى يجمع بين الفحص الملاحظة الميدانية والاستخبار بسبب ما ينطوى عليه ذلك من صحة المعلومات التي يمكن الحصول عليها عن نمط المباني والتي تتمثل في : عناصر العمر، والعناصر المعمارية ارتفاع وطراز المبنى والعناصر الوظيفية (الاستخدامات المختلفة لطوابق المبنى) وهناك تعقيدات معينة تواجه مصمم خريطة استخدام الأرض المدني التي تبين نمط المبانى عندما يختار تواريخ تحدد فئات عمرية لها أهمية ما، أو عندما يجد استخدامات متعددة في داخل المبنى الواحد، إلا أن فحص العناصرالمعمارية قد يكون له أهمية عند توضيح تغير استخدامات المباني، وفي إعادة تنظيم الوظائف القديمة التي تعتبر في حكم الوظائف التاريخية التي كانت تتميز بها مراكز عمرانية معينة.
وينتج عن عمليات المساحة الخاصة باستخدام الأرض المدني بيانات يمكن الاعتماد عليها في التحليل الوظيفي لنمط العمران وفى هذا الصدد ينصب جوهر المعالجة الكارتوجرافية على إنتاج خريطة توزيعات لمختلف العناصر الوظيفية يتم رسمها عن طريق توقيع تفاصيل نمط العمران وتظليل المباني والمرافق المرتبطة بها أو تكوينها بألوان تختلف باختلاف طبيعة وظائف واستخدام المباني ثم بعد ذلك يقوم برسم خرائط منفصلة لكل استخدام أو وظيفة على حدة على أن المشكلة الأساسية في تنفيذ مثل هذا النوع من الخرائط المنفصلة تتمثل في توزيع عناصر وظيفية قليلة فوق مساحة متسعة، فإذا قمنا بتصغيرها ضاعت معالمها على الخريطة المصغرة وللتغلب على هذه المشكلة في حالة المباني السكنية المبعثرة في المزارع، مثلاً إذا أردنا بيان توزيع العنصر الزراعي في نمط المباني في اقليم ما، فإننا نقوم بإجراء مسح ميداني نجمع فيه بيانات عن هذا العنصر بحيث توقع على خريطة تفصيلية رموز خاصة تمثل المباني المقامة في المزارع ثم نقوم بنقل وتوقيع هذه الرموز على خريطة أصغر مقياساً من الخريطة الأساسية مع مراعاة الدقة التامة في عملية النقل والتوقيع وهناك صعوبة أخرى في رسم العناصر الوظيفية في نمط المباني تنبثق من ضرورة تقرير وظيفة المبنى المستخدم لأكثر من غرض، الحاجة لتقدير التمييز بين الاستخدامات، إذا أردنا فهم نمط استخدام الأرض ومن المدنى وعدد الاستخدامات المختلفة في منطقة معينة ، إذ قد يتغير استخدام المبنى تبعاً للبعد من واجهة الشارع، كما في حالة المتجر الذي يحتوي على غرف للصناعة وأخرى للتخزين ومكان للسكني في مؤخرة البناء كذلك قد يتغير الاستخدام تبعاً للارتفاع، كما في حالة المتجر الذي يشغل الطابق الأرض في البناء، ثم يعلوه طابقان من المكاتب وقد نجد فوق ذلك طابق أو أكثر من الوحدات السكنية، أو عندما نجد بناية سكنية، تحتل المتاجر الطابق الأرضى منها بينما يحتل كل مساحة الطابق الأسفل (البدروم) حظيرة للسيارات (جراج) وفي كل هذه الأمثلة قد تكون الاستخدامات متصلة ومرتبطة بعضها ببعض، سواء أفقياً أو رأسياً، أو أن الاستخدامات المختلفة قد تقوم بوظائف خاصة منفصلة ومستقلة تماماً عن بعضها البعض.
والتمثيل الكارتوجرافي لمثل هذه الاستخدامات المتعددة لا يعد بالعمل السهل ولكن على أية حال، يمكن استخدام الرموز لتوضيح الاستخدام السائد في كل طابق من طوابق المبنى، مع إضافة بعض الاشارات التي تمثل وصلات لربط استخدامات الأرض المرتبطة بنشاطها الوظيفى الرئيسي مثل وظيفة السكن كما يمكن رسم مجموعة من اللوحات المنفصلة توضح كل منها الموقع الصحيح للاستخدامات المختلفة في كل طابق، مع وضع علامات توضح الارتباط بين الاستخدامات المتجاورة ، ولكن يصعب قراءة وتفسير مجموعة من الخرائط المنفصلة في حالة تركيبها فوق بعضها كخريطة واحدة قائمة بذاتها، كما أن وجود الطوابق السفلى (البدرومات) يزيد من مشكلة التمثيل الكارتوجرافي على الخرائط، فهي قد تمتد أسفل الشوارع المجاورة، وبذلك لا يمكن التوفيق بين خريطة الطابق الأسفل (البدروم) والخريطة الأساسية للطابق الأرضى باستخداماته المختلفة. ولهذا فإن رسم قطاعات لاستخدامات الأرض المدني Land-use Cross - sections في المناطق الأكثر تعقيداً سوف يساعد على توضيح هذه الخرائط التفصيلية (المنفصلة) لاستخدام الأرض المدني وتفيد دراسات وتحليلات وخرائط استخدام الأرض المدني المنفصلة في أغراض كثيرة ومتنوعة. ويتمثل أحد تطبيقات هذه التحليلات في إعداد المشروع الأولى في خطة تطوير وتنمية استخدام الأرض، التي تعتبر بدورها جزءاً من الخطة الشاملة للمدينة. كما أن بيانات استخدام الأرض المدنى المستقاة من الخرائط التفصيلية المنفصلة تمثل مصدراً هاماً للمعلومات بالنسبة للمناطق التي يراد تقدير احتياجاتها الحالية والمستقبلة لأغراض التوسع في نظم المرافق المختلفة هذا بالإضافة إلى أن خرائط استخدام الأرض المدني المنفصلة تمثل مصدراً للمعلومات الخاصة بتوقيع وتخطيط المواضع، مثل تحديد مشاريع الاسكان، أو الأسواق التجارية، أو مناطق الترفيه والترويح، أو توقيع منشآت عامة مثل المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس ، كذلك نجد هذه الخرائط مفيدة ومهمة ضرورية في الدراسات الخاصة بتنظيم استخدام الأرض في كل مدينة -Zon ing studies، فضلاً عن أنها تسهل مهمة دراسي ومخططي العمران الخاصة بتقرير العوامل المحددة لكل من توزيع المراكز العمرانية وشكل نمط العمران.






الاكثر قراءة في جغرافية الخرائط
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة