الإيثار الأعظم كيف قدم أهل البيت طعامهم ثلاثة أيام متتالية
المؤلف:
الفيض الكاشاني
المصدر:
تفسير الصافي
الجزء والصفحة:
ج5 ، ص260 - 262
2025-10-30
32
قال تعالى: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا} [الإنسان: 1]
{هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} هل أتى على الانسان استفهام تقرير وتقريب ولذلك فسر بقد حين من الدهر طائفة من الزمان لم يكن شيئا مذكورا.
في الكافي عن الصادق (عليه السلام) قال كان مقدورا غير مذكور.
وفي المجمع قال كان شيئا مقدورا ولم يكن مكونا.
وعن الباقر (عليه السلام) قال كان شيئا ولم يكن مذكورا.
ومثله في المحاسن عن الصادق (عليه السلام) وفي المجمع عنهما كان مذكورا في العلم ولم يكن مذكورا في الخلق.
وقال تعالى: {إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا} [الإنسان: 10]
{إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا} يعبس فيه الوجوه قمطريرا شديد العبوس.
في المجمع قد روى الخاص والعام إن الآيات من هذه السورة وهي قوله إن الابرار يشربون إلى قوله وكان سعيكم مشكورا نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين : وجارية لهم تسمى فضة والقصة طويلة جملتها أنه مرض الحسن والحسين فعادهما جدهما ووجوه العرب وقالوا يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك نذرا فنذر صوم ثلاثة أيام إن شفاهما الله سبحانه ونذرت فاطمة وكذلك فضة فبرءا وليس عندهم شيء فاستقرض علي (عليه السلام) ثلاثة اصوع من شعير من يهودي وروي انه أخذها ليغزل له صوفا وجاء به إلى فاطمة فطحنت صاعا منها فاختبزته وصلى علي (عليه السلام) المغرب وقربته إليهم فأتاهم مسكين يدعو لهم وسألهم فأعطوهم ولم يذوقوا إلا الماء فلما كان اليوم الثاني اخذت صاعا فطحنته واختبزته وقدمته إلي علي (عليه السلام) فإذا يتيم بالباب يستطعم فأعطوه ولم يذوقوا إلا الماء فلما كان اليوم الثالث عمدت إلى الباقي فطحنته واختبزته وقدمته إلى علي (عليه السلام) فإذا أسير بالباب يستطعم فأعطوه ولم يذوقوا إلا الماء فلما كان اليوم الرابع وقد قضوا نذورهم أتى علي (عليه السلام) ومعه الحسن والحسين إلى النبي (صلى الله عليه واله وسلم) وبهما ضعف فبكى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ونزل جبرئيل (عليه السلام) بسورة هل أتى .
وفي رواية ان علي بن أبي طالب (عليه السلام) آجر نفسه ليسقي نخلا بشئ من شعير ليلة حتى أصبح فلما أصبح وقبض الشعير طحن ثلثه فجعلوامنه شيئا ليأكلوه يقال له الحريرة فلما تم انضاجه اتى مسكين فأخرجوا إليه الطعام ثم عمل الثلث الثاني فلما تم انضاجه أتى يتيم فسأل فأطعموه ثم عمل الثلث الثالث فلما تم إنضاجه أتى أسير من المشركين فسأل فأطعموه وطووا يومهم ذلك .
والقمي عن الصادق (عليه السلام) كان عند فاطمة شعير فجعلوه عصيدة فلما انضجوها ووضعوها بين أيديهم جاء مسكين فقال المسكين رحمكم الله اطعمونا مما رزقكم الله فقام علي (عليه السلام) فأعطاه ثلثها فلم يلبث أن جاءيتيم فقال اليتيم رحمكم الله فقام علي (عليه السلام) فأعطاه الثلث ثم جاء أسير فقال الاسير رحمكم الله فأعطاه علي (عليه السلام) الثلث الباقي وماذاقوها فأنزل الله سبحانه الايات فيهم وهي جارية في كل مؤمن فعل ذلك لله عز وجل .
وفي المجالس عن الصادق عن أبيه ما يقرب مما ذكره .
في المجمع بالرواية الاولى ببسط من الكلام مع زيادات من حكاية أفعالهم وأقوالهم : وذكر فيه وقال الصبيان ونحن أيضا نصوم ثلاثة أيام فألبسهما الله عافية فأصبحوا صياما وفي آخره فهبط جبرئيل فقال يا محمد خذ ما هنأه الله لك في أهل بيتك قال وما آخذ يا جبرئيل قال هل أتى إلى قوله وكان سعيكم مشكورا وفي المناقب عن أكثر من عشرين من كبار المفسرين .
وبرواية أهل البيت عن الباقر (عليه السلام) ما يقرب مما ذكره في المجالس إلا انه ليس فيه ذكر صيام الصبيين وفي آخره فرآهم النبي (صلى الله عليه واله وسلم) جياعا فنزل جبرئيل ومعه صحفة من الذهب مرصعة بالدر والياقوت مملوة من الثريد وعراق يفوح منها رائحة المسك والكافور فجلسوا وأكلوا حتى شبعوا ولم ينقص منها لقمة واحدة وخرج الحسين ومعه قطعة من عراق فنادته يهودية يا أهل بيت الجوع من أين لكم هذه أطعمنيها فمد يده الحسين (عليه السلام) ليطعمها فهبط جبرئيل وأخذها من يده ورفع الصحفة إلى السماء فقال لو لا ما أراد الحسين (عليه السلام) من إطعام الجارية تلك القطعة وإلا لتركت تلك الصحفة في أهل بيتي يأكلون منها إلى يوم القيامة ونزل يوفون بالنذر وكانت الصدقة في ليلة خمس وعشرين من ذي الحجة ونزلت هل أتى في اليوم الخامس والعشرين منه .
الاكثر قراءة في فضائل اهل البيت القرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة