علوم الأنبياء جميعهم عند الإمام
المؤلف:
السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهرانيّ
المصدر:
معرفة الإمام
الجزء والصفحة:
ج4/ص14-17
2025-12-04
32
نقل في «الكافي» بإسناده عن الإمام محمّد الباقر عليه السلام أنّه قال: "يَمُصُّونَ الثِّمادَ[1] ويَدَعُونَ النَّهْرَ الْعَظِيمَ. قِيلَ: ومَا النَّهْرُ الْعَظِيمُ؟ قَالَ: رَسُولُ اللهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وآلِهِ وسَلَّمَ والْعِلْمُ الذي أعْطاهُ اللهُ. أنّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ جَمَعَ لِمُحَمَّدٍ سُنَنَ النَّبِيِّينَ مِنْ آدَمَ وهَلُمَّ جَرَّاً إلى مُحَمَّدٍ. قِيلَ لَهُ: ومَا تِلْكَ السُّنَنُ؟ قَالَ: عِلْمُ النَّبِيّينَ بِأسْرِهِ، وأنّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وآلِهِ وسَلَّمَ صَيَّرَ ذَلِكَ كُلَّهُ عِنْدَ أميرِ الْمُؤمِنِينَ"[2].
ونقلت هذه الرواية نفسها في «بصائر الدرجات» عن عليّ بن نعمان[3]. وجاء في «الكافي» أيضاً بسنده عن الإمام محمّد الباقر عليه السلام أنّه قال: "كانَ جَمِيعُ الأنْبيَاءِ مِائةَ ألْفِ نَبيّ وعِشْرِينَ ألْفَ نَبيّ مِنهُمْ خَمْسَةٌ اولُو الْعَزْمِ[4]: نُوحٌ وإبرَاهِيمُ وموسى وعيسى ومُحَمَّدٌ صلّى الله عَلَيْهِ وعَلَيْهِمْ، وأنّ عَلِيّ بْنَ أبي طَالِبٍ كَانَ هِبَةَ اللهِ لِمُحَمَّدٍ ووَرِثَ عِلْمَ الأوصِيَاءِ وعِلْمَ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ. أمَا أنّ مُحَمَّداً وَرِثَ عِلْمَ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ مِنَ الأنْبِيَاءِ والْمُرْسَلِينَ"[5].
وجاء في «الكافي» و«بصائر الدرجات» بإسنادهما عن ضُرَيس الكنانيّ أنّه قال: كنت عند أبي عبد الله (الصادق) عليه السلام وعنده أبو بصير. فقال أبو عبد الله عليه السلام "أنّ داودَ وَرِثَ عِلْمَ الأنبياءِ، وأنّ سُلَيمانَ ورث داود، وأنّا ورثنا محمّداً صلّى الله عليه وآله وسلّم وأنّ عندنا صحف إبراهيم وألواح موسى عليهما السلام". فقال أبو بصير: أنّ هذا لهو[6] العلم! فقال: "يا أبا بصير ليس هذا هو العلم. أنّما العلمَ ما يحدث بالليل والنهار، يوماً بيوم وساعة بساعة"[7]. (لكنّ تلك الصحف والألواح حقيقة اخرى استقرّت في وجودنا بنحو كلّيّ وهي لا تقبل الحدوث والتغيير، وقد انسابت هذه العلوم اليوميّة من ذلك المنبع)
وجاء مثل هذه الرواية في «بصائر الدرجات» عن أيّوب بن نوح ومحمّد بن عيسى، عن صفوان[8]. وفي «الكافي» عن ابن مُسكان، عن أبي بصير، عن الصادق عليه السلام قال: "قال لي: "يا أبَا مُحَمَّدٍ أنّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ لَمْ يُعْطِ الأنْبِياءَ شَيئاً إلّا وقَدْ أعْطَاهُ مُحَمَّداً جَمِيعَ ما أعْطَى الأنْبِياءَ، وعِنْدَنَا الصُّحُفُ التي قَالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: {صُحُفِ إِبْراهِيمَ ومُوسى}. قُلْتُ: جُعِلْتُ فِداكَ هِيَ الألْوَاحُ؟ قَالَ: نَعَمْ"[9].
وفي «الكافي» عن هارون بن الجهم أنّه روى عن رجل من أصحاب الصادق عليه السلام لم يحفظ اسمه قال: سمعتُ الصادق عليه السلام يقول: "أنّ عيسى ابْنَ مَرْيَمَ اعْطِيَ حَرْفَيْنِ كَانَ يَعْمَلُ بِهِما[10]، واعْطِيَ موسى أرْبَعَةَ أحْرُفٍ، واعْطِيَ إبْراهِيمُ ثَمانِيَةَ أحْرُفٍ، واعْطِيَ نُوحٌ خَمْسَةَ عَشَرَ حَرْفاً، واعْطِيَ آدَمُ خَمْسَةً وعِشْرِينَ حَرْفاً، وأنّ اللهَ تَبَارَكَ وتَعَالى جَمَعَ ذَلِكَ كُلَّهُ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وآلِهِ وسَلَّمَ وأنّ اسْمَ اللهِ الأعْظَمَ ثَلَاثَةٌ وسَبْعُونَ حَرْفاً، أعْطَي مُحَمَّداً اثْنَيْن وسَبْعِينَ حَرْفاً وحُجِبَ عَنْهُ حَرْفٌ واحِدٌ"[11].
وروي في «بصائر الدرجات» بسنده عن أبي حمزة الثماليّ، عن الإمام السجّاد عليّ بن الحسين عليهما السلام أنّه قَالَ: قُلْتُ لَهُ: الأئِمَةُ يُحْيُونَ الْمَوْتَى ويُبْرِؤُنَ الأكْمَهَ والأبْرَصَ ويَمْشُونَ على الْمَاءِ؟ قَالَ: "مَا أعْطَى اللهُ نَبِيّاً شَيئاً قَطُّ إلَّا وقَدْ أعْطَاهُ مُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّمَ وأعْطَاهُ مَا لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُمْ"- (الخبر)[12].
وفيه بسنده عن جابر، عن الإمام الباقر عليه السلام أنّه قال: "أعْطَى اللهُ مُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّمَ مِثْلَ مَا أعْطَي آدَمَ فَمَنْ دُونَهُ مِنَ الأوْصِياءِ كُلِّهِمْ، يا جابِرُ! هَلْ تَعْرِفُونَ (يَعْرِفُونَ- خ ل) ذَلِكَ"؟[13]
وجاء في كتاب «الاختصاص» للشيخ المفيد عن عبد الله بن بُكَيْر الهجريّ، عن أبي جعفر عليه السلام [أنّه] قال: "أنّ عَلِيّ بْنَ أبي طَالِب كانَ هِبَةِ اللهِ لِمُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّمَ، وَرِثَ عِلْمَ الأوْصِياءِ وعِلْمَ ما كانَ قَبْلَهُ، أما أنّ مُحَمَّداً وَرِثَ عِلْمَ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ مِنَ الأنْبِياءِ والْمُرْسَلِينَ"[14].
[1] الثِّماد جمع الثمد وهو الماء القليل الذي لا مادّ له والذي يتجمّع على الأرض أحياناً ثمّ يجفّ.
[2] «بحار الأنوار» ج 6، ص 226.
[4] أي أصحاب كتاب وشريعة.
[5] «بحار الأنوار» ج 6، ص 226.
[6] أي أنّ المقصود بصحف إبراهيم وموسى لهو العلم الذي تبيّنونه للناس.
[7] «اصول الكافي» ج 1، ص 175؛ و«بحار الأنوار» ج 6، ص 226 والطبعة الحروفيّة ج 26، ص 187.
[8] «بحار الأنوار» ج 6، ص 226.
[10] أي أنّه اعطي حرفين كان يجترح بهما المعجزات، من إحياء الموتى وشفاء الأعمى والأكمه والأبرص، وإخبار الناس عن الغيب، كإخبارهم عمّا كانوا يأكلون أو عمّا يدّخرون في بيوتهم.
[11] «بحار الأنوار» ج 6، ص 227.
[12] «نفس المصدر السابق».
[14] بحار الأنوار، ج 9، ص 229.
الاكثر قراءة في الامامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة