الإعلام العسكري في ظل الحرب العالمية الثانية
المؤلف:
الدكتور بطرس خالد
المصدر:
الإعلام والحرب النفسية
الجزء والصفحة:
ص 172- 173
2025-12-09
24
الإعلام العسكري في ظل الحرب العالمية الثانية:
يتابع غالبية المهتمين بالتاريخ العسكري تلك الأفلام الوثائقية الخاصة بالحرب العالمية الثانية، التي أصبحت شاهداً على التراث العسكري الإنساني وعلى القدرة للاستخدام الأمثل للإعلام العسكري في أفضل صوره، حيث تميزت آلة إعلام المؤسسة العسكرية الألمانية بأنها أفضل من استخدم الإعلام العسكري في خطابه الإعلامي والدعائي في الحرب العالمية الثانية إلى درجة التصاق الدعاية العسكرية لتلك الآلة الرهيبة بالإعلام العسكري الموجه الذي كان يدير اتجاهاته وزير الدعاية الألماني "غوبلز".
فقبل وجود وسائل الإعلام الحديثة كالتلفزيون والإذاعة كانت الجيوش والقوات المسلحة تعتمد على ما ينشر في وسائل الصحافة البدائية المقروءة المتوافرة حينها إما لنقل المعلومات العسكرية عن المعارك والحروب القائمة في ذلك الوقت وخاصة على مسرح العمليات الأوروبي الذي كان يعج بها في ظل الصراع بين تلك الدول، رغم محدودية أعداد القراء وصعوبة وسائل النقل حتى تم اختراع (التلغراف) الذي كان أحد أهم مصادر نقل المعلومات العسكرية حينها ليستخدم بكثافة كإحدى وسائل الإعلام العسكري.
وكانت فترة الحرب العالمية الثانية الفترة الذهبية لعمل الإعلام العسكري رغم محدودية وسائل الإعلام حينها، والتي كانت تعتمد على البث الإذاعي والصحافة المقروءة والأفلام التي كانت تعرض في دور السينما، حيث استطاع الجانبان المتحاربان تكثيف دور ذلك الإعلام الموجه بدرجة كبيرة لكون الإعلام إحدى أهم الأدوات المشكلة للحرب النفسية ضمن أسلوب الدعاية للتأثير في رأي الشعوب وسلوكها (مثال استخدام البث الإذاعي باللغة الإنجليزية من طوكيو للتأثير في العسكريين الأمريكيين من قبل المذيعة "طوكيو روز" واستخدام الأفلام الوثائقية الألمانية لتدعيم الانتصارات الألمانية في معركة الغواصات في المحيط الأطلسي واستخدام بريطانيا للأفلام السينمائية لإبراز النصر الجوي البريطاني على القوة الجوية الألمانية في معركة بريطانيا وتصوير الدخول المذل لباريس من قبل القوات الألمانية بعد سقوط فرنسا).
الاكثر قراءة في الاعلام المتخصص
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة