الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
تربية الإنسان
المؤلف: محمد بن محمود آل عبد الله
المصدر: دليل الآباء في تربية الأبناء
الجزء والصفحة: ص36-38
25-7-2016
4791
إن تربية الإنسان أشد تعقيدا وأكثر أهمية,وهي تستغرق مدة أطول من تربية غيره من الكائنات.
فأما المدة التي يحتاج إليها الإنسان في التربية فتدوم طوال حياته لأنه لا يصبح كاملا وإن طالت تربيته, فتراه يخطئ ويتعثر في سيره, ويقع في المشكلات من حين إلى آخر, ومهما حصل من العلوم وتلقي من التربية يبقى محتاجا إلى المزيد منها، وهذا سر قوله تعالى:{وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا}[طه: 114] .
وتبقى علوم الإنسان محدودة وضئيلة لقصور عقله وقلة إدراكه:{وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}[الإسراء: 85].
ولذلك فإنه يحتاج إلى من يوجهه وينصحه ويربيه ويعلمه مادام حيا وتعظم حاجته إلى التربية في المراحل الأولى من عمره، وخاصة حين يصبح مميزا قادرا على الفهم حتى سن البلوغ والرشد أي ما بين السنة السادسة والسابعة إلى الخامسة عشرة والثامنة عشرة من عمره .
وأما أهمية تربية الإنسان فلمكانته المرموقة في هذا الكون ؛ فقد جعله الله خليفة في هذه الأرض :{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً}[البقرة: 30].
وسخر له ما في البر والبحر وما في السماوات والأرض:{اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}[الجاثية: 12، 13] .
وجعله من اكرم وأفضل المخلوقات:{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا}[الإسراء: 70].
والإنسان لا يستطيع إعمار الأرض وتحقيق الخلافة فيها ,ولا يستطيع الاستفادة من ثروات الأرض وخيرات السماء على أحسن وجه , ولا يستحق التكريم والتفضيل إلا بالتربية الرفيعة التي ينالها والعلوم الهامة التي تعلمها ؛ ولهذا أمر الله الملائكة بالسجود لآدم لما أخبرهم بأسماء الأشياء التي لم يتعلموها .قال سبحانه :{وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ * وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ}[البقرة: 31 – 34] .
وأما سبب تعقيد وصعوبة تربيته فلأنه توجد فيه عدة عناصر , ويتأثر بكثير من العوامل ولا تقتصر تربيته على جسمه كالنباتات والحيوانات بل يجب أن تشمل عقله وروحه وانفعالاته أيضا وتفصيل ذلك نستأنفه بعد تحديد أهداف التربية .