1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

تأملات قرآنية

مصطلحات قرآنية

هل تعلم

علوم القرآن

أسباب النزول

التفسير والمفسرون

التفسير

مفهوم التفسير

التفسير الموضوعي

التأويل

مناهج التفسير

منهج تفسير القرآن بالقرآن

منهج التفسير الفقهي

منهج التفسير الأثري أو الروائي

منهج التفسير الإجتهادي

منهج التفسير الأدبي

منهج التفسير اللغوي

منهج التفسير العرفاني

منهج التفسير بالرأي

منهج التفسير العلمي

مواضيع عامة في المناهج

التفاسير وتراجم مفسريها

التفاسير

تراجم المفسرين

القراء والقراءات

القرآء

رأي المفسرين في القراءات

تحليل النص القرآني

أحكام التلاوة

تاريخ القرآن

جمع وتدوين القرآن

التحريف ونفيه عن القرآن

نزول القرآن

الناسخ والمنسوخ

المحكم والمتشابه

المكي والمدني

الأمثال في القرآن

فضائل السور

مواضيع عامة في علوم القرآن

فضائل اهل البيت القرآنية

الشفاء في القرآن

رسم وحركات القرآن

القسم في القرآن

اشباه ونظائر

آداب قراءة القرآن

الإعجاز القرآني

الوحي القرآني

الصرفة وموضوعاتها

الإعجاز الغيبي

الإعجاز العلمي والطبيعي

الإعجاز البلاغي والبياني

الإعجاز العددي

مواضيع إعجازية عامة

قصص قرآنية

قصص الأنبياء

قصة النبي ابراهيم وقومه

قصة النبي إدريس وقومه

قصة النبي اسماعيل

قصة النبي ذو الكفل

قصة النبي لوط وقومه

قصة النبي موسى وهارون وقومهم

قصة النبي داوود وقومه

قصة النبي زكريا وابنه يحيى

قصة النبي شعيب وقومه

قصة النبي سليمان وقومه

قصة النبي صالح وقومه

قصة النبي نوح وقومه

قصة النبي هود وقومه

قصة النبي إسحاق ويعقوب ويوسف

قصة النبي يونس وقومه

قصة النبي إلياس واليسع

قصة ذي القرنين وقصص أخرى

قصة نبي الله آدم

قصة نبي الله عيسى وقومه

قصة النبي أيوب وقومه

قصة النبي محمد صلى الله عليه وآله

سيرة النبي والائمة

سيرة الإمام المهدي ـ عليه السلام

سيرة الامام علي ـ عليه السلام

سيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله

مواضيع عامة في سيرة النبي والأئمة

حضارات

مقالات عامة من التاريخ الإسلامي

العصر الجاهلي قبل الإسلام

اليهود

مواضيع عامة في القصص القرآنية

العقائد في القرآن

أصول

التوحيد

النبوة

العدل

الامامة

المعاد

سؤال وجواب

شبهات وردود

فرق واديان ومذاهب

الشفاعة والتوسل

مقالات عقائدية عامة

قضايا أخلاقية في القرآن الكريم

قضايا إجتماعية في القرآن الكريم

مقالات قرآنية

التفسير الجامع

حرف الألف

سورة آل عمران

سورة الأنعام

سورة الأعراف

سورة الأنفال

سورة إبراهيم

سورة الإسراء

سورة الأنبياء

سورة الأحزاب

سورة الأحقاف

سورة الإنسان

سورة الانفطار

سورة الإنشقاق

سورة الأعلى

سورة الإخلاص

حرف الباء

سورة البقرة

سورة البروج

سورة البلد

سورة البينة

حرف التاء

سورة التوبة

سورة التغابن

سورة التحريم

سورة التكوير

سورة التين

سورة التكاثر

حرف الجيم

سورة الجاثية

سورة الجمعة

سورة الجن

حرف الحاء

سورة الحجر

سورة الحج

سورة الحديد

سورة الحشر

سورة الحاقة

الحجرات

حرف الدال

سورة الدخان

حرف الذال

سورة الذاريات

حرف الراء

سورة الرعد

سورة الروم

سورة الرحمن

حرف الزاي

سورة الزمر

سورة الزخرف

سورة الزلزلة

حرف السين

سورة السجدة

سورة سبأ

حرف الشين

سورة الشعراء

سورة الشورى

سورة الشمس

سورة الشرح

حرف الصاد

سورة الصافات

سورة ص

سورة الصف

حرف الضاد

سورة الضحى

حرف الطاء

سورة طه

سورة الطور

سورة الطلاق

سورة الطارق

حرف العين

سورة العنكبوت

سورة عبس

سورة العلق

سورة العاديات

سورة العصر

حرف الغين

سورة غافر

سورة الغاشية

حرف الفاء

سورة الفاتحة

سورة الفرقان

سورة فاطر

سورة فصلت

سورة الفتح

سورة الفجر

سورة الفيل

سورة الفلق

حرف القاف

سورة القصص

سورة ق

سورة القمر

سورة القلم

سورة القيامة

سورة القدر

سورة القارعة

سورة قريش

حرف الكاف

سورة الكهف

سورة الكوثر

سورة الكافرون

حرف اللام

سورة لقمان

سورة الليل

حرف الميم

سورة المائدة

سورة مريم

سورة المؤمنين

سورة محمد

سورة المجادلة

سورة الممتحنة

سورة المنافقين

سورة المُلك

سورة المعارج

سورة المزمل

سورة المدثر

سورة المرسلات

سورة المطففين

سورة الماعون

سورة المسد

حرف النون

سورة النساء

سورة النحل

سورة النور

سورة النمل

سورة النجم

سورة نوح

سورة النبأ

سورة النازعات

سورة النصر

سورة الناس

حرف الهاء

سورة هود

سورة الهمزة

حرف الواو

سورة الواقعة

حرف الياء

سورة يونس

سورة يوسف

سورة يس

آيات الأحكام

العبادات

المعاملات

القرآن الكريم وعلومه : التفسير الجامع : حرف الباء : سورة البقرة :

تفسير الاية (49-50) من سورة البقرة

المؤلف:  اعداد : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية

المصدر:  تفاسير الشيعة

الجزء والصفحة:  .......

12-2-2017

10695


قال تعالى : {وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49) وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} [البقرة: 49، 50].

تفسير مجمع البيان
- ذكر الطبرسي في تفسير  هاتين الآيتين (1) :

{وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ}

فصل سبحانه في هذه الآية النعم التي أجملها فيما قبل فقال «و» اذكروا {إذ نجيناكم} أي خلصناكم من قوم {فرعون} و أهل دينه {يسومونكم} يلزمونكم {سوء العذاب} و قيل يذيقونكم و يكلفونكم ويعذبونكم و الكل متقارب و اختلفوا في العذاب الذي نجاهم الله تعالى منه فقال بعضهم ما ذكر في الآية من قوله {يذبحون أبناءكم و يستحيون نساءكم} و هذا تفسيره و قيل أراد به ما كانوا يكلفونهم من الأعمال الشاقة فمنها أنهم جعلوهم أصنافا فصنف يخدمونهم وصنف يحرثون لهم ومن لا يصلح منهم للعمل ضربوا عليهم الجزية و كانوا يذبحون أبناءهم و يستحيون نساءهم مع ذلك ويدل عليه قوله تعالى في سورة إبراهيم {يسومونكم سوء العذاب و يذبحون أبناءكم} فعطفه على ذلك يدل على أنه غيره و قوله { يذبحون أبناءكم و يستحيون نساءكم} معناه يقتلون أبناءكم و يستحيون بناتكم يستبقونهن و يدعونهن أحياء ليستعبدن و ينكحن على وجه الاسترقاق و هذا أشد من الذبح و إنما لم يقل بناتكم لأنه سماهن بالاسم الذي يؤول حالهن إليه و قيل إنما قال نساءكم على التغليب فإنهم كانوا يستبقون الصغار و الكبار يقال أقبل الرجال و إن كان فيهم صبيان و يجوز أيضا أن يقع اسم النساء على الصغار و الكبار كالأبناء و قوله {وفي ذلكم} أي و في سومكم العذاب و ذبح الأبناء {بلاء من ربكم عظيم} أي لما خلى بينكم و بينه حتى فعل بكم هذه الأفاعيل و قيل في نجاتكم من فرعون و قومه نعمة عظيمة من الله عليكم .

(القصة )

والسبب في قتل الأبناء أن فرعون رأى في منامه كان نارا أقبلت من بيت المقدس حتى اشتملت على بيوت مصر فأحرقتها و أحرقت القبط و تركت بني إسرائيل فهاله ذلك و دعا السحرة و الكهنة و القافة فسألهم عن رؤياه فقالوا أنه يولد في بني إسرائيل غلام يكون على يده هلاكك و زوال ملكك و تبديل دينك فأمر فرعون بقتل كل غلام يولد في بني إسرائيل و جمع القوابل من أهل مملكته فقال لهن لا يسقط على أيديكن غلام من بني إسرائيل إلا قتل و لا جارية إلا تركت و وكل بهن فكن يفعلن ذلك و أسرع الموت في مشيخة بني إسرائيل فدخل رءوس القبط على فرعون فقالوا له أن الموت قد وقع في بني إسرائيل فتذبح صغارهم و يموت كبارهم فيوشك أن يقع العمل علينا فأمر فرعون أن يذبحوا سنة و يتركوا سنة فولد هارون في السنة التي لا يذبحون فيها فترك و ولد موسى في السنة التي يذبحون فيها .

ثم ذكر سبحانه نعمة أخرى فقال {و} اذكروا {إذ فرقنا بكم البحر} أي فرقنا بين المائين حتى مررتم فيه فكنتم فرقا بينهما تمرون في طريق يبس و قيل معناه فرقنا البحر بدخولكم إياه فوقع بين كل فريقين من البحر طائفة منكم يسلكون طريقا يابسا فوقع الفرق بينكم و قيل فرقنا بكم أي بسببكم البحر لتمروا فيه {فأنجيناكم} يعني من البحر و الغرق و قوله {وأغرقنا آل فرعون} و لم يذكر غرق فرعون لأنه قد ذكره في مواضع كقوله {فأغرقناه و من معه} فاختصر لدلالة الكلام عليه لأن الغرض مبني على إهلاك فرعون و قومه و نظيره قول القائل ( دخل جيش الأمير البادية ) و يكون الظاهر أن الأمير معهم و يجوز أن يريد ب آل فرعون نفسه كقوله مما ترك آل موسى و آل هارون يعني موسى و هارون و قوله {وأنتم تنظرون} معناه و أنتم تشاهدون أنهم يغرقون و هذا أبلغ في الشماتة و إظهار المعجزة و قيل معناه و أنتم بمنظر و مشهد منهم حتى لو نظرتم إليهم لأمكنكم ذلك لأنهم كانوا في شغل من أن يروهم كما يقال دور بني فلان تنظر إلى دور آل فلان أي هي بإزائها و بحيث لو كان مكانها ما ينظر لأمكنه أن ينظر إليه و هو قول الزجاج و قريب مما قاله الفراء و الأول أصح لأنهم لم يكن لهم شغل شاغل عن الرؤية فإنهم كانوا قد جاوزوا البحر و تظاهرت أقوال المفسرين على أن أصحاب موسى (عليه السلام) رأوا انفراق البحر و التطام أمواجه ب آل فرعون حتى غرقوا فلا وجه للعدول عن الظاهر .

(القصة)

وجملة قصة فرعون مع بني إسرائيل في البحر ما ذكره ابن عباس أن الله تعالى أوحى إلى موسى أن يسري ببني إسرائيل من مصر فسرى موسى ببني إسرائيل ليلا فأتبعهم فرعون في ألف ألف حصان سوى الإناث و كان موسى في ستمائة ألف و عشرين ألفا فلما عاينهم فرعون قال إن هؤلاء لشرذمة قليلون و أنهم لنا لغائظون و إنا لجميع حاذرون فسرى موسى ببني إسرائيل حتى هجموا على البحر فالتفتوا فإذا هم برهج دواب فرعون فقالوا يا موسى أوذينا من قبل أن تأتينا و من بعد ما جئتنا هذا البحر أمامنا و هذا فرعون قد رهقنا بمن معه فقال موسى (عليه السلام) عسى ربكم أن يهلك عدوكم و يستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون فقال له يوشع بن نون بم أمرت قال أمرت أن أضرب بعصاي البحر قال اضرب و كان الله تعالى أوحى إلى البحر أن أطع موسى إذا ضربك قال فبات البحر له أفكل أي رعدة لا يدري في أي جوانبه يضربه فضرب بعصاه البحر فانفلق و ظهر اثنا عشر طريقا فكان لكل سبط منهم طريق يأخذون فيه فقالوا إنا لا نسلك طريقا نديا فأرسل الله ريح الصبا حتى جففت الطريق كما قال فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا فجروا فيه فلما أخذوا في الطريق قال بعضهم لبعض ما لنا لا نرى أصحابنا فقالوا لموسى أين أصحابنا فقال في طريق مثل طريقكم فقالوا لا نرضى حتى نراهم فقال (عليه السلام) اللهم أعني على أخلاقهم السيئة فأوحى الله تعالى إليه أن مل بعصاك هكذا و هكذا يمينا و شمالا فأشار بعصاه يمينا و شمالا فظهر كالكوى ينظر منها بعضهم إلى بعض فلما انتهى فرعون إلى ساحل البحر و كان على فرس حصان أدهم فهاب دخول الماء تمثل له جبريل على فرس أنثى وديق و تقحم البحر فلما رآها الحصان تقحم خلفها ثم تقحم قوم فرعون فلما خرج آخر من كان مع موسى من البحر و دخل آخر من كان مع فرعون البحر أطبق الله عليهم الماء فغرقوا جميعا و نجا موسى و من معه و مما يسأل عن هذا أن يقال كيف لم يعط الله تعالى كل نبي مثل ما أعطى موسى من الآيات الباهرات لتكون حجة أظهر و الشبهة أبعد و الجواب أن الله ينصب الأعلام الباهرة و المعجزات القاهرة لاستصلاح الخلق على حسب ما يرى لهم من الصلاح و قد كان في قوم موسى من بلادة النفس و كلالة الحدس ما لم يمكنه معه الاستدلال بالآيات الحقيقية أ لا ترى أنهم لما عبروا البحر و أتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا بعد ما شاهدوه من هذه الآيات اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون و كان في العرب و أمة نبينا (صلى الله عليه وآله وسلّم) من جودة القريحة و حدة الفطنة و ذكاء الذهن و قوة الفهم ما كان يمكنهم معه الاستدلال بما يحتاج فيه إلى التأمل و التدبر و الاستضاءة بنور العقل في التفكر فجاءت آياتهم متشاكلة لطباعهم المتوقدة و مجانسة لما ركب في أذهانهم من الدقة و الحدة على أن في جميعها من الحجة الظاهرة و البينة الزاهرة ما ينفي خارج الشك عن قلب الناظر المستبين و يفضي به إلى فضاء العلم اليقين و يوضح له مناهج الصدق و يولجه موالج الحق و ما يستوي الأعمى و البصير و لا ينبئك مثل خبير .

_________________

1- مجمع البيان ، الطبرسي ، ج1 ، ص205-207.

تفسير الكاشف
- ذكر محمد جواد مغنية في تفسير  هاتين الآيتين (1) :

بعد أن ذكّر اللَّه سبحانه بني إسرائيل بنعمه عليهم بنحو الإجمال ذكّرهم بها على سبيل التفصيل ، وأولى هذه النعم التي أشار إليها هي نجاتهم من فرعون وأتباعه الذين أذاقوا اليهود أشد العذاب ، وفسر اللَّه سبحانه هذا العذاب بقوله :

{يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ ويَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ} أي يقتلون الذكور من نسلكم ، ويستبقون الإناث أحياء ليتخذوهن خدما (1) . .

هذا، إلى ان المصريين كانوا يسخّرون اليهود في قطع الأحجار ونقلها ، وحفر الأقنية ، وما إلى ذلك من الأعمال الشاقة .

وجاء الخطاب لليهود المعاصرين لمحمد (صلى الله عليه واله وسلم) لأنهم على دين أسلافهم ، وراضون بعملهم ، ومن أحب عمل قوم شاركهم فيه .

{وفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ} أي ان اللَّه سبحانه قد اختبركم - يا بني إسرائيل - في السراء والضراء معا ، لتعرفوا : هل تجاهدون وتصبرون في الجهاد صبر الكرام في الأولى ، وتشكرون على الثانية ، أو انكم تخضعون وتستسلمون في الشدة ، وتكفرون وتطغون في الرخاء شأن كل جبان لئيم .

وتجدر الإشارة إلى ان اللَّه سبحانه لا يختبر عبده ليعلم ما هو عليه . . كلا ، فإنه يعلم بكل كائن قبل أن يكون . . ولكنّه يختبر العبد ، لإقامة الحجة عليه ، إذ لا دعوى لمن لا حجة له ، حتى ولو كان المدعى به ثابتا في علم اللَّه تعالى .

وأشار سبحانه إلى النعمة الثانية على بني إسرائيل بقوله : {وإِذْ فَرَقْنا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْناكُمْ وأَغْرَقْنا آلَ فِرْعَوْنَ}  أي فصلنا البحر وجعلناه اثني عشر طريقا على عدد الأسباط ، والباء من ( بكم ) للسببية أي بسببكم ، والسبط هو ولد الولد ، والأسباط من بني إسرائيل عشائر من نسل يعقوب .

والخلاصة لقد كان اليهود في غاية الضعف والمذلة ، وكان خصمهم في غاية القوة والعزة ، فعكس اللَّه الآية على يد نبيه موسى (عليه السلام) فصاروا هم الأعزاء ، وخصمهم الذليل ، وعاينوا {وأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} ذل من بالغ في إذلالهم ، وهلاك من حاول إهلاكهم ، وبهذا لزمتهم الحجة ، ووجب عليهم أن يتعظوا ويعتبروا ولا يعاملوا غيرهم بما كان يعاملهم الغير .

وما أشبه معاملة اليهود اليوم لعرب فلسطين بمعاملة الفراعنة لليهود من قبل . .

وستنعكس الآية ، وتدور الدائرة على اليهود كما دارت على فرعون لا محالة ، وعليهم في يد بختنصر والرومان . . ان للباطل جولة ، ثم يضمحل . . وأعجب ما في الإنسان انه يقع في الشدائد ، فإذا أنجاه اللَّه منها طغى وبغى ، ونسي كل شيء .

وقال كثير من أهل التفسير : ان البحر المذكور هو بحر القلزم أي البحر الأحمر .

_________________________

(1) قال صاحب مجمع البيان : ان فرعون رأى في منامه ما أخافه وأزعجه ، وان السحرة فسروا له المنام بغلام من بني إسرائيل يقتله ، ومن أجل هذا فعل فرعون بالإسرائيليين ما فعل . . وهذا جائز في نفسه ، ولكن لا دليل يعتمد عليه .

 

تفسير الميزان
- ذكر الطباطبائي في تفسير  هاتين الآيتين (1) :

قوله تعالى: {ويستحيون نساءكم}، أي يتركونهن أحياء للخدمة من غير أن يقتلوهن كالأبناء فالاستحياء طلب الحياة و يمكن أن يكون المعنى ويفعلون ما يوجب زوال حيائهن من المنكرات، ومعنى يسومونكم يولونكم.

قوله تعالى: {وإذ فرقنا بكم} الفرق مقابل الجمع كالفصل و الوصل، و الفرق في البحر الشق و الباء للسببية أو الملابسة أي فرقنا لإنجائكم البحر أو لملابستكم دخول البحر.

_______________________
1- الميزان، الطباطبائي ، ج1 ، ص161.

تفسير الامثل
- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير  هاتين الآيتين (1) :

نعمة الحرية

في هذه الآيات إشارة إلى نعمة كبيرة ، منَّ بها الله سبحانه على بني إسرائيل، وهي نعمة تحريرهم من براثن الظالمين: {وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ، يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يَذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ}.

القرآن يعبّر عن العذاب الذي أنزله فرعون ببني إسرائيل بفعل {يَسُومُونَكُمْ} من «سام» التي تعني في الأصل الذهاب في ابتغاء الشيء، واستعمال هذا الفعل بصيغة المضارع يشير إلى استمرار العذاب، وإلى أن بني إسرائيل كانوا دوماً تحت التعذيب من قبل الفراعنة.

والقرآن عبّر بكلمة «البلاء» عمّا كان ينزل ببني إسرائيل من عذاب يتمثل في قتل الذكور واستخدام الإِناث لخدمة آل فرعون، واستثمار طاقات بني إسرائيل لخدمة الاقباط وإشباع رغبات ونزوات المستكبرين.

والبلاء يعني الامتحان، فالحوادث والمصائب التي نزلت ببني إسرائيل كانت بمثابة الامتحان لهم. كما قد يأتي البلاء بمعنى العقاب، لأن بني إسرائيل سبق لهم أن كفروا بنعمة ربّهم ، فكان ما أصابهم من آل عمران عقاباً على كفرانهم.

وذكر بعض المفسرين معنى ثالثاً للبلاء، وهو النعمة، وبذلك يكون البلاء العظيم يعني النعمة العظيمة، والمقصود منها نعمة النجاة من آل فرعون(2).

على كل حال، يوم نجاة بني إسرائيل من آل فرعون يوم تاريخي مهم، ركّز عليه القرآن في مواضع عديدة ولنا وقفات اُخرى عند هذا الحدث الكبير.

من الملفت للنظر أن القرآن يسمّي ذبح الأبناء واستحياء النساء عذاباً. ولو عرفنا أن استحياء النساء يعني استبقاءهنّ، وتركهنّ أحياء، لأتضح لنا أن القرآن يشير إلى أن مثل هذا الاستبقاء المذل هو عذاب أيضاً مثل عذاب القتل. وهذا المعنى يشير إليه الإِمام أمير المؤمنين علي(عليه السلام) اذ يقول: «فَالْمَوتُ فِي حَيَاتِكُمْ مَقْهُورينَ وَالْحَيَاةُ فِي مَوْتِكُمْ قَاهِرينَ»(3).

عملية الإِماتة كانت شاملة للذكور والإِناث مع اختلاف في ممارسة هذه العملية. وفي عالمنا المعاصر يمارس طواغيت الأرض عملية الإِماتة أيضاً بأساليب اُخرى، وذلك عن طريق قتل روح الرجولة في الذكور، ودفع الإِناث إلى مستنقع إشباع الشهوات.

من المفسرين من ذهب إلى أن سبب قتل أبناء بني إسرائيل واستحياء نسائهم، يعود إلى رؤيا عرضت لفرعون في منامه. ولكن السبب ليس الرؤيا وحدها ـ كما سنبيّن ذلك في تفسير الآية الرابعة من سورة القصص ـ بل أيضاً خوف الفرعونيين من اشتداد قوة بني إسرائيل وتشكيلهم خطراً على سلطة آل فرعون.

النّجاة من آل فرعون:

الآية السابقة أشارت إلى نجاة بني إسرائيل من براثن الفرعونيين، وهذه الآية توضح طريقة النجاة، {وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ، فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَونَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ}.

قضية غرق آل فرعون في البحر ونجاة بني إسرائيل وردت في سور عديدة مثل سورة الأعراف الآية (126). وسورة الأنفال، الآية (54). وسورة الإِسراء الآية (103). والشعراء الآية (63 و 66). والزخرف، (55). والدخان، الآية (17) وما بعدها.

في هذه السور ذكرت كل تفاصيل الحادث، أمّا هذه الآية فاكتفت بالإِشارة إلى هذه النعمة الإِلهية في معرض دعوة بني إسرائيل إلى قبور الرسالة الخاتمة(4).

حادثة الانقاذ باختصار حدثت بعد عدم استجابة فرعون وقومه لدعوة موسى (عليه السلام) مع كل ما شاهدوه منه من معجزات. إذ ذاك اُمر أن يخرج مع بني إسرائيل في منتصف الليل من مصر، وعند وصولهم النيل، علموا أن فرعون وجيشه يلاحقونهم، فاعترى، بني إسرائيل خوف واضطراب شديد. فالبحر أمامهم والعدوّ وراءهم. وفي هذه اللحظات الحساسة، اُمر موسى أن يضرب البحر بعصاه، فانشقت فيه طرق متعدّدة عبر منها بنو إسرائيل، بينما التحم الماء حينما كان آل فرعون في وسطه، فغرقوا جميعاً ونجا بنو إسرائيل، وهم ينظرون إلى هلاك أعدائهم.

الهدف من تذكير بني إسرائيل بهذا الحدث الذي بدأ بخوف شديد وانتهى بانتصار ساحق، هو دفعهم للشكر وللسير على طريق الرسالة الإِلهية المتمثلة في دين النّبي الخاتم.

كما أنه تذكير للبشرية بالأمداد الإِلهي الذي يشمل كل أُمّة سائرة بجد وإخلاص على طريق الله.

____________________________

1- الامثل ، ناصر مكارم الشيرازي ، ج1 ، ص183-186.

2 ـ يقال بلي الثوب اي خلق، وبلوته: اختبرته كأني أخلقته من كثرة اختياري له، وسميّ الغمّ بلاء من حيث إنه يُبلى الجسم، وسمّي التكليف بلاء لأن التكاليف مشاقّ على الأبدان ولأنها اختبارات، ولأن اختبار الله تعالى للعباد تارة بالمسارّ ليشكروا وتارة بالمضار ليصبروا، فصارت المنحة والمحنة جميعاً بلاءً. (المفردات، مادة: بلى).

3 ـ نهج البلاغة، الخطبة 51.

4 ـ راجع التفاصيل في المجلد العاشر تفسير، الآية (77) وما بعدها من سورة طه.

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي