1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الجغرافية الطبيعية

الجغرافية الحيوية

جغرافية النبات

جغرافية الحيوان

الجغرافية الفلكية

الجغرافية المناخية

جغرافية المياه

جغرافية البحار والمحيطات

جغرافية التربة

جغرافية التضاريس

الجيولوجيا

الجيومورفولوجيا

الجغرافية البشرية

الجغرافية الاجتماعية

جغرافية السكان

جغرافية العمران

جغرافية المدن

جغرافية الريف

جغرافية الجريمة

جغرافية الخدمات

الجغرافية الاقتصادية

الجغرافية الزراعية

الجغرافية الصناعية

الجغرافية السياحية

جغرافية النقل

جغرافية التجارة

جغرافية الطاقة

جغرافية التعدين

الجغرافية التاريخية

الجغرافية الحضارية

الجغرافية السياسية و الانتخابات

الجغرافية العسكرية

الجغرافية الثقافية

الجغرافية الطبية

جغرافية التنمية

جغرافية التخطيط

جغرافية الفكر الجغرافي

جغرافية المخاطر

جغرافية الاسماء

جغرافية السلالات

الجغرافية الاقليمية

جغرافية الخرائط

الاتجاهات الحديثة في الجغرافية

نظام الاستشعار عن بعد

نظام المعلومات الجغرافية (GIS)

نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)

الجغرافية التطبيقية

جغرافية البيئة والتلوث

جغرافية العالم الاسلامي

الاطالس

معلومات جغرافية عامة

مناهج البحث الجغرافي

الجغرافية : معلومات جغرافية عامة :

كيف غزت القطط العالم؟

المؤلف:  ...

المصدر:  موقع البيئة ومكافحة التلوث

الجزء والصفحة:  ...

4-2-2018

2340

للأسف لن نجد إجابة عن هذا السؤال في علم البيولوجيا والجينات فقط, عندما يكون الحديث عن أعداد القطط حول العالم وكيفية انتشارها؛ يلزمنا بالقيام برحلة في علم الآركيولوجيا أيضًا, وذلك لأن القطط جينيًا متشابهة بشكل كبير، ويصعب تتبع الجينات كأثر واضح للتعرف على كيفية انتشار القطط. والفضل في ذلك يعود للتهجين المتزايد عن ذي قبل وارتباط القطط بالإنسان خلال أسفاره وترحله، ما جعل القطط المستأنسة في أستراليا مشابهة لتلك المستأنسة في أمريكا وحسب آخر دراسة أجريت في هذا الصدد وقام بها علماء وباحثون بيولوجيون، وخبراء آثار تم تتبع المعلومات الجينية لمجموع ضخم من أعداد القطط حول العالم خلال 9000 سنة وتم كشف تلك الصداقة التي نشأت بين البشر والقطط وكيف أنها أخذت شكلين، أو مرحلتين في تاريخ تسيد القطط.

السجل الجيني بتواصل فريق البحث مع علماء من كافة أنحاء العالم؛ أصبح في جعبتهم العديد من عظام وجماجم وأسنان سنوريات خلال رحلة 9000 سنة. تجمع لديهم ما يقارب 200 من جماجم وعظام القطط، وقارنوها بمجموعة معاصرة من أعداد القطط المنتشرة حول العالم. كان تاريخ وأدلة التطور التي دونوها عبر تلك المقارنة، مذهلة. الآركيولوجيا، مفتاح اللغز بدمج المعلومات الجينية التي تم الحصول عليها في بحثهم مع المعلومات الأثرية وسجل تاريخ الإنسان واستئناسه للقطط، أصبح اللغز على وشك الحل.

فكانت البداية لتلك الصداقة منشأها الزراعة، واكتشاف البشر حاجتهم لـ أعداد القطط من حولهم؛ لتقيهم من شرور القوارض. فنشأت السنوريات المستأنسة وارتبطت بحركة الزراعة وتطورت معها. وفي حادثة أخاذة تم كشف آثار قط مدفون في قبور للبشر في قبرص، منذ 9500 عام. برغم أنه لم يكن موطن القطط الأصلي هناك. وفي هذا دليل على تطور تلك الصداقة وانتقال القطط مع ترحال البشر. وبعد العصر الحجري الحديث ومع انتشار الزراعة، تطورت الصداقة بين السنوريات والإنسان وكما اتجهت الزراعة شمالًا وغربًا، انتقلت أعداد القطط المستأنسة مع الإنسان تجاه بلغاريا ورومانيا.

وتبدأ الموجة الثانية من غزو القطط للعالم، في مصر القديمة، وكما تخبرنا الآركيولوجيا، فذلك يقع تقريبًا في القرن الرابع قبل الميلاد. فاستأنس المصري القديم السنوريات وعاشت معه. ويأتي دور علم الجينات ليوضح أن هناك اختلاف جيني وتمايز حدث لتلك السنوريات، وكان هذا في العصر الروماني؛ فتمددت أعداد القطط لتعبر حدود مصر إلي المتوسط وتختلط جينيًا مع قطط الشرق الأدنى، ومنها إلى البلطيق. وما بين القرن الخامس والثالث عشر اجتاحت تلك السنوريات أوروبا وجنوب شرق آسيا. خطة القطط المحكمة تبعت القطط استراتيجية محكمة لاستغلال تلك الصداقة مع الإنسان لصالح تواجدها وتسيد نوعها حول العالم. ومع دخول حقبة الفايكنغ كانت السنوريات المصرية تندفع في أنحاء العالم؛ ربما لارتباط ذلك أيضًا بحركة التجارة والسفن، وتلازم الإبحار بالسفينة مع أعداد القطط الكبيرة لتحمي السفينة والطاقم من القوارض التي تتغذى على البضائع والمؤن.

وبتلك التطورات والمراحل المختلفة التي عبرتها السنوريات، كان البشر دومًا هم المحطة الأساسية والجسر الذي سمح وسهل بانتقال تلك السنوريات من أماكنها في الشرق الأدنى ومصر، لتزداد أعدادها وتقتحم عوالم جديدة. هل قام البشر حقًا باستئناس القطط؟ بالاستفهام عن الاستئناس، وهل قام البشر حقًا باستئناس القطط أم لا، يصبح الموضوع أكثر تشابكًا. فالاستئناس وما يحكمه محل خلاف بين العلماء.

ولنحاول أن نتجاوز هذا الخلاف العلمي؛ فلنعتبر الاستئناس هو علاقة ذو تأثير متبادل بين البشر والحيوانات، يحقق منها الحيوان نفعًا ما من جراء تلك العلاقة. وبمتابعة أعداد القطط حول العالم وتتبع مسار تاريخها الجيني، سنجد أن هذا النفع أو التغير الذي حدث للقطط على يد الإنسان يعود لتاريخ حديث نسبيًا. كمثال، نجد أن القطط المرقطة، كثة الفراء لم تظهر إلا بعد عمليات الانتخاب الصناعي التي قام بها الإنسان. ومن المرجح أنها كانت من ضمن الصفات التي يفضلها البشر للتعرف على حيواناتهم وسط الجموع المختلفة.

ويخبرنا العلماء أن تلك الصفات التي تميز ما يقارب من 80% من أعداد القطط المعاصرة اليوم، لم يبدأ في الظهور إلا في حدود القرن الرابع عشر. ويوافق هذا الرأي رأي علمي آخر يتحدث عن أن القطط هي من استأنست نفسها. فتلك الأنواع من القطط التي استوطنت الشرق الأدنى وجابت صحاري الشرق، كان من الأفضل لها بالتأكيد الاقتراب من تجمعات البشر حيث القوارض، والغذاء، ورعاية البشر, كل ذلك يغري بالبقاء جوار التجمعات البشرية عن بقائها وحيدة في الصحاري. وبينما بقيت بعض أعداد القطط المتوحشة في البرية، لجأ العدد الآخر من تلك المستأنسة إلى الاقتراب من الإنسان وتنقية عالمه من القوارض في مقابل رعاية البشر، والانتقال معهم لغزو العالم.

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي