دعا البيان الختامي لمؤتمر جامعة العميد الدولي الثالث للعلوم الطبية إلى تأسيس منصة وطنية موحدة للبيانات الوبائية والمرضية، لدعم البحوث التطبيقية في العلوم الطبية الأساسية. وأقامت المؤتمر جامعةُ العميد برعاية العتبة العباسية المقدسة، وبالتعاون مع جامعة الكفيل ومستشفى الكفيل التخصُّصي، تحت شعار (تكامل العلوم الطبِّية في خدمة المجتمع)، بمشاركة أكاديميِّين وباحثين من داخل العراق وخارجه، واستمر لمدة يومين. وجاء في البيان الختامي الذي ألقاه رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور ميثم حميد القنبر: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين. السيدات والسادة ضيوفنا الأكارم مع حفظ الألقاب والمقامات، والحضور الكريم جميعًا، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نصل الآن إلى ختام فعاليات مؤتمر جامعة العميد الدولي الثالث للعلوم الطبية لنحصد ثمار يومين من العطاء العلمي المتواصل، والبحث الجاد والحوار البنّاء، إذ كان هذا المحفل ملتقى للعقول النيرة، ومساحة لتبادل الرؤى والخبرات في مختلف المجالات الطبية والعلمية. لقد كان مؤتمرنا هذا العام حافلًا بالتميز، إذ شهد على هامش جلساته العلمية حراكًا معرفيًّا نوعيًّا، تمثّل بإقامة المكتبة المركزية في جامعتنا معرض الكتاب الطبي الذي ضمّ عناوين طبية وعلمية متنوعة؛ دعمًا للطلبة والأساتذة والباحثين، تلاه تنظيم ندوة نوعية بعنوان مكتبة العتبة العباسية الرقمية ودعم البحث العلمي وخدمة المجتمع التي تناولت دور هذه المكتبة في خدمة المعرفة وتطوير البحوث الأكاديمية. وفي إطار الاهتمام بالحقول الطبية المتقدمة، أقيمت ورشة تخصصية في الخلايا الجذعية، قُدمت خلالها محاضرات علمية تناولت التطبيقات الحديثة لهذا المجال المهم، وفتحت آفاقًا جديدة أمام الباحثين والمهتمين. كما تميز المؤتمر بحدث فريد من نوعه، وهو الجلسة الحوارية التفاعلية (Meet the Professors) التي أتاحت للمشاركين فرصة استثنائية للّقاء والتفاعل المباشر مع نخبة من الأساتذة المتخصصين في مجال التعليم الطبي من مختلف الثقافات الأكاديمية. أمّا على صعيد الجلسات العلمية، فقد شهد المؤتمر زخمًا كبيرًا تمثّل في انعقاد 23 جلسة علمية، توزّعت بحرفية عالية لتغطي التخصصات كافّة، إذ خُصِّصت أربع جلسات للطب، وأربع جلسات للتمريض، وأربع جلسات لطب الأسنان، بينما كانت حصة الصيدلة ثلاث جلسات، وكان النصيب الأكبر للعلوم الأساسية بواقع ثمان جلسات. وبناءً على ما طُرح في هذه الجلسات من بحوث قيّمة ونقاشات مستفيضة، خرجت اللجنة العلمية للمؤتمر بجملة من التوصيات المهمّة التي نضعها بين أيديكم: - التأكيد على تعزيز برامج الوقاية والكشف المبكر للأمراض الأيضية والهرمونية والسكري، وتحديث أدوات التشخيص عَبرَ المؤشّرات الحيوية والجينية الحديثة. - العمل على تطوير وتحسين البروتوكولات العلاجية الوطنية المبنية على الأدلة، مع التركيز على رفع جودة الرعاية الصحية في اضطرابات الغدد الصم والسمنة والسكري. - تعزيز دور الصيدلاني عَبرَ ترسيخ مكانته كعنصر أساس في المنظومة الصحية، وضمان مشاركته الفاعلة في التشخيص الدوائي، ومتابعة العلاج، والاستخدام الرشيد للأدوية. - دعم البحث العلمي والتطوير الدوائي عَبرَ تشجيع المشاريع في الصيدلة السريرية، وتصميم وتطوير الأدوية، والابتكار في تقنيات الصناعة الدوائية لمواكبة المستجدات العالمية. - تحسين خدمات إعادة التأهيل الوجهي والفكّي عَبرَ التنسيق المشترك مع المختصين في التعويضات الصناعية للوقوف على آخر المستجدات. -تطوير تقنيات التصميم والتصنيع باستخدام التكنولوجيا الرقمية واعتماد الطباعة ثلاثية الأبعاد في التعويضات الصناعية لمنطقة الوجه والفكين. -تجويد الخدمات التمريضية: التأكيد على إقامة الدراسات الميدانية لاستكشاف نقاط الضعف في الرعاية التمريضية المقدمة للمرضى لمعالجتها، ما يسهم في تجويد الخدمات. -تطوير الممارسة التمريضية: تشكيل فريق تنسيقي بين كليات التمريض ودوائر الصحة لدراسة معوّقات العمل التمريضي علميًّا، وتطبيق نتائج الدراسات لتطوير الممارسة التمريضية وتحسين جودة الخدمات. -ضرورة تطوير البنية التحتية البحثية ودعمها في الجامعات والمراكز البحثية العراقية، لا سيّما في مجالات (علم الجينات البشرية، والخلايا الجذعية، وعلم الأحياء الجزيئي، والتقنيات الحيوية، والتشريح، والكيمياء الحياتية، وعلم وظائف الأعضاء). - تأسيس منصة وطنية موحدة للبيانات الوبائية والمرضية، لدعم البحوث التطبيقية في العلوم الطبية الأساسية، وخصوصًا المتعلقة بالأمراض المنتشرة في العراق (كالسرطان، والأمراض الانتقالية، والمزمنة). ختامًا... لا يسعنا إلّا أن نتقدم بوافر الشكر وعظيم الامتنان إلى كل من كان له سهم في إنجاح هذا المحفل. الشكر الجزيل للسادة رؤساء الجلسات العلمية لإدارتهم الحكيمة للنقاشات، وإلى الباحثين المتميزين الذين أغنوا المؤتمر بنتاجاتهم العلمية الرصينة. كما يسعدنا أن نخصّ الأساتذة الضيوف الذين تجشموا عناء السفر من خارج العراق وداخله، بوافر الشكر والتقدير لمشاركتهم القيّمة وحضورهم النوعي، الذي أضفى على المؤتمر بعدًا دوليًّا مهمًّا وأسهم في تعزيز تبادل الخبرات والتجارب العلمية. والشكر موصول إلى أعضاء اللّجان العلمية والتحضيرية والإدارية والإعلامية كافّة، الذين كان لعطائهم الأثر الأكبر في إنجاح هذا المؤتمر وظهوره بهذه الصورة المشرّفة، وشكرًا لكم أنتم أيها الحضور الكريم بمختلف ألقابكم ومقاماتكم فقد كان حضوركم زينة هذا المؤتمر. نسأل الله أن يوفقنا جميعًا لخدمة العلم والوطن، وإلى لقاء يتجدد في محافل علمية قادمة بإذن الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اخبار ذات صلة

قسم الشؤون الفكرية ينظم أنشطة ثقافية لطلبة جامعتي المنارة وميسان

متحف الكفيل يستقبل وفداً أكاديميًّا من جامعة الفرات الأوسط للاطلاع على مقتنياته

شعبةُ الخطابة الحسينية تُقيم المسابقةَ الفاطمية السنوية لحفظ (الخطبة الفدكية)

جامعة العميد تنظم زيارة علمية لمركز المجتبى (عليه السلام) لأمراض الدم وزرع نخاع العظم

العتبة العباسية المقدسة تؤكد أهمية التصدي للهجمات الإعلامية التي تستبيح الأذواق والآداب

العتبة العباسية المقدسة تقيم فعاليات المهرجان الدولي الفاطمي الثاني بلغة الأوردو

ضمن اهتمامها بتطوير أدوات العرض المعرفي والتراثي الهيأة العليا تشارك في ورشة عن دور المتاحف الافتراضية في تعزيز الوعي بالتراث الوطني

قسم الشؤون الفكرية يعلن نشر أكثر من 200 ألف مقال بحثي في المرجع الإلكتروني للمعلوماتية

الزائرون يؤدون مراسم قراءة دعاء الندبة في صحن مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام)

قسم شؤون المعارف يبحث في مدينة قم الإيرانية سبل تطوير مشاريع التراث الإسلامي

مجموعة مشاتل الكفيل تستقبل طالبات مدارس مجموعة العميد التربوية

قسم السياحة الدينية يعلن عودة حملة الساقي بعد إتمام مناسك العمرة في الديار المقدسة