
الاخبار


اخبار الساحة الاسلامية

أخبار العتبة العلوية المقدسة

أخبار العتبة الحسينية المقدسة

أخبار العتبة الكاظمية المقدسة

أخبار العتبة العسكرية المقدسة

أخبار العتبة العباسية المقدسة

أخبار العلوم و التكنولوجيا

الاخبار الصحية

الاخبار الاقتصادية
من رماد الكتب إلى فضاء الرقمنة.. حكاية حفظ ذاكرة الوطن
المصدر:
alkafeel.net
09:02 صباحاً
2025-12-25
37
في زمن تتعرض فيه الذاكرة الثقافية والإرث العلمي والإنساني للأمم إلى محاولات الطمس والتشويه، تبرز حاجة ملحة لمشاريع تنمي المعرفة وتحفظ للأمة إرثها وتراثها الحضاري لنقله إلى الأجيال. فمن بين ركام المصادرة والتخريب، تنهض بعض الصروح الثقافية لتؤكد أنّ المعرفة لا تُحرق، وأن المخطوط لا يموت ما دامت هناك إرادة واعية لصيانته، لتجسد مؤسسات العتبة العباسية المقدسة معنى الصمود الثقافي في وجه الاستهداف والإهمال. تحولت هذه المؤسسات إلى مراكز إشعاع علمي تحفظ الإرث الثقافي وتستقطب الباحثين والدارسين من داخل الوطن وخارجه، ولم يقتصر دورها على حفظ الكتب والمخطوطات، بل تجاوز ذلك إلى إعادة إحياء التراث وتفعيله ضمن سياق علمي معاصر. وعبر مشاريع الترميم، والفهرسة، والرقمنة، أسهمت في وصل الماضي بالحاضر، وجعلت الإرث المعرفي متاحًا للأجيال الجديدة، كما أسست منظومات متكاملة تجمع بين الأصالة والتقنية الحديثة، وترفع من قيمة البحث العلمي الرصين.
في هذا التقرير نسلط الضوء على مسيرة التحول العميقة التي عاشتها المكتبة، من زمن المصادرة والتخريب إلى مرحلة البناء والتحديث، وكيف أصبحت شاهدًا حيًّا على استعادة الوجه الثقافي للبلاد، وإعادة الاعتبار للعلم والتوثيق والأرشفة. التأسيس والمشروع
يقول مدير مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة، السيد نوري الموسوي: إنّ المكتبة يعود زمن تأسيسها إلى 1382هـ 1963م، إذ حوت آنذاك على كتب ومصادر مهمة تربو على خمسة آلاف، وكانت تضم بين دفتيها مخطوطات يصل تعدادها إلى حدود الألف مخطوطة، وقد صادرت هذه النفائس الخطية سلطة البعث المقبور. وتابع أنّ الكتب صُودر الكثير منها، وأُتلف بعضها الآخر، وما بقي استُخدم كوقود للتدفئة ولصنع الشاي لجنود النظام البائد أثناء احتلاله العتبة المقدسة إبّان الانتفاضة الشعبانية المباركة سنة 1411هـ - 1990م، وقُدر لهذا الصرح الثقافي الكبير أن ينبض بالحياة من جديد، وتسطع منه أشعة الثقافة والمعرفة، وتلوح في الآفاق آمال جديدة لغد مشرق. في عام 2006م - 1427هـ، بدأت أعمال إعادة تأهيل المكتبة ودار المخطوطات، مع تطويرها بإضافة وحدات ومراكز جديدة لخدمة الباحثين والدارسين، مما أسهم في استعادة دورها كمصدر للمعرفة والثقافة، يشير الموسوي إلى أنّه وبعد مُضي أقل من ثلاث سنين على إعادة التأهيل حدثت قفزة نوعية فيها، فتم تفعيل جملة من الوحدات المهمة، كوحدة ترميم المخطوطات، ووحدة تصوير المخطوطات وفهرستها، ووحدة التأليف والدراسات، حتى صارت متكاملة متماشية مع واقع الثقافة، ملبية طموح الباحثين والقرّاء بمشاربهم الفكرية المختلفة. توفير آلاف المصادر
تقدم مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة التابعة لقسم الشؤون الفكرية والثقافية، خدمات متعددة للباحثين والمحققين وطلبة الدراسات العليا. وذكر معاون مدير المكتبة، السيد عبد الحميد عبد الرضا علي، أنّ "المكتبة تشهد إقبالًا واسعًا من الباحثين والمحققين؛ نظرًا للخدمات المتعددة التي تقدمها، إذ توفر مصادر متنوعة علمية وإنسانية ودينية، إضافة إلى المناهج التي تُدرس في الجامعات العراقية، وتهيئة أجواء هادئة وملائمة للقراءة والبحث العلمي". وأضاف أنّ "المكتبة تضم نحو 66 ألف كتاب، بالإضافة إلى المصادر الرقمية التي تُقدر بنحو 250 ألف مصدر، إلى جانب الرسائل الجامعية والأطاريح والمجلات المحكمة، وتمتلك برنامجًا خاصًّا يسهل للباحثين الوصول إلى المصادر، ويقدم موظفو الإعارة دعمًا كبيرًا في إيجاد الكتب والمراجع التي يحتاجها الباحث".
وتُعد خدمة الإعارة الركيزة الأساسية في المكتبة، إذ يضطلع الموظفون المختصون فيها باستقبال الباحثين والمطالعين والوفود الزائرة، وتقديم الدعم في الوصول إلى الكتب والمصادر، إلى جانب التعريف بآلية عمل وحدات المكتبة عبر جولات إرشادية. ويشمل عملها محورين رئيسين؛ الأول العناية بالكتاب، عبر إدخاله ضمن ملكية المكتبة وتصنيفه وتنظيمه وفهرسته إلكترونيًّا، وصولًا إلى حفظ الكتب النادرة وصيانتها دوريًّا لضمان استدامتها. أمّا المحور الثاني فيتمثل بالعناية بالباحث، عبر توفير بيئة ملائمة للبحث والمطالعة تتسم بالهدوء والتنظيم، وإتاحة آلاف العناوين في مختلف العلوم والمعارف ضمن نظام المكتبة المفتوحة، مع وجود ملاك متخصص لمساندة الباحثين، فضلًا عن توفير خدمة الاستنساخ لتعويض عدم الإعارة الخارجية، بما يسهم في تسهيل الوصول إلى المعرفة وتعزيز الاستفادة العلمية. هل تنتهي الخدمات عند الإعارة؟
لا تقتصر خدمات المكتبة على الإعارة فحسب، إذ تؤدي وحدة التزويد دورًا محوريًّا يُعد العمود الفقري في تنمية المقتنيات وتحديثها، بما يضمن تلبية احتياجات مجتمع المكتبة من مصادر المعلومات المتنوعة. وتعمل هذه الوحدة على اقتناء المواد المكتبية من مصادر متعددة وفق أسس علمية محددة، لمعالجة النقص في المجموعة الحالية وتعزيز كفاءتها، وتشمل طرائق التزويد الشراء بوصفه المصدر الرئيس، إضافة إلى التبادل مع المكتبات الأخرى، والإهداء، فضلاً عن الإيداع القانوني الذي يرفد المكتبة بنسخ مجانية من المطبوعات المنشورة، وتسهم هذه الآليات مجتمعة في استدامة خدمات المكتبة وتطوير دورها المعرفي، وتُعد الفهرسة والتصنيف من الركائز الفنية الأساسية في عمل المكتبات، إذ تمثل الأداة التي تمكن الباحث من الوصول إلى مصادر المعلومات بسهولة وسرعة، وتمنع تحول المقتنيات إلى مجرد مخازن غير مستثمرة معرفيًّا. فهرسة المعلومات وتصنيفها
يواصل مركز الفهرسة ونظم المعلومات التابع لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة المقدسة، جهوده المتخصصة في مجال الفهرسة الرقمية وتصنيف المعلومات؛ بهدف تسهيل الوصول إلى مصادر المعرفة في مكتبات الجامعات والمكتبات العامة والأهلية في العراق. ويعتمد المركز على ملاكات متخصصة وأنظمة وبرامج حديثة أسهمت في فهرسة عدد كبير من المكتبات العراقية وتصنيفها وفق المعايير الدولية، وأطلق المركز مشاريع استراتيجية بارزة، منها مشروع الملف الاستنادي للمؤلفين العراقيين، الذي يضم قاعدة بيانات لأكثر من 26 ألف مؤلف و2300 مكتبة، ومشروع البوابة العراقية للمعرفة، التي توفر آلاف الكتب الإلكترونية والرسائل الجامعية، وتضم 17 وعاءً معرفياً، وتعتبر المخطوطات واحدة من هذه الاوعية.
وحقق المركز حضورًا محليًّا ودوليًّا عبر مشاركاته العلمية وتنظيمه للورش والمؤتمرات، وتُوّجت جهوده بحصوله على درع الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات (IFLA)، في إنجاز يُعد الأول من نوعه داخل العراق.
المكتبة الرقمية.. بوابة إلى المعرفة الحديثة
تعمل مكتبة العتبة العباسية المقدسة الرقمية على تعزيز الحضور الرقمي للمكتبة العامة عن طريق توفير مصادر وخدمات معرفية إلكترونية تسهم في دعم العملية التعليمية والبحثية في العراق، بما ينسجم مع متطلبات التطور العلمي والتكنولوجي. وقد طوّرها مركز المعلومات الرقمية التابع لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة المقدسة، معتمدًا أحدث التقنيات ومعايير الجودة العالمية، إلى جانب اهتمامه برقمنة النتاج العلمي العراقي والحفاظ عليه وإتاحته؛ لإبراز مكانة العراق العلمية على المستويين الإقليمي والدولي. مشروع حفظ النتاج العلمي العراقي أحد المشاريع الوطنية التي يشرف عليها مركز المعلومات الرقمية في العتبة المقدسة، ويهدف إلى حماية الإرث العلمي العراقي من الضياع والتلف، وضمان استدامته للأجيال القادمة.
يعتمد المشروع على رقمنة النتاجات العلمية العراقية غير المتوفرة إلكترونيًّا، وتحويلها من الصيغة الورقية إلى ملفات رقمية (PDF) وفق المواصفات والمعايير العالمية، وبما يتوافق مع أنظمة التعرف الضوئي على النصوص (OCR)، وبالاستناد إلى خبرات الملاك المتخصص في المركز. وجاءت أهمية المشروع استجابة لما مرّ به العراق من حروب وكوارث أدت إلى فقدان جزء كبير من نتاجه العلمي، فضلاً عن تعرض هذه المواد للتلف بفعل العوامل المناخية وسوء الخزن أو الاستخدام، إلى جانب المخاطر البشرية كالسرقة والإهمال. ويُقدم المشروع بجميع مراحله مجانًا إلى المؤسسات والجامعات العراقية، إذ تتكفل الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة بكامل تكاليفه، دعمًا للحركة العلمية والتعليمية، وحفاظًا على الذاكرة العلمية الوطنية. كما أسس قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة المقدسة مشروع المستودع الرقمي العراقي للأطاريح والرسائل الجامعية، الذي يُعد أكبر منصة وطنية متخصصة في توثيق النتاج العلمي الأكاديمي في العراق، ويضم أكثر من 158 ألف عنوان لأطاريح ورسائل جامعية نوقشت في الجامعات العراقية منذ انطلاق الدراسات العليا في البلاد. ويُجرى تحديث المستودع باستمرار بإضافة العناوين الجديدة، ضمن جهود منهجية تهدف إلى حفظ الذاكرة العلمية العراقية، وتعزيز إتاحة المعرفة، ودعم البحث العلمي وفق المعايير الرقمية الحديثة.
وتضم المنظومة الرقمية أقسامًا متخصصة بإدارة المعلومات، ومعالجة البيانات، وتقنية المعلومات، والمعمل الرقمي، بما يضمن تقديم خدمات رقمية متكاملة وسهلة الوصول للباحثين والدارسين، ويعزز الانتفاع بالمصادر المعرفية الحديثة. من الخزانة إلى الباحث
يضطلع مركز تصوير المخطوطات وفهرستها في العتبة العباسية المقدسة بدور محوري في حماية التراث المخطوط وحفظه علميًّا، عبر مشروع توثيقي واسع يجمع بين التصوير المتخصص، والأرشفة الرقمية، والفهرسة الممنهجة. ويهدف هذا العمل إلى نقل الكنوز المعرفية من حدود الخزائن المغلقة إلى فضاء البحث الأكاديمي المفتوح، بما يضمن استدامة الذاكرة العلمية وإتاحتها للباحثين داخل العراق وخارجه وفق أسس علمية رصينة. وفي السياق نفسه، أوضح معاون مدير المركز، السيد حيدر جاسم الكناني، أنّ قسم التصوير أنجز تصوير مئات الآلاف من نسخ المخطوطات داخل العراق وخارجه، شملت مكتبات في محافظات عدة ودول عربية وأجنبية، من بينها آلاف النسخ الخطية المحفوظة في خزانة العتبة المقدسة.
وأشار إلى أنّ هذه المصورات تُؤرشف ضمن وسائط إلكترونية مؤمّنة، قبل إحالتها إلى قسم الفهرسة الذي أصدر فهارس علمية لأكثر من 2400 نسخة خطية، والمرفوع عبر موقع المركز (المرجع الرقمي للتراث المخطوط) قرابة 105 ألف عنوان مخطوط أُتيحت عبر المنصة. كما لفت إلى أنّ عمل المركز لا يقتصر على المخطوطات فحسب، بل يشمل تصوير الوثائق التاريخية وتحليلها وأرشفتها ونشرها، فضلاً عن احتوائه مكتبة تخصصية تضم آلاف الفهارس الورقية والرقمية المختصة بالمخطوطات، ما يعزز من دوره كمركز بحثي رصين يسهم في حفظ الذاكرة المعرفية الإسلامية وتطوير البحث الأكاديمي. رحلة حفظ التراث المخطوط
في زمن تتسارع فيه الرقمنة بوصفها أداة لحفظ المعرفة وصيانتها من الضياع، تمضي العتبة العباسية المقدسة بخطى ثابتة نحو تحويل التراث المخطوط من حيز الحفظ التقليدي إلى فضاء الوصول المفتوح. وعن طريق مشروع موقع المركز (المرجع الرقمي للتراث المخطوط) التابع إلى مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة وبإشراف قسم الشؤون الفكرية والثقافية، تُعاد صياغة العلاقة بين الباحث والمخطوط، عبر المنصة الرقمية التي تضع آلاف النسخ الخطية النادرة بين يدي المهتمين، وتؤكد أنّ صيانة التراث لا تنفصل عن إتاحته وتفعيله علميًّا. مدير مركز تصوير المخطوطات وفهرستها، السيد صلاح السراج قال: إنّ "مشروع المرجع الرقمي للتراث المخطوط يُعد أحد أهم برامج المركز، ويشمل فهرسة دقيقة للنسخ الخطية المصورة، إذ تتضمن البيانات المتاحة تفاصيل النسخ باللغتين العربية والإنجليزية".
وأضاف، أنّ "موقع المشروع يمتلك نحو 105 آلاف نسخة خطية مصورة منذ تأسيسه، وتتضمن موضوعات متعددة، منها الفقه وأصوله، والحديث، والأدب، والتاريخ، والبلاغة، والطب، والهندسة، والعلوم الصرفة، مشيرًا إلى أنّ "تواريخ النسخ المصورة تعود إلى ما بين القرن الأول الهجري والخامس عشر الهجري، مما يجعلها مصدرًا تاريخيًّا قيمًا للدراسات والبحوث". وتابع السراج، أنّ "منصة المشروع تتيح للمستخدمين البحث عن المخطوطات بطريقتين، الأولى البحث المتقدم، الذي يشمل جميع الحقول مثل: العنوان، المؤلف، الناسخ، تاريخ النسخة، وعدد الأوراق، وغيرها من مفاتيح البحث التي يحتاجها الباحث، أمّا الثانية فهي البحث المباشر، مما يسهل الوصول للمعلومات المطلوبة بدقة وسرعة". من مخطوط كُتب قبل قرون بحبر خافت على ورق هش، إلى نسخة رقمية عالية الدقة تُستدعى بنقرة واحدة، هكذا يعبر التراث المخطوط جسور الزمن، آلاف النسخ الخطية، تمتد موضوعاتها من الفقه والحديث إلى الأدب والتاريخ والبلاغة، والطب والهندسة، وغيرها من الفنون والعلوم، التي تعود تواريخ نسخها إلى قرون بعيدة، أصبحت اليوم متاحة للباحثين بلغتين وبآليات بحث ذكية، تعيد للمخطوط حضوره في ساحة البحث العلمي.
تجربة معرفية لا تكتفي بالحفظ، بل تعيد إحياء النصوص القديمة لتكون جزءًا فاعلًا من الحاضر العلمي، وتؤكد أنّ التراث حين يُرقمن، لا يُجمّد، بل يبدأ حياة جديدة. إنعاش الذاكرة وحفظها
يبذل مركز الفضل لصيانة وحفظ التراث المخطوط والأرشيف الوثائقي في العتبة العباسية المقدسة جهودًا غير مسبوقة لإعادة الحياة إلى المخطوطات والوثائق التاريخية التي تعرضت عبر القرون للإهمال والتلف. ويُعدّ المركز من أهم المحطات الوطنية النادرة، لما يمتلكه من خبرات عراقية ومعدات تقنية متطورة استُوردت من دول عالمية، تمكنت من ترميم آلاف المخطوطات الدينية والعلمية وحفظها وفق معايير علمية دقيقة. ويعمل فريق المركز، عبر مراحل متخصصة تشمل الفحص البيولوجي والكيميائي، والترميم بالعجينة والورق الياباني، والتغليف بالغلاف المزجج والجلد المنقوش، إضافة إلى الأعمال الفنية والزخرفة. وقد تمكّن المركز من إنقاذ مصاحف ومخطوطات نادرة، أبرزها مصحف الإمام السجاد (عليه السلام)، الذي يعود إلى القرن الثاني للهجرة، ومخطوطة كتاب الميرزا الشيرازي من القرن الثالث عشر الميلادي، إلى جانب مئات المخطوطات النفيسة الأخرى.
ويولي المركز أهمية بالغة لتدريب ملاكاته ومشاركة الخبرات مع المؤسسات المحلية والدولية، إذ نظم دورات وورش عمل في العراق ودول مثل: التشيك، وإيران، ومصر، والكويت، لتعزيز مهارات العاملين في صيانة التراث المخطوط. هكذا، لا تُختتم حكاية مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة بوصفها مؤسسة خدمية فحسب، بل بوصفها فعلًا ثقافيًّا مضادًا للنسيان، وموقفًا واضحًا في وجه تاريخ حاول طمس الذاكرة وتجفيف منابع المعرفة. فما قامت به العتبة العباسية المقدسة يتجاوز إعادة بناء جدران أو تكديس كتب، ليصل إلى استعادة المعنى الحقيقي للمؤسسة بوصفها حارسًا للهوية وذاكرة وطنية حية. من الترميم العلمي للمخطوط، إلى الأرشفة الرقمية، ومن الفهرسة المنهجية إلى إتاحة المعرفة للباحثين داخل العراق وخارجه، أسست مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة منظومة متكاملة لحفظ التراث وتفعيله، لا لعزله في خزائن مغلقة، إنها تجربة تقول بوضوح: إنّ صيانة التراث ليست ترفًا ثقافيًّا، بل ضرورة، وإنّ الأرشفة ليست عملاً تقنيًّا محايدًا، بل هي موقف أخلاقي من التاريخ. المخطوطات والوثائق المرممة: نحو 400 مخطوطة من مخطوطات العتبة العباسية المقدسة نحو 900 وثيقة من وثائق العتبة العباسية المقدسة 300 مخطوطة خارجية 2200 وثيقة خارجية
وإلى جانب كل ما ورد في هذا التقرير، يبقى ما أنجزته مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة أوسع من أن يُحاط به في مادة واحدة؛ إذ تقف خلف هذا الصرح نشاطات علمية وثقافية وبحثية متواصلة، تشمل برامج تدريبية، ومشاريع تحقيق ونشر، وتعاونًا مؤسسيًّا مع جامعات ومراكز بحث داخل العراق وخارجه، فضلاً عن مبادرات معرفية لا تزال قيد الإنجاز. أعمال قد لا تتسع لها مساحة التقرير، لكنها تؤكد أنّ دور المكتبة مشروع حيّ يتطور باستمرار، ويواصل الاشتغال بصمت على حماية المعرفة وترسيخ حضورها في المشهد الثقافي الوطني.
قسم الشؤون الفكرية يصدر كتاباً يوثق تاريخ السدانة في العتبة العباسية المقدسة
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)