أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-4-2019
![]()
التاريخ: 3-5-2017
![]()
التاريخ: 28-8-2020
![]()
التاريخ: 2-5-2017
![]() |
تأثير العقيدة على المؤرخ:
من أشق الفروض على المؤرخ أن نفض عن ردائه غبار التعصب لنزعاته الشخصية من دينية أو قومية أو وطنية ونحوها. بل لعله من شبه المستحيل أن ينزع من قلمه لحاء عقائده وأهوائه.
فإن النفس تلهم عقل صاحبها التصديق بميولها وعواطفها، وكثيرا ما تقف سدا منيعا بين بصيص عقله والحقيقة ، وإن حاول أن يخرج من نفسيته التي ورثها ونشأ عليها . ويتحلل فكره من أسرها وسجنها ليحلق في جو الحق الطليق .
وإذا رأيت طائرا أسعده الحظ فتحرر من سجنه فالحقه إذا كنت حرا مثله ، فستجد أن جناحه مثقل بغبار السجن ، وأرجله لا تزال متأثرة بالقيود ، فيختلج في رفيفه ويتثاقل في طيرانه ، وقد يهوي أحيانا إلى الهوة غير مختار . هذا من حاول أن يتحرر من شخصيته الاعتقادية وتأثيرها عليه .
أما من يؤرخ لأجل غذاء عقيدته ، أو يؤلف إرضاء نفسه أو محيطه ، فاقرأه ألف سلام ! وأرجو من الله تعالى أن يوفقني لئلا أكونه . وأظنني غير مبالغ إذا قلت : إن المؤرخين من السلف على الأكثر - وأقول " على الأكثر " إذا أردت الاحتياط في القول كانوا من النوع الثاني . بل حتى المؤرخين النوع الثاني. بل حتى المؤرخين في عصرنا لا يخرجون عن هذه الطريقة على الغالب . وإن تظاهروا بحرية الرأي وإنصاف الواقع والحق ، فظهر جليا - بالرغم على المؤرخ - نزعته على قلمه ويتماشى تأريخه وتأليفه مع الروح التي يحملها ، فيختار من الأحاديث ما لا يفسد عليه رأيه ، ولا يصدق إلا بما يجري على هواه . فكم يكون الرجل عنده كذابا وضاعا، لأنه نقل ما لا يتفق ومبادءه، وكم يكون ثقة صدوقا لأنه لم يرو إلا أحاديث تؤيد طريقته.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
دراسة تستعرض آلام السجناء السياسيين في حقبة البعث المجرم في العراق
|
|
|