وهو مصطلح يعني البث المنظم والنشر للأخبار والبرامج والأغاني والتمثيليات والموسيقى وأي مواد إعلامية أخرى موجهة إلى الجمهور العام، واستقبال ذلك جماهيرياً وعاما بواسطة أجهزة استقبال راديو، وبذلك أصبح هذا المصطلح يعبر عن خصائص فن قائم بذاته له مقوماته المادية وجمهوره ونتيجة جهود وأبحاث متواصلة تم توصل الإذاعة لمفهومها الحالي.

وهي إحدى وسائل الاتصال إلا أن إمكانية استخدامها سيما في الدول النامية قليلة لأنها تابعة إلى الحكومة، بينما يلاحظ العكس بالنسبة للدول الغربية حيث توجد إذاعات كبيرة، ومنها ما يكون تجارية حيث يمكن استخدامها في الاتصال الإذاعي.

وتعتبر الإذاعة من أخطر وسائل الإعلام الحديث وأبلغها أثرا بل هي نقطه بداية لمرحلة هامة من تاريخ الإعلام، هي مرحلة الإعلام الجماهيري، فهي أسرع و أيسر وسيلة لربط الإنسان في أي مكان على وجه الأرض ببقاع الدنيا الأخرى دون ما عائق أو حاجز، فتصل إليه في بيته وفي عمله.

لقد كانت أبحاث ماركوني واكتشافاته هي حجر الأساس في تطور الإذاعة، تبعه العالم فوست عندما قام في العقد الثاني من القرن العشرين بإنشاء محطات للإرسال الإذاعي في فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، ثم اندلعت نيران الحرب العالمية الأولى، فتوقف نشاط العلماء في هذا المضمار، ثم عاد هذا الاهتمام بعد انتهاء الحرب، وفي عام ١٩٢٠ أنشأت شركة وستنجهوس محطة إذاعية كبرى في الولايات المتحدة تبعتها مئات المحطات الأخرى في غضون سنوات معدودة حتى بلغت في عام ١٩٢٧م ما يقارب ٣٨٢ محطة بعد أن كان عددها في عام ١٩٢١ لا يزيد على الأربع محطات، وسرعان ما تبوأت الإذاعة مكانتها في مجال الإعلام وآمنت الدول بفاعليتها بلا استثناء فانطلقت تقيمها وتعمل على تطويرها حتى بلغ عدد أجهزة الإرسال في العالم، حتى عام ١٩٦٣، حوالي 15,300 جهاز.

واستمر التطور في أجهزة الإرسال إلى جانب التطور في أجهزة الاستقبال، وبفضل التحسينات التي أدخلت على هذه الأجهزة واختراع الترانزستور وتعميم استعمال الراديو في السيارات بلغ عدد أجهزة٠ الاستقبال في العالم حتى عام ١٩٦٣م حوالي ٤٥٤ مليون جهاز.