أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-1-2020
![]()
التاريخ: 1-12-2016
![]()
التاريخ: 28-1-2020
![]()
التاريخ: 27-8-2019
![]() |
بذرة الخوارج
عندما قتل عثمان بايع المسلمون علياً (عليه السلام) وهدأت القلاقل ـ بالمدينة. وهناك ظن الناس ان الفتن اطفأت نائرتها ورجع الحق إلى أهله . باسناد الخلافة الى علي (عليه السلام) .
علي (عليه السلام) الذي عرف بصلابة ايمانه وقوة جنانه .
علي (عليه السلام) الذي لا تأخذه في الله لومة لائم .
اول الناس إسلاماً وتصديقاً بابن عمه رسول الله (صلى الله عليه وآله) آمن بالله وصدق رسوله والناس عكف على أربابها . اللات والعزى وهبل يعبدونها .
فكان علي (عليه السلام) يحامي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وينصره في مواقفه كلها حتى دانت قريش الطاغية لكلمة التوحيد . كلمة ـ لا إله الا الله .
نعم ناضل علي (عليه السلام) المشركين ولم يتأخر عن غزوات النبي (صلى الله عليه وآله) الا غزوة واحدة . وأبلى فيها البلاء الحسن وكان الفتح في الحروب والوقائع يكون على يده ، ناضل المشركين وجاهدهم وهو لم يبلغ العشرين من عمره .
ولقد وجده الرسول الأعظم. كفأً لسيدة النساء ـ فاطمة ـ فزوجه منها ، واختاره اخاً له دون المسلمين عندما أمر (صلى الله عليه وآله)بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار ، ونوه باسمه في حشد بعد حشد منادياً على رؤوس الأشهاد من المهاجرين وأنصار (على أقضاكم) علي (عليه السلام) مني بمنزلة هرون من موسى إلى أنه لا نبي بعدي ، علي اخي ووزيري وقاضي ديني وخليفتي عليكم من بعدي .
ويحدثنا التاريخ ما صدر منه (صلى الله عليه وآله) في حجة الوداع . عندما قفل راجعاً الى المدينة . وانتهى به السير الى ـ غدير خم ـ فأمر الناس حينذاك بالكف عن السير. ونزل ونزل الناس مؤتمرين لأوامره على غير ماء وكلاء في بلقع من الأرض قاحلة ماحلة نبتها الصخور والحجر الصلد . غديرها لعاب الشمس ووهج الرمضاء .
نزل الناس هناك . وصاروا يستظلون عن أشعة الشمس برواحلهم وربما كان الرجل منهم يجمع ثيابه تحت قدميه يقي بها حر الصفا اللاذعة .
لماذا أمر النبي بحط الرحال في ذلك المحل ـ لأنه مفرق الطرق ولئلا يتفرق الحاج .
صعد (صلى الله عليه وآله) على الصخور والأحجار والاحداج التي أمر بجمعها وقام خطيباً وأمر الناس ان يبلغ الشاهد منهم الغائب . والناس كلهم آذان صاغية حتى انتهى في خطبته الى قوله (صلى الله عليه وآله) أيها الناس ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم فصاحوا اللهم نعم . قال : من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه . وانصر من نصره واخذل من خذله وادر الحق معه حيث ما دار إلى آخر خطبته .
نعم وعى المسلمون هذه الأحاديث من رسول الله (صلى الله عليه وآله)وشهدوا مشاهده المعجبة ومواقفه الجليلة من تفانيه دون الدين وجهده العظيم ومنازلته الأقران من اليهود ومشركي قريش في عهد الرسالة ، وصبره وتسليمه بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) لئلا ينكص الناس على الأعقاب وعقائد الجاهلية وعاداتها بعد راسخة في أذهانهم ، وهكذا شاهد المسلمون علياً (عليه السلام) ابن عم النبي (صلى الله عليه وآله) حتى جاء اليوم الذي انثالوا عليه كعرف الضبع للبيعة ، وبايع المهاجرون والأنصار في ذلك اليوم بالمدينة علياً (عليه السلام) ولم يتخلف عن بيعته كما تخلف عن من قبله أحد .
ظن المسلمون عندما بويع علي (عليه السلام) انهم تخلصوا من الفتن والأراجيف التي كانت من قبل ، ولكنهم ما كانوا يحلمون بأن طلحة والزبير ينكثا البيعة يوماً ما ، لحطام الدنيا الدنية ، ويثيراها حرباً دامية ـ بالبصرة ـ وكان النصر لعلي على اعدائه ، وهناك نعر معاوية بالشام معلناً حربه على خليفة المسلمين فكانت الواقعة بصفين اعظم منها بالبصرة ، وكاد معاوية أن يستسلم لعلي في صبيحة ليلة الهرير لولا مكيدة عمرو بن العاص ، وإشارته برفع المصاحف على الرماح ، ومن هناك بدأت الفتنة على ما ذكره المؤرخون فتنة ـ الخوارج ـ .
وقعت الفتنة في جيش أهل العراق، وذلك لسماع الهتافات من جيش الشام ـ لا حكم إلا لله ـ كلمة حق أريد بها باطلاً، فانحازت وقتئذ طائفة من عسكر علي (عليه السلام) وهي تقول. جعلوا الكتاب حكماً بيننا وبينهم. وارتفعت أصواتهم يا علي أجب القوم إلى كتاب الله وهذه الطائفة كانت تضمر غير ما تظهره من قل على علي (عليه السلام) فظهر منها في هذا الموقف ما ظهر من الحقد والمروق، أمثال الأشعث بن قيس، وحرقوص الخارجي ونظائرهما ممن اندس في جيش علي (عليه السلام) حتى اجبروا خليفتهم على المهادنة وإجابة القوم ـ إلى حكم الكتاب ـ فكأنهم لم يقرؤوا قوله تعالى: {لْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} [آل عمران: 32] فمن ذلك اليوم بدأت فتنة الخوارج كما ذكر المؤرخون.
ولكنا لو أمعنا النظر لرأينا فتنة الخوارج لم تكن وليدة صفين بل كانت نواة هذه الطائفة من عهد النبي الأعظم .
نعم البذرة كانت من عهد النبي ومن اليوم الذي عارض ذلك الرجل رسول الله (صلى الله عليه وآله) بقوله ( اعدل يا رسول الله ) من هو ذلك الرجل يا ترى ؟ هو حرقوص بن زهير التميمي ـذو الخويصرة (1) .
ذكر ارباب التاريخ أن النبي (صلى الله عليه وآله) لما رجع من الجعرانة ، بعد أن فرغ من غزوة حنين . صار يقسم الغنائم . فآثر نفراً تألفاً لقلوبهم في الإسلام . فصاح به الرجل ـ اعدل يا رسول الله ـ فقال (صلى الله عليه وآله): ( ويحك ومن يعدل إذا لم اعدل ) . ثم التفت النبي (صلى الله عليه وآله) الى اصحابه وقال : ( انه يخرج من ضئضىء هذا قوم يتلون كتاب الله رطباً لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية وآيتهم رجل احدى يديه كثدي المرأة ) فقام اليه عمر بن الخطاب (رض) وقال : يا رسول الله اقتله ؟ فقال (صلى الله عليه وآله)دعه فان له أصحاباً يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم . يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية انه سيقتلهم (2) قتل عادان أدركهم ) فكأن كلمة هذا الرجل صارت بذرة يسقيها النفاق وينميها الحقد والشغب على النبي وآله ، حتى كانت من جرائها واقعة النهروان . والحروب التي من بعدها والفتن والأراجيف بين عامة المسلمين .
____________
(1) هو الذي صار اماماً للخوارج يأتمون به في الصلوات .
(2) الضمير في يقتلهم يرجع إلى علي (عليه السلام) وإنما لم ينوه النبي باسم علي (عليه السلام) لمصلحة هناك يعرفها ، وكل هذه الأحاديث التي تكلم بها فهي من مغيباته (صلى الله عليه وآله).
|
|
للعاملين في الليل.. حيلة صحية تجنبكم خطر هذا النوع من العمل
|
|
|
|
|
"ناسا" تحتفي برائد الفضاء السوفياتي يوري غاغارين
|
|
|
|
|
مهرجان تعزيز الذاكرة الأول يشهد افتتاح معرض خاص بجرائم الإبادة الجماعية
|
|
|