المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الشكر قناة موصلة للنعم الإلهية
2025-01-12
أسباب ودوافع الكفران وطرق علاجه
2025-01-12
عواقب كفران النعمة
2025-01-12
معنى كفران النعمة
2025-01-12
دور الإدارة الحكوميـة فـي التنـميـة التكـنولوجـيـة 2
2025-01-12
دور الإدارة الحكوميـة فـي التنـميـة التكـنولوجـيـة 1
2025-01-12

نشأة الدولة وتطورها - مرحلة الطفولة أو النشأة
8-5-2022
مراحل التطور الزمني للتقانة النانوية
29-11-2016
الخدمات الترويحية
22-2-2021
اصالة الصحة في عمل الغير
10-8-2016
أشعر شعراء الجاهلية
22-03-2015
شروط شركة العقد في الفقه الإسلامي
11-3-2020


أبواب الشعر الجاهلي  
  
9789   04:52 مساءاً   التاريخ: 22-03-2015
المؤلف : جرجي زيدان
الكتاب أو المصدر : تاريخ آداب اللغة العربية
الجزء والصفحة : ج1، ص84-85
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الجاهلي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-04-2015 7473
التاريخ: 22-03-2015 3957
التاريخ: 1-04-2015 17375
التاريخ: 22-03-2015 2532

ان ابواب الشعر اليوم تعد بالعشرات، ولم يكن منها في الجاهلية الا الفخر والحماسة والتشبيب والمديح والهجاء.. وتفرع من المديح الرثاء وهو مدح الميت. والاصل في المديح والهجاء الدفاع عن القبيلة والطعن في اعدائها .. ذلك كان غرض الجاهلين من المديح والهجاء، فاكثر مدحهم في قبائلهم ورؤسائها وفرسانها ليس على سبيل الاستجداء الا قليلا، وكانت قصائدهم في ذلك قصيرة. وقلما رثوا غير اخوتهم واخوانهم او ابنائهم او بعض اهلهم مدفوعين بالشعور الطبيعي، ولذلك كان لرثائهم وقع في النفس كقول تلك الاعرابية في رثاء ابنها :

من شاء بعدك فليمت        فعليك كنت احاذر

كنت السواد لنظاري     فعمي عليك الناظر

ليت المنازل والديا      ر حفائر ومقابر

اني وغيري لا محا     لة حيث صرت لصائر

اما المدح فامدح الجاهليين زهير والاعشى، فمن أمثلة مدح زهير بالكرم قوله :

اخي ثقة لا تهلك الخمر ماله               ولكنه قد يهلك المال نائله

تراه اذا ما جئته متهللا                    كأنك تعطيه الذي انت سائله

فمن مثل حصن (1) للحروب ومثله    لإنكار ضيم او لخصم يجادله

وقد يبالغون ولكنهم لا يخرجون عن المعقول كقول زهير في هرم بن سنان :

لو كان يعقد فوق النجم من كرم     قوم بأولهم او مجدهم قعدوا

قوم سنان ابوهم حين تنسبهم       طابوا وطاب من الاولاد ما ولدوا

انس اذا امنوا جن اذا فزعوا       مرزءون بهاليل اذا جهدوا

محسون على ما كان من نعم      لا ينزع الله عنهم ماله حسدوا

قس على ذلك سائل الاغراض.

على ان في منظوماتهم كثيرا من الشعر الوصفي، واكثره في وصف حيواناتهم ومنازلهم وادواتهم، وفي وصف اخلاقهم ومناقبهم ومثالبهم ومفاخرهم ووقائعهم. وفيهم طبقة من الوصافين اشتهروا بوصف الخيل خاصة، واخرون بوصف الناقة او حمار الوحش او القطا او غيرها، وسنعود الى تفصيل ذلك في مكانه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)     حصن : من سادة بني فزارة

 

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.