المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الشكر قناة موصلة للنعم الإلهية
2025-01-12
أسباب ودوافع الكفران وطرق علاجه
2025-01-12
عواقب كفران النعمة
2025-01-12
معنى كفران النعمة
2025-01-12
دور الإدارة الحكوميـة فـي التنـميـة التكـنولوجـيـة 2
2025-01-12
دور الإدارة الحكوميـة فـي التنـميـة التكـنولوجـيـة 1
2025-01-12

Chromatic Polynomial
17-4-2022
دائرة أخرى تامة الاستدارة
2023-09-12
خصائص الجسيمات الأولية: الزخم الزاوي البرمي Spin
2023-11-13
اختبار الشد
15-1-2023
الاتجاهات الحديثة في دراسة علم المناخ التطبيقي
12-10-2019
نبات الشمر
2024-08-24


شاعرية العرب  
  
1956   04:36 مساءاً   التاريخ: 22-03-2015
المؤلف : جرجي زيدان
الكتاب أو المصدر : تاريخ آداب اللغة العربية
الجزء والصفحة : ج1، ص61-62
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الجاهلي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-12-2019 5449
التاريخ: 23-03-2015 7161
التاريخ: 22-03-2015 9789
التاريخ: 23-03-2015 5105

مهما يكن من سبب النظم فان العرب اقوى الامم شاعرية وأقدرهم على النظم في الشعر الغنائي بلا خوف .. يدلك على ذلك عدد شعرائهم وضروب شعرهم في قرن واحد وبعض القرن قبيل الهجرة، ولذلك أسباب طبيعية اهمها:

أولا – ان العربي بفطرته ذو نفس حساسة وشعور راق واريحية وانفة، سريع الطرب، سريع الغضب، فيه بديهة وارتجال، ومن كان هذا شانه لا يلبث حين يجيش صدره بمعنى ان يلفظه لسانه .. ولذلك كان أكثر شعرهم غنائيا او موسيقيا، يعبرون به عن احساسهم ويصورون به شعورهم وهو يصدر عن أحد أربعة فواعل: الرغبة، والرهبة، والطرب، والغلب.

ثانياً – ان لغتهم شعرية لما فيها من أساليب الكناية والاستعارة ودقة التعبير وكثرة المترادفات بما يسهل وجود القافية .. فالعربي من انطق الامم ولغته أوسع اللغات ولفظها ادل من سائر الألفاظ وفيها الأمثال والحكم .. وللغة شان كبير في تسهيل النظم حتى على ابناء البلد الواحد والنسب الواحد. فالعرب مع اشتراكهم في الطبائع والحس ودقة الشعور والشاعرية، يلاحظ ان الذين كانوا منهم يتكلمون غير لسان مضر (المبين)

لم ينظموا الشعر – فان هذا اللسان ويقال له لسان معد كان شائعا في معظم الجزيرة العربية الا اليمن ومهرة وعمان. وقد انتشرت الشاعرية بين المتكلمين بهذا اللسان في الحجاز ونجد وان لم يكونوا عربا، حتى اليهود والعبيد من الزنج والنوبة. واعتبر ذلك بعد الإسلام بانتشار اللغة العربية في الاقطار، فقد نبغ فيها شعراء أصلهم من الروم والفرس والترك والبرير وغيرهم، وذلك من تأثير اللسان.

ثالثاً – صفاء جوهم وتفرغهم للتأمل في الطبيعة، فان أهل الجو الصافي تكون اذهانهم صافية، وخصوصا إذا كانوا أهل خيال وتصور مثل العرب.. فيزيدهم الصفاء شاعرية، ولا سيما إذا كانوا متفرعين للنظر في الوجوه ومراقبة أحوال الطبيعة كما كان العرب في بداوتهم، غير ما بعثهم على قول الشعر من المنافسات والحروب في ايامهم وغيرها.

 

 

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.