المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مدارات الأقمار الصناعية Satellites Orbits
2025-01-11
كفران النعم في الروايات الإسلامية
2025-01-11
التلسكوبات الفضائية
2025-01-11
مقارنة بين المراصد الفضائية والمراصد الأرضية
2025-01-11
بنات الملك شيشنق الثالث
2025-01-11
الشكر وكفران النعمة في القرآن
2025-01-11

انظمة تخمر ثلاثية الأطوار Three Phase Fermentation Systems
17-7-2020
أصحاب الأخدود
19-1-2023
Anders Johan Lexell
21-3-2016
الدولة الصفوية الثانية في العراق (1032 ــ 1048).
2024-10-29
إنشاء وخدمة بستان الموز
2023-08-18
مدى التعويض عن الضرر في العقد
2024-08-12


طبقات الشعراء في الجاهلية  
  
8791   04:34 مساءاً   التاريخ: 22-03-2015
المؤلف : جرجي زيدان
الكتاب أو المصدر : تاريخ آداب اللغة العربية
الجزء والصفحة : ج1، ص72-73
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الجاهلي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-03-2015 3797
التاريخ: 23-03-2015 4827
التاريخ: 23-03-2015 12612
التاريخ: 5-12-2019 1491

بالرغم من ضياع اكثر اخبار الشعراء الجاهليين ومعظم اشعارهم، فان الذين عرفناهم يزيدون على مائة شاعر، نبغوا في القرنين الاولين قبل الهجرة او في الخامس والسادس للميلاد واكثرهم من أهل القرن السادس .. وبعضهم عاش اعواما بعد الإسلام وهم المخضرمون. وقد تقدم احصاؤهم الاجمالي بالنظر الى مواطنهم وقبائلهم وبقي ان ننظر فيهم باعتبار طبقاتهم وباعتبار مناحيهم واغراضهم واخلاقهم ومراتبهم.

اما تقسيمهم الى طبقات فمن اصعب الأمور، وقد حاول ذلك غير واحد من ادباء المسلمين في ابان التمدن الإسلامي وتفاوتوا في تعيين الطبقات.. فاعتبرها بعضهم بالنظر الى الاجادة فقالوا: الشعراء أربع طبقات:

1- شاعر خنذيذ وهو الذي يجمع الى جودة شعره رواية الجيد من شعر غيره.

2-  شاعر مفلق وهو الذي لا رواية له لكنه مجيد كالخنذيذ.

3-  شاعر (فقط) وهو فوق الرديء بدرجة.

4-  شعرور وهو لا شيء.

وقسمهم آخرون الى شاعر مفلق، وشاعر مطبق، وشويعر، وشعرور. وقال بعضهم :

الشعراء فاعلمن أربعة    فشاعر بجري ولا يجرى معه

وشاعر يخوض وسط المعمعة     وشاعر لا تشتهي ان تسمعه

وشاعر لا تستحي ان تصفعه

ورويت هذه الابيات هكذا أيضاً:

الشعراء فاعلمن أربعة       فشاعر لا يرتجى لمنفعة

وشاعر ينشد وسط المعمعة   وشاعر آخر لا يجرى معه

وشاعر يقال خمِّر في دعه(1)

 

وقسمهم آخرون الى طبقات بما اشتهر من قصائدهم المنتقاة، وانتخبوا سبع طبقات عدد كل منها سبعة شعراء (تقريبا) وفيهم نفر من شعراء صدر الإسلام.. أولهم أصحاب المعلقات، يليهم أصحاب المجمهرات، فالمنتقيات، فالمذهبات، فالمراثي، فالمشوبات، فالملحمات.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) المزهر ج2، وخمر: استتر

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.