المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الحديث المضطرب والمقلوب
2024-12-22
الحديث المعلّل
2024-12-22
داء المستخفيات الرئوية Pulmonary cryptococcosis
2024-12-22
احكام الوضوء وكيفيته
2024-12-22
أحكام النفاس
2024-12-22
من له الحق في طلب إعادة المحاكمة في القوانين الجزائية الإجرائية الخاصة
2024-12-22

محسنات النمو Growth Enhancers
9-7-2018
Electrophilic Substitution of Disubstituted Benzene Rings
28-7-2018
{وماذا عليهم لو آمنوا بالله واليوم الآخر}
2024-12-10
خصائص واسطة النقل - المسافة
3/12/2022
العمليات العشوائية
7-6-2017
مفهوم الاتصال
21-8-2020


انخفاض نسبة الزواج; مأساة اجتماعية كُبرى  
  
2282   10:56 صباحاً   التاريخ: 13-12-2019
المؤلف : سماحة آية اللّه العظمى مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : المشاكل الجنسية للشباب
الجزء والصفحة : ص24-28
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-10-2018 1934
التاريخ: 19-12-2020 2677
التاريخ: 2-1-2023 1340
التاريخ: 1-1-2022 2113

يعتبر قلّة الإقبال على الزواج وعدم رغبة الشباب بالحياة الزوجية، والجنوح نحو حياة العزوبة - بل يتعذّر حتى تسميتها بالحياة - مأساة حقيقية بالنسبة للبشرية، التي أخذت تهدد بجديّة حياة الإنسان في القرن الحديث، ولا تقتصر مأساة قلّة الزواج على كونها تدفع باتجاه انقراض الجيل، فالبشرية لا تواجه الآن مشكلة قلّة التعداد السكاني، بل بالعكس حيث أنّ ازدياد وتنامي عدد الأفراد يشكل قلقاً لأغلب البلدان (طبعاً نقصد البلدان غير الصناعية، لأنّ عملية تحديد النسل في البلدان الصناعية قائمة على قدم وساق).

والخطير في الأمر هو انّ الأفراد العزّاب متأخّرون عن الركب في شعورهم بالمسؤولية الإجتماعية، فهم لا يشعرون بأية رابطة بينهم وبين المجتمع، فهم يعيشون حياة هامشية لا وزن لها، وهم أشبه شيء بكرات صغيرة تسبح في هذا الفضاء الواسع، أية هزّة بسيطة تعرض لهم قد تجعلهم يهجرون وطنهم ويحلّقوا الى وطن آخر، فليس لهم من حنين الى ماء أو تراب، بل قد يودعون حياتهم إلى غير رجعة في بعض الأحيان إذا شعروا بالتذمّر والامتعاض.

وهذا ما يلمس بوضوح من خلال إحصاءات الإنتحار التي تُشير إلى وقوعها بين العزّاب أكثر مما عليه بين المتزوّجين، هروب الأدمغة في أوساط العزّاب هي الاُخرى تشاهد بوضوح، إلى جانب كون أغلب المجرمين من العزّاب أو أولئك الذين يعيشون الحياة الشبيهة بالعزوبة. وفي الحقيقة أنّ الحياة الزوجية تخرج الانسان من دائرة أنانيته واتخاذه ما يشاء من قرارات بشأن نفسه ومستقبله، كما أنّ شعوره بالمسؤولية تجاه مجتمعه الصغير «الاُسرة» يحول دونه ودون ارتكاب أي خطأ أو جريمة، في حين ينطوي عدم الشعور بالمسؤولية وفقدان الارتباط الإجتماعي على عواقب وخيمة، يتمثّل أبرزها في عدم تجنيد الفرد لكافة طاقاته والاستفادة من جميع إمكاناته من أجل النهوض بحياته والعمل على تطويرها. ولا غرو فليس هنالك من حاجة لمزيد من الإمكانات لإدارة شؤون حياة فردية. ولذلك ترى حياة العزّاب تتصف بالجمود والكسل واللاابالية وعدم الاكتراث للحصول على مقومات العيش الى جانب عدم رعايتها والحفاظ عليها، ولهذا أيضاً تجد أغلب الأفراد العزّاب يعجزون عن ادارة شؤون حياتهم الشخصية، فيبدون طُفيليين يعيشون عالة على المجتمع، وما أن يبدأوا حياتهم الزوجية حتى يتحولوا الى أفراد ذوي عزم وارادة، جديّين ونشطين يفيضون ارادة وقوّة وحيوية وهذه هي معجزة الشعور بالمسؤولية، ولعلّ الرواية التي ربطت الرزق بالزواج أرادت أن تُشير الى هذا المعنى، ومن هنا يمكن تشبيه العزّاب بالرحّالة من البدو الذين ينتقلون من مكان إلى آخر، بحثاً عن الماء والكلاء، دن أن يعيروا الأرض التي يحلون فيها أدنى اهتمام من بناء أو إعمار، وأما على الصعيد الأخلاقي فإنّ الفرد الأعزب لا يصبح إنساناً كاملا قط، وذلك لأنّ أغلب المثل من قبيل الوفاء والعفو والسخاء والعاطفة والمحبة والفِداء ومعرفة الحق، إنّما هي مفاهيم أخلاقية اجتماعية لا يمكن تحققها إلاّ في البيئة الاُسريّة والحياة الزوجية المشتركة ووجود الأولاد، ولذلك فالفرد الأعزب بعيداً كلّ البعد عن معرفة هذه المفاهيم فضلا عن التعامل بها.

صحيح ان مسؤولية الحياة الزوجية المشتركة تضع الانسان أمام سيل جارف من المشاكل، ولكن هل يتكامل الإنسان دون مواجهة مثل هذه المشاكل؟!

أمّا مسألة تلبية الإحتياجات الطبيعية الجسمية والروحية، وردود الفعل النفسية غير المرضية الناشئة من عدم تلبية هذه الاحتياجات الواقعية والمسلمة، فهي قضية اُخرى ينبغي بحثها بصورة مستقلّة.

وعلى ضوء هذه الحقائق التي تأبى الإنكار، لا نرى أنفسنا مغالين إذا نعتنا الجنوح نحو العزوبة وقلّة الإقبال على الزواج بالمأساة الإجتماعية الكبرى.

وهنا يبرز هذا السؤال: ما الذي ينبغي القيام به بالنسبة للشباب حيال هذه الوظيفة الاجتماعية الطبيعية، مع وجود هذه المطبات والصعاب التي تستنزف طاقة الشباب؟ هل يستطيع الفرد أن يقوم بهذه الوظيفة الخطيرة والمقدسة بوقتها، رغم المشاكل التي أفرزتها حياة المكننة وهذا البون الفكري بين الآباء والاُمّهات والشباب، إلى جانب الوضع الراهن للدراسة وما يتمخّض عنه من صِعاب، وهذه المعضلة المتمثّلة باختيار العمل، وانعدام الثقة بين الأفراد؟ هذه هي المشاكل التي ينبغي الخوض فيها بغية حلها، والا بات من المستحيل

حل هذه المعضلة الاجتماعية.

أمّا المسألة التي يجب ألاّ نغفلها ونهتم بها فهي مسألة الوضع المضطرب للزواج في عصرنا الراهن، الوضع الذي خلقه المجتمع وخلقناه نحن بأنفسنا، نحن أنفسنا الذين أسسّنا هذا البِناء الأجوف وأصبحنا أسرى العادات والتقاليد العمياء، وإلاّ فلم يصدر إلينا هذا الأمر من الخارج، انه وليد مجتمعنا وبناءاً على هذا فإذا عقدنا العزم واتخذنا القرار الصحيح فإننا سنتمكّن من قلب هذا الوضع رأساً على عقب، علينا أن نطرح مشروعنا الجديد; المشروع القائم على أساس الحقائق والمفاهيم الواقعية للحياة، لا على أساس الأوهام والخيالات والتقاليد والعادات الفاسدة.

وليعلم الجميع أنّ هذا المشروع لا يتضمّن المحال، ولا يجعلنا نحتاج الى المعجزة.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.