أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-6-2019
2273
التاريخ: 2-04-2015
3839
التاريخ: 28-3-2016
3520
التاريخ: 6-4-2016
11483
|
قال الصادق (عليه السلام): انّ زين العابدين (عليه السلام) بكى على أبيه أربعين سنة صائما نهاره قائما ليله ، فاذا حضر الافطار جاء غلامه بطعامه و شرابه فيضعه بين يديه فيقول : كل يا مولاي ، فيقول : قتل ابن رسول اللّه جائعا ، قتل ابن رسول اللّه عطشانا ، فلا يزال يكرّر ذلك و يبكي حتى يبتل طعامه من دموعه ، ثم يمزج شرابه بدموعه ، فلم يزل كذلك حتى لحق باللّه عز و جل.
وحدّث مولى له انّه برز يوما الى الصحراء ، قال : فتبعته فوجدته قد سجد على حجارة خشنة ، فوقفت و أنا أسمع شهيقه و بكاءه و أحصيت عليه الف مرّة يقول لا إله الّا اللّه حقّا حقّا لا إله الّا اللّه تعبّدا و رقا لا إله الّا اللّه ايمانا و تصديقا و صدقا.
ثم رفع رأسه من سجوده و انّ لحيته و وجهه قد غمرا بالماء من دموع عينيه ، فقلت : يا سيدي أما آن لحزنك أن ينقضي و لبكائك أن يقلّ؟.
فقال لي : ويحك انّ يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم كان نبيا ابن نبي ، له اثني عشر ابنا فغيّب واحدا منهم ، فشاب رأسه من الحزن واحد و دب ظهره من الغم و ذهب بصره من البكاء و ابنه حيّ في دار الدنيا ، و أنا رأيت أبي و أخي و سبعة عشر من أهل بيتي صرعى مقتولين فكيف ينقضي حزني و يقلّ بكائي ؟ .
وفي رواية انّ علي بن الحسين (عليه السلام) اعتزل الناس بعد قتل ابيه ، و سكن عدة سنوات في قرية و كان يذهب الى زيارة جدّه امير المؤمنين و أبيه الحسين (عليهما السّلام) من دون أن يطلع أحدا على ذلك.
وحكي في الكتب المعتبرة انّ الرباب بنت امرئ القيس أم سكينة - و قد شهدت واقعة الطف - لما دخلت المدينة ما جلست تحت ظلّ سقف قط و قد طلب نكاحها أشراف قريش فأبت ذلك و قالت : لا يكون لي حمو بعد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) ، فبكت ليلا و نهارا حتى ماتت من الحزن و الألم (رضي اللّه عنها) .
وحكي عن أبي الفرج انّ الرباب انشدت في رثاء الحسين (عليه السلام) هذه الابيات:
انّ الذي كان نورا يستضاء به بكربلاء قتيل غير مدفون
سبط النبي جزاك اللّه صالحة عنّا و جنّبت خسران الموازين
قد كنت لي جبلا صعبا ألوذ به وكنت تصحبنا بالرحم و الدين
من لليتامى و من للمساكين و من يعنى و يأوى إليه كل مسكين
و اللّه لا ابتغى صهرا بصهركم حتى أغيب بين الرمل و الطين
وروي انّه ما اكتحلت هاشميّة ولا اختضبت ولا رأى في دار هاشمي دخان الى خمس حجج ، حتى قتل عبيد اللّه بن زياد لعنه اللّه .
يقول المؤلف : لما قتل المختار ابن زياد ، أرسل رأسه الى عليّ بن الحسين (عليه السلام) ، فكان الامام على مائدة الطعام لما ادخل الرأس إليه فقال (عليه السلام) : ادخلت على ابن زياد لعنه اللّه و هو يتغدّى و رأس أبي بين يديه فقلت : اللهم لا تمتني حتى تريني رأس ابن زياد و أنا أتغدّى ، فالحمد للّه الذي أجاب دعوتي ، و جزى المختار خيرا.
فعلم اذا ما أدخله المختار من السرور والفرح في قلب عليّ بن الحسين (عليه السلام) بل أفرح قلوب أهل البيت المنكسرة ، أفرح هؤلاء المظلومين المصابين ، هؤلاء الارامل و الايتام من آل محمد (صلى الله عليه واله) الذين ما برحوا في التعزية و المصاب و المأتم منذ خمس سنين ، مضافا الى احسانه إليهم و تعمير دورهم و صلتهم.
وروي في كتب الحديث المعتبرة انّ كافرا كان في جوار مسلم ، و هو يحسن الى هذا المسلم و يكرمه فلما مات الكافر ، ادخل النار لكنّ اللّه جعل له بيتا من طين في داخل النار كي يقيه من حرّ النار وكان طعامه من غير جهنّم ، و ذلك لأجل اكرامه ذلك المسلم ، فكيف يكون حال المختار مع ما ادخله من البهجة و السرور على قلوب أهل بيت النبوّة؟ .
وأنت خبير بكثرة ما ورد من الثواب في ادخال السرور على قلب المؤمن ، فهنيئا للمختار الذي أدخل السرور على قلوب هؤلاء المؤمنين المصابين من عترة آل محمد (صلى الله عليه واله) و الذي استجيبت دعوتان للسجاد على يده : الدعوة الاولى قتل ابن زياد لعنه اللّه ، و الدعوة الثانية قتل حرملة بن كاهل لعنه اللّه و احراقه كما في خبر المنهال بن عمرو حيث قال:
دخلت على عليّ بن الحسين (عليه السلام) عند منصرفي من مكة فقال لي : يا منهال ما صنع حرملة بن كاهل الأسدي؟ .
فقلت : تركته حيا بالكوفة ، قال : فرفع يديه جميعا ثم قال (عليه السلام) : اللهم أذقه حرّ الحديد ، اللهم اذقه حرّ الحديد ، اللهم أذقه حرّ النار.
قال المنهال : فقدمت الكوفة و قد ظهر المختار بن ابي عبيدة الثقفي و كان لي صديقا ، فكنت في منزلي أياما حتى انقطع الناس عنّي و ركبت إليه فلقيته خارجا من داره ، فقال : يا منهال لم تأتنا في ولايتنا هذه و لم تهنّئنا بها و لم تشركنا فيها؟ .
فأعلمته انّي كنت بمكة و انّي قد جئتك الآن ، و سايرته و نحن نتحدّث حتى أتى الكناس فوقف وقوفا كأنّه ينظر شيئا و قد كان أخبر بمكان حرملة بن كاهل فوجه في طلبه ، فلم يلبث أن جاء القوم يركضون و قوم يشتدّون حتى قالوا : أيّها الامير البشارة قد أخذ حرملة بن كاهل.
فما لبثنا أن جيء به ، فلما نظر إليه المختار قال لحرملة : الحمد للّه الذي مكّنني منك ، ثم قال :
الجزّار الجزّار، فأتي بجزار، فقال له : اقطع يديه ، فقطعتا ، ثم قال له : اقطع رجليه ، فقطعتا، ثم قال : النار النار، فأتي بنار و قصب فألقي عليه فاشتعل فيه النار، فقلت : سبحان اللّه ، فقال لي : يا منهال انّ التسبيح لحسن ففيم سبّحت؟ .
فقلت : أيّها الامير دخلت في سفرتي هذه (عند) منصرفي من مكة على عليّ بن الحسين (عليه السلام) فقال لي : يا منهال ما فعل حرملة بن كاهل الاسدي؟ .
فقلت : تركته حيّا بالكوفة ، فرفع يديه جميعا فقال : اللهم أذقه حرّ الحديد، اللهم أذقه حرّ الحديد، اللهم أذقه حرّ النار.
فقال لي المختار : أسمعت عليّ بن الحسين (عليه السلام) يقول هذا؟ .
فقلت : اللّه لقد سمعته يقول هذا ، قال : فنزل من دابته و صلّى ركعتين فأطال السجود ثم قام فركب و قد احترق حرملة و ركبت معه.
و سرنا فحاذيت داري ، فقلت : أيّها الأمير ان رأيت أن تشرّفني و تكرمني و تنزل عندي و تحرّم بطعامي ، فقال : يا منهال تعلمني انّ عليّ بن الحسين دعا بأربع دعوات فأجابه اللّه على يدي ثم تأمرني أن اكل؟.
هذا يوم صوم شكرا للّه عز و جل على ما فعلته بتوفيقه .
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|