أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-28
1227
التاريخ: 22-12-2014
2332
التاريخ: 22-12-2014
2090
التاريخ: 18-11-2014
2377
|
ممّا يختصّ به القرآن الكريم على بقية الكتب السماوية أنّ تسعا و عشرين سورة من سوره، قد افتتحت بحروف مقطّعة. و هذه السور التي اختصّت بهذه الفواتح و إن كان أغلبها مكّيا إلّا أنّها لم تختصّ بالمكّي وحده إذ فيها المدني أيضا، و هي على التوالي بحسب تسلسلها في المصحف الشريف : البقرة، آل عمران، الأعراف، يونس، هود، يوسف، الرعد، إبراهيم، الحجر، مريم، طه، الشعراء، النمل، القصص، العنكبوت، الروم، لقمان، السجدة، يس، المؤمن (غافر)، فصّلت، الشورى، الزخرف، الدخان، الجاثية، الأحقاف، ق و سورة القلم.
منذ بداية انتظام حركة التفسير في فكر المسلمين و تبلور البحث المنهجي في علوم القرآن، و هذه السور تثير أسئلة جمّة و تستحوذ على اهتمام الباحثين و تدفع العقول ولا تزال لتقديم مختلف الاجتهادات. لكن يلحظ بشكل عام وجود تيارين على هذا الصعيد، هما :
الأوّل : إنّ هذه الحروف من العلم المستور الذي استأثر به اللّه سبحانه، أو هي من المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلّا هو أو من السرّ المكتوم الذي لا يفسّر، لينغلق الباب بوجه أي محاولة تسعى إلى الاجتهاد في بيان معناها على ضوء النقل أو العقل (1).
الثاني : إنّ المراد منها معلوم، ثمّ اختلفوا في بيانه على آراء متشعبة زادت على العشرين (2).
لم يكن من السهل أن يخضع الفكر القرآني لضغط التيار الأوّل الذي سعى إلى غلق ملف البحث في الفواتح عبر إرجاعها إلى المتشابه الذي لا يعلمه إلّا اللّه، أو نعتها بالسرّ المستأثر أو المكتوم. لذلك كلّه خاض المفسّرون و المعنيّون بعلوم القرآن نقاشا كلاميا واسعا ضدّ هذا التيار حشدوا فيه جمعا كبيرا من الحجج النقلية من الآيات و الأخبار مضافا إلى الحجج العقلية لينتهوا إلى إثبات رأيهم، و من ثمّ فتح البحث في فواتح السور أو الحروف المقطّعة على مصراعيه، و تقديم عدد كبير من الرؤى و الاجتهادات و النظريات من دون أن تظهر في الأفق بارقة تفيد إغضاء المعاصرين عن مواصلة البحث في هذا الاتجاه (3)، حيث كان الإمام الخميني من بين من أدلى بدلوه فيه.
(2)- ذكر الطبرسي في معناها عشرة وجوه : مجمع البيان 1 : 68- 71. في حين أحصى الرازي واحدا و عشرين قولا ممّا ذكروه في معناها : التفسير الكبير 2 : 5- 8. و من المعاصرين توفّر السيد مصطفى الخميني في تفسيره على رصد (26) قولا من الآراء المحكية فيها : تفسير القرآن الكريم 1 : 157- 161، في حين بلغت عند جوادي آملي عشرين رأيا : تسنيم 2 :
69- 104.
(3)- راجع مضافا لما تمّ ذكره في الهامش السابق : علوم القرآن : 437- 448، حيث استعرض وناقش عشر نظريات، وأيضا كمحاولة مستقلة في الموضوع : الحروف المقطّعة في القرآن الكريم : 29.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة العميد تنظم ورشة علمية عن التحديات في العلاجات البديلة
|
|
|