ما الفرق بين سبح لله ويسبح لله ؟ ولماذا هذا الترتيب في الاسماء ؟ |
10343
12:48 صباحاً
التاريخ: 21-1-2021
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-1-2021
5683
التاريخ: 19-1-2021
1479
التاريخ: 28-8-2020
1311
التاريخ: 26-1-2021
1432
|
السؤال : قال تعالى: {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [الآية 1 من سورة الجمعة].
ما الوجه في قوله «يُسَبِّحُ» لكنه في مكان آخر قال: «سَبَّحَ»؟
وما الوجه في ترتيب الأسماء وفق ما ورد في الآية: «الْمَلِكِ، الْقُدُّوسِ، الْعَزِيزِ، الْحَكِيمِ»؟
الجواب : إن كلمة «يُسَبِّحُ» تفيد استمرار التسبيح بالفعل، أما كلمة «سَبَّحَ»، فتفيد حصول التسبيح فيما مضى..
ولعل السبب في اختيار فعل صيغة المضارع في الآية المباركة هو أن الآية قد تعرضت لصفة «الْمَلِكِ» الظاهرة في فعلية ذلك والمعروف عند الناس هو أن الذين يدَّعون لأنفسهم هذا المقام، هو تعدِّيهم على حقوق الآخرين، وظلمهم لهم، وإنما يحتاج إلى الظلم الضعيف ـ كما ورد في دعاء الإمام زين العبدين عليه السلام..(1).
كما أنهم لخوفهم من فقدان ما في أيديهم يحاولون الاعتماد على الجيوش، وعلى الأموال، وعلى رصد حركات الناس، وعلى غير ذلك من وسائل الترغيب والترهيب، التي يرون أنها تحميهم في مواقعهم تلك، وتعبر عما يعانونه من حالات الضعف، والعجز، والحاجة، والنقص، التي تظهر في ممارساتهم في دائرة ملكهم، فاحتاج ذلك إلى إفهام الناس: أن ثبوت هذه الصفة لله تعالى، لا يعني ثبوت ملازماتها وحالاتها هذه، بل هو تعالى منزه عن ذلك كله، في جميع الأحوال والأزمان..
فلا تطرأ عليه حاجة، ولا يعتوره نقص أو ضعف، أو جهل، أو بخل، أو.. أو.. الخ.. بصورة دائمة ومستمرة. فناسب ذلك التعبير بكلمة «يُسَبِّحُ»، الدالة على استمرار هذا التنزه عن ذلك كله..
وحين جاء بالتسبيح بصيغة الماضي، فإنه إنما أراد تعالى أن يثبت أصل وجود هذا التنزُّه فيما يرتبط بصحة الخلقة، ودلالتها على كماله المطلق، من حيث دلالة نفس خلقتها على كمال حكمته، وتدبيره، وقدرته، ورحمته.. و.. الخ.. وليس هناك ما يقتضي الإشارة إلى استمرار ذلك، وإن كان التنزه ثابتاً ومستمراً في واقع الأمر..
وأما السبب في ترتيب هذه الصفات، فإن ما ذكرناه آنفاً قد يكون مفيداً في لفت النظر إلى سبب الإتيان بكلمة «الْقُدُّوسِ»، بعد كلمة «الْمَلِكِ»، فإن كونه تعالى ملكاً يحتاج إلى الإشارة إلى قدوسيته، من أجل أن يفهم الناس: أن التنزه عن الضعف والحاجة، والنقص، وغير ذلك، مصاحب لطهارة حقيقية وذاتية.
وبذلك يظهر أنه تعالى ليس ملكاً على طريقة ملوك الأرض الذين يفهمون الملك على أنه إمساك بالسلطة، وقد يحمل معه قذارات روحية لهم، على مستوى مشاعرهم، وأحاسيسهم..
ثم تأتي الإشارة إلى عزته، وأنها ذاتية له تعالى أيضاً، وليست مستندة إلى مقام الملكية، بل هي ناشئة من حقيقة ألوهيته..
والحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين..
___________________
(1) الصحيفة السجادية دعاء يوم الأضحى والجمعة ص277.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|