المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الحديث المضطرب والمقلوب
2024-12-22
الحديث المعلّل
2024-12-22
داء المستخفيات الرئوية Pulmonary cryptococcosis
2024-12-22
احكام الوضوء وكيفيته
2024-12-22
أحكام النفاس
2024-12-22
من له الحق في طلب إعادة المحاكمة في القوانين الجزائية الإجرائية الخاصة
2024-12-22

التكرار 
2023-12-16
منافع سورة الأعراف
2023-08-22
السيد أبو عبد الله حسين ابن السيد ضياء الدين أبي تراب حسن ابن السيد شمس الدين
28-5-2017
رمان شائع Punica granatum
27-8-2019
صدر الدين بن حسين بن محمد علي الجزائري.
27-7-2016
معنى ( كل شيء أحصيناه)
28-8-2022


لماذا حُرّم لِبس الذهب والحرير على الرجال؟  
  
2421   10:15 صباحاً   التاريخ: 24-2-2021
المؤلف : الشيخ ياسين عيسى
الكتاب أو المصدر : مع الشباب سؤال وجواب
الجزء والصفحة : ص151-152
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

إن الأحكام الشرعية التي بين أيدينا صادرة من الله سبحانه العالم بمصالح العباد وفسادهم، وهي تمتاز بما يلي :

1ـ إن المصلحة في هذه الأحكام ترجع إلى المخلوق لا الخالق الغني المطلق.

2- إن هذه الأحكام ترعى مصلحة الفرد والجماعة.

3- إن هذه الأحكام ترعى مصالح الدنيا والآخرة معاً.

4- إن هذه الأحكام ترعى المصالح المادية والروحية معا.

5- إن هذه الأحكام لا يمكن للعقل المحدود ان يُدرك عِلَلَها وان ادرك بعض الحكم منها.

وعليه فان حرمة لبس الذهب والحرير على الرجل دون المرأة يمكن تحديد معالمها ضمن النقاط التالية :

أ‌- إن هذا الحكم لا يمكن ان تدرك عقولنا علّته لعجزها عن ذلك، وان امكن ادراك حكمته إلى حد ما.

ب‌- إن الحكمة من ذلك يمكن أن تدور حول أمرين :

1ـ إن الذهب والحرير بنظر الأعراف يغلب على لبسها الزينة والتجمل وهو أنسب للمرأة دون الرجل.

2- إن الذهب بالخصوص يضر (بالكريات البيض) عناصر المناعة في الدم، وبما ان نسبة هذه الكريات في دم الرجل اقل منها في دم المرأة كما أثبتته المختبرات الطبية، فيكون ضرره ظاهرا في الرجل دون المرأة.

ومع ذلك فقد سمح الشرع بلبس الذهب والحرير للرجل في موردين :

1. مورد الضرورة ، الا ان الضرورات تقدّر بقدرها كما لو اضطر إلى لبس الحرير لتبريد الجسم.

2. مورد الحرب مع اعداء مشروع العدالة الإلهي ، فان العدو يصاب بالكبت والرهبة عندما يرى المسلمين قد خرجوا بكامل زينتهم لمحاربتهم فيعلمون انهم لم يطلبوا الدنيا ولا ترهبهم المغريات.

قال الإمام الباقر (عليه السلام) في مورد لبس الذهب والحرير : (وحرم ذلك على الرجل الا في الجهاد)(1).

_____________________

1ـ وسائل الشيعة ج3 ص276.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.