أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-09-26
1348
التاريخ: 2024-09-02
556
التاريخ: 2024-10-27
437
التاريخ: 2023-09-24
1198
|
الكشف عن الحقائق ومعرفة الأمور بحاجة إلى محاكاة الواقع ميدانيا، والاقتراب من المواضيع الخارجية التي تكون مورد الابتلاء للناس، ومعرفة الظروف ، ولا يتسنى ذلك إلا لذوي البصيرة الثاقبة ، والرؤية العلمية السليمة القائمة على قيم الدين وعلى العلم بها. فالعلم في هذه الصورة الثانية هو كشف عن واقع ملموس في الخارج وإلا كان مخزونا في الصدور بلا فائدة منه.
وربما نقول بشكل أوضح أن العلم بالواقع هو ملامسة القضايا الخارجية لمعرفة الجانب التطبيقي، فلا يكفي أن تعلم ، وأن تتحلى بصفة العلم ، وتكون علّامة زمانك إن لم يتحول العلم إلى آلية تتحرك في المجتمع ، وتقنية تعالج مشاكله ، ولذا خاطب القرآن أهل الكتاب، محذرا إياهم إن لم يحولوا ذلك العلم إلى واقع عملي.
فقال سبحانه : { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ} [المائدة : 68] .
وجاء رجل إلى رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) فقال يا رسول اللّه : ما العلم ؟
قال : الإنصات .
قال : ثم مه ؟
قال : الاستماع .
قال : ثم مه؟
قال : الحفظ.
قال : ثم مه ؟
قال : العمل به .
قال : ثم مه يا رسول اللّه ؟
قال : نشره. (1)
فالقرآن كتاب السماء يدلك على دراسة ذلك الواقع بالتوفيق بين العلم والعمل في عملية تطابقية بينهما، فتكون عاملا بما تعلم ، وعالما بما تعمل ، ورد في الحديث عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : «يا حملة القرآن اعملوا به فان العالم من علم ثم عمل بما علم وافق عمله علمه». (2)
ويؤيد هذا الحديث قوله تعالى : { أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [البقرة : 44] أي عالمون بالكتاب لكنكم غير مطبقين لآياته.
فالعلم بالقيم وحده لا يكفي، وبالواقع وحده لا ينفع ، بل العلم بهما يستطيع الإنسان أن يوفق بين علمه وعمله بمعرفة الواقع، وبدافع من الوازع الإيماني.
____________________
1. أصول الكافي ( ج 1) ص 48 .
2. نهج البلاغة ( ج 3) ص 102 .
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|