قوله سبحانه : {وإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطٰانُ أَعْمٰالَهُمْ وقٰالَ لٰا غٰالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النّٰاسِ} [ الأنفال : 48] .

المعنى : أن إبليس حسن للمشركين أعمالهم وحرضهم على قتال محمد ص وخروجهم من مكة وقوى نفوسهم - {وقٰالَ لٰا غٰالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النّٰاسِ وإِنِّي جٰارٌ لَكُمْ} لأنهم خافوا بني كنانة مما كان بينهم فأراد إبليس أن يسكن خوفهم - {فَلَمّٰا تَرٰاءَتِ الْفِئَتٰانِ نَكَصَ - إبليس - عَلىٰ عَقِبَيْهِ} .

قال : ابن عباس (1) ، وقتادة (2) ، والسدي (3) ، وابن إسحاق (4) : ظهر لهم في صورة سراقة بن مالك بن جعشم الكناني في جماعة من جنده ، وقال لهم : هذه كنانة قد أتتكم بجندٍ لها . فلما رأى الملائكة نكَصَ على عقبيهِ . فقال الحارث بن هشام : إلى أين يا سراقةُ ؟ فقال : {إِنِّي أَرىٰ مٰا لٰا تَرَوْنَ} وهوقول أبي جعفر (5) ، وأبي عبد الله (6) - عليهما السلام - .

 وقيل : إنه رأى جبرئيل بين يدي النبي - صلى الله عليه وآله - .

وقال أبو علي الجبائي (7) : حوله الله على صورة إنسان علما للنبي - صلى الله عليه وآله -  فيما يخبر به .

1. جامع البيان ، 10 : 18 ، 19 . أيضاً : مجمع البيان ، 2 : 549 ، الجامع لأحكام القرآن 8 : 26 .

2. جامع البيان 10 : 19 .

3. جامع البيان 10 : 18 . أيضاً : مجمع البيان 2 : 549 .

4. جامع البيان 10 : 19 .

5. هو محمد بن علي الباقر (عليه السلام) مجمع البيان 2 : 549 .

6. هو جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) مجمع البيان 2 : 549 .

7. مجمع البيان 2 : 549 .

8. مجمع البيان 2 : 549 .

9. مجمع البيان 2 : 549 .