يحدث في بعض الأحيان أن نرى مقطعاً يظهر أحد الوزراء وهو يرتدي نظارته، ومقطعاً آخر وهو بدون نظارة وليست هناك مشكلة إذا كان المقطعان متباعدين. ولكن إذا جاء الواحد بعد الآخر فإن المسألة تصبح غير مقبولة لأن المشاهدين سيتساءلون ماذا حدث فجأة. ومثل هذا الأمر لن يفوت على المشاهد، ولذلك يجب تجنبه تماما. فكما ينطبق مبدأ القرب Proximity على المكان، فإنه ينطبق بنفس الدرجة على الزمان، ومن هنا تأتى أهمية العناية بالاستمرارية البصرية للمقاطع المتتالية.

فإذا كانت هناك عربة منطلقة في إحدى المقاطع، لا يجب أن تظهر في المقطع التالي وهي ثابتة. والمخرج من هذه المشكلة سهل ويتلخص في أن نترك العربة تخرج من إطار الصورة Frame ، فيسكن إذا تم عرض المقطع التالي لها وهي ثابتة أن يستنتج المشاهد أنها وقفت بعد خروجها من الإطار. وهناك حل آخر وهو أن نضع لقطة وسبطة بين المقطعين السابقين.

إن ما تريد أن نصل إليه أن هناك باستمرار أكثر من حل واحد لأي مشكلة، والمسألة تحتاج لبعض الخيال. ولكننا لا نستطيع أن نعرض حلولا جاهزة لكل موقف لأن مخزون المواقف لا نهائي. وهناك على أي حال مجموعة مبادئ متفق عليها يمكن أن تساعد على إيجاد الحل المناسب، والنقطة التالية التي نريد التأكيد عليها هي عدم الاستهانة بعقلية المشاهد وذكائه. فهناك تجاوزات كثيرة تحدث في الأفلام الإخبارية بحجة عدم اتساع الوقت، وهي حجة واهية في الأساس لأنه بشيء من التنظيم والالتزام سنجد أن هناك دائما متسعا زائداً من الوقت، والسماح بهذه التجاوزات بأمل أن المشاهد لن ينتبه إليها أو أنها ستمر عليه، هو من قبيل الوهم لأنه لدى كل شخص عـيـن نـاقـدة تـرى عـيـوب الآخرين وإن كانت لا تدرك عيوب صاحبها ، والمشاهد أذكى مما نتصوره أو تصوره لأنفسنا وهو الحكم النهائي على عملنا .