أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-13
1151
التاريخ: 2-9-2016
6592
التاريخ: 7/11/2022
1287
التاريخ: 2024-06-12
923
|
ضمن محور (التوجهات الثقافية الخاصة بالطفل) هناك وحدة (مصدرية) موضوعية في التنشئة الاجتماعية والثقافية للطفل، تأخذ على عاتقها تعزيز التوجهات الثقافية، وسمات الهوية الثقافية في شخصية الطفل..
وهذه الوحدة الموضوعية (المصدرية) هي التي تنقل الثقافة من الإطار النظري والمعرفي، الى إطار السلوك والتفاعل الاجتماعي مع الواقع، من جيل الى جيل، ومن فرد الى اخر، ومن جماعة الى جماعة، حتى تصبح هذه الثقافة سمة المجتمع وهويته، ومنها تنطلق اساسيات الثقافات الفرعية، ومنها على وجه الخصوص (ثقافة الأطفال)..
وبمعنى اخر يمكن القول ان لهذه الوحدة الموضوعية، بوظائفها المصدرية، وعلاقتها الاجتماعية بواقع الطفل مؤثرات كبيرة على عملية التنشئة الاجتماعية والثقافية، اذ يمكن لها ان تؤدي الدور الكبير في بلورة الملامح الثقافية في توجهاتها الخاصة للطفل بشكل أساسي، وذلك حين تؤدي وظيفتها التربوية والثقافية والاجتماعية على أكمل وجه، من خلال عمليات التنشئة التي تقوم بها.. اذ ان هذه الوظيفة التربوية هي الأساس في الاعداد الثقافي والاجتماعي والتربوي، ولها الأثر الواضح في تنشيط البنية الثقافية، ودونها لا يمكن للثقافة ان تتوضح ملامحها، واتجاهاتها وتنظيم قيمها في السلوك الاجتماعي، كونها تمثل الأسس التربوية والتعليمية لمبادئ الثقافة وقيمها في الجوانب العلمية..
وخلاصة القول ان أساس هذه الوحدة الموضوعية والمصدرية لثقافة الأطفال ولأسس التنشئة الاجتماعية والثقافية، ينطلق من ثلاثة اتجاهات واضحة على ارض الواقع، وتتمثل بثالوث التربية المعروف (الاسرة، المدرسة، البيئة)، اذ يشكل هذا الثالوث المهم، العمود الفقري لتربية الطفل وتنشئته اجتماعيا وثقافيا، كذلك يعد الأرض الخصبة لنماء ثقافة الأطفال وتطوير اتجاهاتها، وأحداث أفعال التأثير والتلقي بين الطفل وثقافته..
ولهذا الثالوث، الذي يشكل وحدة مصدرية أساسية لثقافة الأطفال وحدة متلازمة، ومتكاملة، لا يمكن عزل أي من أركانها.. وان حدث ذلك، فسيحدث هناك شرخ كبير في بنية الثقافة، وتأثيرها في السلوك..
ويتضح ذلك من خلال المهمات والوظائف الأساسية المؤثرة، التي تؤديها اركان هذا الثالوث مجتمعة، اذ كلما ضعف ركن من أركانها، او أخل بوظائفه كلما اتضح ذلك في البناء الوظيفي للثقافة والتربية في شخصية الطفل..
لذلك يجب ان يكون هناك توافق متواصل بين الأركان الثلاثة لتتم عملية التنشئة الاجتماعية والثقافية بشكل طبيعي وإيجابي، فالمدرسة حينما تشيع القيم الحسنة، تأتي الاسرة لتعميق هذه القيم وترسيخها في نفس الطفل من خلال دعم المنهج الدراسي بعمليات إيجابية متقدمة في اليات التنشئة الاجتماعية والثقافية.. ويجب على (البيئة) ان تسير على هذا الاتجاه، اما إذا تشيع القيم المعاكسة فان ذلك سرعان ما ينعكس على واقع الطفل وفي نفسه ليعمل على زعزعة ما تلقاه من (المدرسة) و (الاسرة) من قيم حسنة..
من هنا أصبح التشديد ضروريا وأساسياً على التوافق الموضوعي بين ثالوث (الاسرة، المدرسة، البيئة) في إطار واحد، بوصفه ضرورة من ضرورات التنشئة الاجتماعية والثقافية، واساسا من اساسيات نجاح المؤثرات الثقافية وتوجهاتها الخاصة بالطفل.
ومع ان أسس هذه التنشئة لم تبق على حالها، فقد تدخلت التكنولوجيا الاتصالية ووسائلها الحديثة، في توجيه الطفل وصياغة مفاهيمه، صياغة أخرى، اثرت كثيرا على خطط ومفاهيم الاسرة ووسائلها في التربية والتوجيه والتثقيف.
ولو درسنا هذه الوسائل وشخصنا تأثيراتها على تربية وتثقيف الطفل لوجدناها واضحة كل الوضوح في التشابك القيمي للتوجيه العام، ومن هذه الوسائل، او الوسائط الاتصالية المهمة (التلفزيون)، الذي اخذ مساحة واسعة في تربية الطفل وتوجيهه، وجهة تكاد تؤثر، بل اثرت بشكل كبير على التوجيه الخاص للأسرة، وكل ذلك قد احدث نوعاً من التشابك القيمي الذي أثر سلباً على توجيه الطفل وترصين قيمه التربوية والثقافية، وبذلك فقد ظل الطفل حائرا، قلقا، مترددا، بين قيم التوجيه العام، الذي يتلقاه من اسرته، وبين قيم التوجيه الخاص، الذي يصله من التلفزيون، ويفعل فعله في تربيته وتثقيفه وتوجيهه.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|