المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4903 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



اجوبة الشيخ المفيد رحمه الله على بعض مسائل المخالفين  
  
762   02:19 صباحاً   التاريخ: 1-08-2015
المؤلف : العلامة المحقق السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : حق اليقين في معرفة أصول الدين
الجزء والصفحة : ج 2، ص332 - 335
القسم : العقائد الاسلامية / الامامة / الرجعة /

قال الشيخ المفيد رحمه اللّه في أجوبة المسائل العكبرية حين سئل عن قوله تعالى: { إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [غافر: 51] واجاب بوجوه فقال :

وقد قالت الامامية ان الله تعالى ينجز الوعد بالنصر للأولياء قبل الاخرة عند قيام الائمة والكرة التي وعد بها المؤمنين في العاقبة  .

وروي في كتاب الفصول عن الحرث بن عبد الله الربعي , قال كنت جالسا في مجلس المنصور وهو بالجسر الاكبر وسوار القاضي عنده والسيد الحميري ينشده :

إن الإله الذي لا شيء يشبهه   ***   آتاكم الملك للدنيا و للدين‌

آتاكم اللّه ملكا لا زوال له   ***   حتى يقاد إليكم صاحب الصين‌

 وصاحب الهند مأخوذ برمته   ***    صاحب الترك محبوس على هون‌ .

حتى أتى على القصيدة والمنصور مسرور، فقال سوار إنّ هذا و اللّه يا أمير المؤمنين ‌يعطيك بلسانه ما ليس في قلبه ، واللّه ان القوم الذين يدين بحبهم لغيركم و إنه لينطوي على‌ عداوتكم فقال السيد واللّه انه لكاذب، وانني في مدحك لصادق، وانه حمله الحسد إذ رآك‌ على هذه الحال، وان انقطاعي إليكم و مودتي لكم أهل البيت لمعرق فينا من أبويّ، وإن‌ هذا وقومه لأعدائكم في الجاهلية والإسلام، وقد أنزل اللّه عز و جل على نبيه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في‌ أهل بيت هذا {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ } [الحجرات: 4] . فقال ‌المنصور صدقت.

فقال سوار يا أمير المؤمنين انه يقول بالرجعة و يتناول الشيخين بالسب‌ والوقيعة فيهما فقال السيد أما قوله إني أقول بالرجعة فإني أقول بذلك على ما قال اللّه‌ تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ} [النمل: 83] ‌وقد قال في موضع ‌آخر : {وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا } [الكهف: 47] اًفعلمنا ان هاهنا حشرين أحدهما عام والآخر خاص ، وقال سبحانه : { رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ } [غافر: 11] . وقال تعالى: {فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ} [البقرة: 259] وقال تعالى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا } [البقرة: 243].

فهذا كتاب اللّه، وقد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يحشر المتكبرون في صورة الذر يوم القيامة، وقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ‌لم يجر في بني إسرائيل إلا و يكون في أمتي مثله حتى الخسف و المسخ .

وقال حذيفة واللّه ‌ما أبعد ان يمسخ اللّه عز وجل كثيرا من هذه الأمة قردة وخنازير. فالرجعة التي أذهب إليها ما نطق به القرآن و جاءت به السنة، واني لأعتقد ان اللّه عز و جل يرد هذا يعني سوار إلى الدنيا كلبا أو قردا أو خنزيرا أو ذرة، فإنه و اللّه متجبر متكبر كافر. قال فضحك ‌المنصور. وقال رحمه اللّه في الكتاب المذكور، سأل بعض المعتزلة شيخا من أصحابنا الإمامية وأنا حاضر في مجلس فيه جماعة كثيرة من أهل النظر و المتفقهة، فقال له إذا كان من قولك ‌إن اللّه عز و جل يردّ الأموات إلى دار الدنيا قبل الآخرة عند قيام القائم ليشفي المؤمنين كما زعمتم من الكافرين، وينتقم لهم منهم كما فعل ببني إسرائيل فيما ذكرتموه حيث تتعللون ‌بقوله تعالى: { ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا } [الإسراء: 6] .

 فخبرني ما الذي يؤمنك أن يتوب يزيد و شمر و عبد الرحمن بن ملجم، ويرجعوا عن كفرهم و ضلالهم و يصيروا في تلك الحال إلى طاعة الإمام فيجب عليك‌ ولايتهم و القطع بالثواب لهم و هذا نقض مذاهب الشيعة. فقال الشيخ المسئول: القول ‌بالرجعة إنما قلته بطريق التوقيف وليس للنظر فيه مجال، وأنا لا أجيب عن هذا السؤال لأنه ‌لا نص عندي فيه ، وليس يجوز لي أن أتكلف من غير جهة النص الجواب. فشنع السائل‌ و جماعة المعتزلة عليه بالعجز و الانقطاع. فقال الشيخ أيده اللّه فأقول أنا إن عن هذا السؤال‌ جوابين :

الأول :

إن العقل لا يمنع من وقوع الإيمان ممن ذكره السائل لأنه يكون إذ ذاك قادرا عليه و متمكنا منه، لكن السمع الوارد عن أئمة الهدى بالقطع عليهم بالخلود في النار والتدين بلعنهم و البراءة منهم إلى آخر الزمان منع من الشك في حالهم، وأوجب القطع‌ على سوء اختيارهم فجروا في هذا الباب مجرى فرعون و هامان و قارون و مجرى من قطع ‌اللّه عز و جل على خلوده في النار، ودل القطع على أنهم لا يختارون أبدا الإيمان ممن قال ‌اللّه تعالى: {وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [الأنعام: 111] .

يريد إلا أن يلجئهم اللّه و الذين قال اللّه تعالى فيهم: { إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ} [الأنفال: 22، 23] .

ثم قال عزّ و جل قائلا في تفصيلهم و هو يوجه القول‌ إلى ابليس: {لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ} [ص: 85] ‌وقوله تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ} [ص: 78]  ‌وقوله تعالى: { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ} [المسد: 1 - 3]. فقطع بالنار عليه من انتقاله إلى ما يوجب له الثواب، وإذا كان‌ الأمر على ما وصفناه بطل ما توهمتوه.

الثاني:

إن اللّه سبحانه إذا رد الكافرين في الرجعة لينتقم منهم لم يقبل لهم توبة، وجروا في ذلك مجرى فرعون لما أدركه الغرق: {قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [يونس: 90] . قال اللّه سبحانه له: {آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ } [يونس: 91] ‌وهذا هو الجواب الصحيح على مذهب أهل الإمامة، و قد جاءت به آثار متظاهرة عن آل محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فروي عنهم في قوله تعالى: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ } [الأنعام: 158]. فقالوا إن هذه الآية هو القائم، فإذا ظهر لم يقبل توبة المخالف. انتهى ‌ملخصا.

وقال في المسائل السروية بعد الاستدلال على احقية الرجعة بالآيات و الآثار، و قد قال قوم من المخالفين لنا كيف يعود كفار الملة بعد الموت إلى طغيانهم ، و قد عاينوا عذاب اللّه تعالى في البرزخ، وتيقنوا بذلك أنهم مبطلون، فقلت لهم ليس ذلك بأعجب من ‌الكفار الذين يشاهدون في البرزخ ما يحل بهم من العذاب و يعلمونه ضرورة بعد الموافقة لهم و الاحتجاج عليه بضلالهم في الدنيا فيقولون: { يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الأنعام: 27] فقال اللّه عز و جل: {بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} [الأنعام: 28].فلم يبق للمخالف بعد هذا الاحتجاج شبهة يتعلق ‌بها و المنة فيما ذكرناه للّه.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.