أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-2-2018
920
التاريخ: 28-2-2018
1686
التاريخ: 1-08-2015
955
التاريخ: 1-08-2015
871
|
قال الشيخ المفيد رحمه اللّه في أجوبة المسائل العكبرية حين سئل عن قوله تعالى: { إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [غافر: 51] واجاب بوجوه فقال :
وقد قالت الامامية ان الله تعالى ينجز الوعد بالنصر للأولياء قبل
الاخرة عند قيام الائمة والكرة التي وعد بها المؤمنين في العاقبة .
وروي في كتاب الفصول عن الحرث بن عبد الله الربعي , قال كنت جالسا في
مجلس المنصور وهو بالجسر الاكبر وسوار القاضي عنده والسيد الحميري ينشده :
إن الإله الذي لا شيء يشبهه *** آتاكم
الملك للدنيا و للدين
آتاكم اللّه ملكا لا زوال له *** حتى يقاد إليكم صاحب الصين
وصاحب الهند مأخوذ برمته *** صاحب الترك محبوس على هون .
حتى أتى على القصيدة والمنصور مسرور،
فقال سوار إنّ هذا و اللّه يا أمير المؤمنين يعطيك بلسانه ما ليس في قلبه ،
واللّه ان القوم الذين يدين بحبهم لغيركم و إنه لينطوي على عداوتكم فقال السيد
واللّه انه لكاذب، وانني في مدحك لصادق، وانه حمله الحسد إذ رآك على هذه الحال، وان
انقطاعي إليكم و مودتي لكم أهل البيت لمعرق فينا من أبويّ، وإن هذا وقومه لأعدائكم
في الجاهلية والإسلام، وقد أنزل اللّه عز و جل على نبيه صلّى اللّه عليه و آله و
سلّم في أهل بيت هذا {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ
أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ } [الحجرات: 4] .
فقال المنصور صدقت.
فقال سوار يا أمير المؤمنين انه يقول
بالرجعة و يتناول الشيخين بالسب والوقيعة فيهما فقال السيد أما قوله إني أقول
بالرجعة فإني أقول بذلك على ما قال اللّه تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ
أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ} [النمل: 83] وقد
قال في موضع آخر : {وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا } [الكهف:
47] اًفعلمنا ان هاهنا حشرين أحدهما عام
والآخر خاص ، وقال سبحانه : { رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا
اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ }
[غافر: 11] . وقال تعالى: {فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ}
[البقرة: 259] وقال تعالى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ
خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ
مُوتُوا } [البقرة: 243].
فهذا كتاب اللّه، وقد قال رسول اللّه
صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يحشر المتكبرون في صورة الذر يوم القيامة، وقال صلّى
اللّه عليه و آله و سلّم لم يجر في بني إسرائيل إلا و يكون في أمتي مثله حتى
الخسف و المسخ .
وقال حذيفة واللّه ما أبعد ان يمسخ
اللّه عز وجل كثيرا من هذه الأمة قردة وخنازير. فالرجعة التي أذهب إليها ما نطق به
القرآن و جاءت به السنة، واني لأعتقد ان اللّه عز و جل يرد هذا يعني سوار إلى
الدنيا كلبا أو قردا أو خنزيرا أو ذرة، فإنه و اللّه متجبر متكبر كافر. قال فضحك المنصور.
وقال رحمه اللّه في الكتاب المذكور، سأل بعض المعتزلة شيخا من أصحابنا الإمامية وأنا
حاضر في مجلس فيه جماعة كثيرة من أهل النظر و المتفقهة، فقال له إذا كان من قولك إن
اللّه عز و جل يردّ الأموات إلى دار الدنيا قبل الآخرة عند قيام القائم ليشفي
المؤمنين كما زعمتم من الكافرين، وينتقم لهم منهم كما فعل ببني إسرائيل فيما
ذكرتموه حيث تتعللون بقوله تعالى: { ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ
وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا } [الإسراء:
6] .
فخبرني ما الذي يؤمنك أن يتوب يزيد و شمر و عبد
الرحمن بن ملجم، ويرجعوا عن كفرهم و ضلالهم و يصيروا في تلك الحال إلى طاعة الإمام
فيجب عليك ولايتهم و القطع بالثواب لهم و هذا نقض
مذاهب الشيعة. فقال الشيخ المسئول: القول بالرجعة إنما قلته بطريق التوقيف وليس
للنظر فيه مجال، وأنا لا أجيب عن هذا السؤال لأنه لا نص عندي فيه ، وليس يجوز لي
أن أتكلف من غير جهة النص الجواب. فشنع السائل و جماعة المعتزلة عليه بالعجز و
الانقطاع. فقال الشيخ أيده اللّه فأقول أنا إن عن هذا السؤال جوابين :
الأول :
إن العقل لا يمنع من وقوع الإيمان ممن
ذكره السائل لأنه يكون إذ ذاك قادرا عليه و متمكنا منه، لكن السمع الوارد عن أئمة
الهدى بالقطع عليهم بالخلود في النار والتدين بلعنهم و البراءة منهم إلى آخر
الزمان منع من الشك في حالهم، وأوجب القطع على سوء اختيارهم فجروا في هذا الباب
مجرى فرعون و هامان و قارون و مجرى من قطع اللّه عز و جل على خلوده في النار، ودل
القطع على أنهم لا يختارون أبدا الإيمان ممن قال اللّه تعالى: {وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا
إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ
شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [الأنعام:
111] .
يريد إلا أن يلجئهم اللّه و الذين قال
اللّه تعالى فيهم: { إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ
لَا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ
لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ} [الأنفال: 22، 23] .
ثم قال عزّ و جل قائلا في تفصيلهم و هو
يوجه القول إلى ابليس: {لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ
أَجْمَعِينَ} [ص: 85] وقوله تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ}
[ص: 78] وقوله تعالى: { تَبَّتْ يَدَا أَبِي
لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ
لَهَبٍ} [المسد: 1 - 3]. فقطع بالنار عليه من انتقاله إلى ما يوجب له الثواب، وإذا
كان الأمر على ما وصفناه بطل ما توهمتوه.
الثاني:
إن اللّه سبحانه إذا رد الكافرين في
الرجعة لينتقم منهم لم يقبل لهم توبة، وجروا في ذلك مجرى فرعون لما أدركه الغرق: {قَالَ
آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا
مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [يونس: 90] . قال اللّه سبحانه له: {آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ
وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ } [يونس: 91] وهذا هو الجواب الصحيح على مذهب أهل
الإمامة، و قد جاءت به آثار متظاهرة عن آل محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فروي
عنهم في قوله تعالى: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا
لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا
إِنَّا مُنْتَظِرُونَ } [الأنعام: 158]. فقالوا إن هذه الآية هو القائم، فإذا ظهر
لم يقبل توبة المخالف. انتهى ملخصا.
وقال في المسائل السروية بعد الاستدلال
على احقية الرجعة بالآيات و الآثار، و قد قال
قوم من المخالفين لنا كيف يعود كفار الملة بعد الموت إلى طغيانهم ، و قد عاينوا عذاب
اللّه تعالى في البرزخ، وتيقنوا بذلك أنهم مبطلون، فقلت لهم ليس ذلك بأعجب من الكفار
الذين يشاهدون في البرزخ ما يحل بهم من العذاب و يعلمونه ضرورة بعد الموافقة لهم و
الاحتجاج عليه بضلالهم في الدنيا فيقولون: { يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ
بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الأنعام: 27] فقال اللّه عز و
جل: {بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا
لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} [الأنعام: 28].فلم يبق للمخالف بعد
هذا الاحتجاج شبهة يتعلق بها و المنة فيما ذكرناه للّه.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|