الأقاليم الطبيعية في العروض الوسطى- اقليم البحر المتوسط - الموارد الزراعية |
1873
03:56 مساءً
التاريخ: 24-3-2022
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-22
420
التاريخ: 16-4-2016
2980
التاريخ: 2024-08-19
442
التاريخ: 18-4-2016
1932
|
الموارد الزراعية
يزرع سكان المناطق المحيطة بالبحر المتوسط محاصيل الحبوب والقمح والشوفان والشعير. ويعد الاقليم فوق ذلك مصدراً رئيساً للحمضيات والكرمة والزيتون لتزويد الأسواق الأوروبية منها, ويشكل الفلين الذي يؤخذ من لحاء الشجر محصولاً اقتصادياً مهماً وفي وسط وجنوبي كاليفورنيا, تزرع الحمضيات والكرمة واللوزيات. أما الأراضي الفيضية فتزرع بالخضروات على الري، وكذلك شمندر السكر والمحاصيل العلفية، ومن جهة أخرى تنشط تربية الماشية والأغنام في الأجزاء الرطبة من الاقليم حيث ترتفع معدلات الأمطار وتنمو الأعشاب. ونظراً لضيق رقعة اقليم البحر المتوسط وقلة مساحة الأراضي الزراعية واستغلالها بكثافة منذ آلاف السنين فإنه لا ينظر إليه كإقليم مستقبلي للإسهام في زيادة الغذاء وحل المشكلة الغذائية على مستوى عالمي. وبالمقابل تعداً أراضي الاقليم من الشواهد الدالة على تراجع وتدهور نوعية الأراضي بسبب الاستنزاف لآلاف السنين. وتدل الآثار المنتشرة في الاقليم والتحليل المخبري بكربون 14 على أن بداية استنزاف الموارد الأرضية (التصحر) كان على أيدي الرومان.
من الصعوبة بمكان أن يقوم الجغرافي ببناء نموذج لتطور اللاندسكيب (المظهر الطبيعي) في اقليم البحر المتوسط لأربعة آلاف سنة قبل الميلاد، وهي الفترة التي لم تكن قد انتقلت فيها الثقافة الزراعية بعد من الهلال الخصيب إلى أوروبا عبر إيبريا (اسبانيا والبرتغال) .
فقد ترتب على الصيف المشمس لإقليم البحر المتوسط ظهور الأحراش والغابات المفتوحة (المتفرقة) والأراضي العشبية. وهو نظام حيوي يمكن مشاهدته في الوقت الحاضر في تلال جنوب كاليفورنيا، إذ تغطي غابات وأحراش أشجار الفلين والأعشاب التربة البنية الموضعية. وتنتشر غابات الفلين على السفوح الشمالية التي تحتفظ بكيمات أكبر نسبياً من الرطوبة مقارنة مع السفوح الجنوبية المشمسة التي تغطيها أشجار البلوط. ويظهر على سفوح الحضيض في تلك المنطقة غطاء متكامل من التربة استغل لزراعة الحمضيات وغيرها امتد ليحل محل مساحات كبيرة من البلوط والفلين.
ومقارنة مع جنوب كاليفورنيا فإن السفوح التلالية في ايطاليا واليونان وصقيلية وتركيا وبلاد الشام تشهد أراضي صخرية عارية من التربة في كثير من الأحوال. كما يشاهد مساحات كثيرة من المصاطب الزراعية التي استغلت ولا تزال تستعمل في زراعة الزيتون منذ زمن طويل. ومن جهة أخرى تتغطى بطون الأودية برواسب سميكة تشكل الأراضي الزراعية في اقليم البحر المتوسط نسبة منها، حيث تخضع مساحات كبيرة منها للزراعة المروية التي تنتج الحبوب والذرة والحمضيات والشوفان.
إن ظهور مساحات كبيرة صخرية عارية من التربة في الاقليم يعد شاهداً على تعرض الاقليم لاجتثاث الأحراش المتوسطية في فترات تاريخية متعاقبة أعقبها نشاط كبير من انجراف التربة، وربما كانت الحاجة إلى الأخشاب كمصدر للوقود من أبرز دوافع اقتلاع الغابات منذ أن سكن الانسان الاقليم. وقد أرجع بعض العلماء اقتلاع مساحات كبيرة من الأحراش إلى الفترة الرومانية لحاجتهم المتزايدة إلى الأخشاب كوقود لحماماتهم، ولإحلال أراضي الأحراش بالزراعة الحدية (الهامشية). كذلك احتياج الرومان إلى الأخشاب كوقود لصهر المعادن، حيث تنتشر في الأقاليم مراكز صهر المعادن الرومانية. وفي الأراضي العشبية المتوسطية لعبت الماعز والضأن دوراً كبيراً في تدهور التربة وانجرافها بسبب الرعي الجائر. وأيا كان الأمر ومهما كانت أسباب تدهور الموارد الأرضية فإن انجراف التربة يعد مؤشراً مهماً على تدهور البيئة المتوسطية وغيرها من المناطق الحضارية القديمة كالصين, وقد قام الأوروبيون بعد استعمارهم الأمريكتين قبل قرنين ونصف بنفس الدور الذي قام به الرومان في اقليم البحر المتوسط.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تستعدّ لتكريم عددٍ من الطالبات المرتديات للعباءة الزينبية في جامعات كركوك
|
|
|