لا تنظر إلى حال الآخرين من حولك، فعندما يتعلق الأمر بالسعادة نادراً ما تكون المقارنات مفيدة لك، هذا إن لم تؤتِ بنتائج عكسية. إن السعادة ظاهرة أو حالة فردية تماماً، فكل شخص يستشعرها بطريقته، كما أنها تعني أشياء مختلفة لمختلف الأشخاص. وكما يقول المثل السائر مصائب قوم عند قوم فوائد"؛ وهكذا، فإن احتياجاتنا ورغباتنا تختلق، فما يدخل السعادة إلى قلب شخص ما ربما لا يكون له نفس التأثير على شخص آخر.

وعلى الرغم من أن معظمنا يدرك حقيقة التفاوت بين احتياجاتنا الفردية، إلا أنه من السهل ان نسقط في فخ النظر خارج سور منزلنا، لرؤية ما يمتلكه جيراننا متمنين لو كان لدينا نحن أيضاً. إن هذا التوجه ببساطة لا يجدي نفعاً كما أنه لن يقودك قطعاً إلا للشعور بالتعاسة.

لقد أكدت الأبحاث على أن أسعد الناس يقدرون ما لديهم وما بين أيديهم بالفعل ولا يركزون على ما لا يملكون. كما أظهرت الدراسات طويلة المدى التي أجريت عن السعادة أنه لا علاقة بين حجم الثروة، أو الموقع الجغرافي، أو المناخ، أو العرق وبين مستوى ما يشعر به الإنسان من سعادة. وتشير نفس هذه الدراسات بوضوح إلى أن الأشخاص السعداء لا يحكمون على أنفسهم مقارنة بالآخرين، بل يحددون ببساطة ما هو مهم بالنسبة لهم ثم يركزون على تحقيق أولوياتهم تلك.

مع وضع ذلك في الاعتبار، اعلم أنك لكي تنعم بالسعادة فسيكون عليك أن تتعرف على معنى السعادة بالنسبة لك، وأن تحدد ما تحتاج إلى فعله حتى ترسخ ذلك المعنى أو المفهوم في حياتك. لا تقارن بينك وبين الآخرين؛ فالسعادة كالثوب يأتي مفصلاً على مقاس صاحبه!