أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-23
1341
التاريخ: 2024-09-08
437
التاريخ: 2024-08-26
498
التاريخ: 2023-02-23
1209
|
إن عملية نهوض الأمة لا تحصل صدفة ولا تحققها الأمنيات ولا المواعظ والخطابات والشعارات، بل هي عملية دقيقة لها ظروفها وأسسها ومرتكزاتها شروطها الحضارية التي لا بد أن تستنفر لأجلها كل الطاقات والإمكانات والعناصر البشرية التي تملك علماً ووعياً وإخلاصاً للأمة من أجل العمل على توفير تلك الظروف وتهيئة تلك الأسس والشروط، وإليك أهم هذه الشروط والركائز:
ـ الثقة بالذات
الركيزة الثانية التي لا بد من البناء عليها والانطلاق منها في عملية النهوض هي الثقة بالذات، فهي القاعدة الأساسية في نهوض الأمم وتقدمها؛ وهذا الواقع المشرذم والمأزوم الذي نعايشه لا ينبغي أن يبعث فينا حالة من اليأس أو يدفعنا إلى الإحباط، ومشكلة البعض منا أنه يريد القيام بمراجعة نقدية لتاريخه وتراثه تحت وطأة الانهزام النفسي والمعنوي ومن منطلق الشعور بالدونية، ولهذا شرقوا وغربوا.
إن بداية انهيار الأمم وتقهقرها هي بداية فقدها ثقتها بذاتها، فالأمم الرائدة والتي يكتب لها البقاء هي التي لا تخجل بانتمائها ولا تمحو ذاكرتها ولا تنسى أو تتناسى انتصاراتها. إن بعض دعاة التغيير لا يخفون آراءهم في هذه المسألة، فهم يدعون المسلمين إلى إجراء قطيعة مع تراثهم، والانطلاق إلى المستقبل مجردين عن كل التأثيرات النفسية والثقافية والاجتماعية لهذا الموروث! وهكذا يريدنا البعض أن نكون أمة بلا ذاكرة لينسينا حتى انتصاراتنا المعاصرة ويزيل من قاموسنا ذكريات العز والكرامة. إن هؤلاء الذين يخجلون من حاضرهم أو ماضيهم المشرق، أو يتناسون هذا الحاضر وذاك الماضي، إنما يعملون من حيث يشعرون أو لا يشعرون على أن تبقى هذه الأمة على الهامش وفي الظل.
إن التاريخ بسننه وعطاءاته هو قاعدة الانطلاق نحو المستقبل، والأمة التي تخجل من تاريخها فهي تهرب من ذاتها، وأمة كهذه لن يكتب لها النجاح، ولذا نجد أن الزيارة المعروفة للإمام الحسين (عليه السلام) تستحضر هذا الامتداد التاريخي للإمام (عليه السلام)، "السلام عليك يا وراث آدم صفوة الله السلام عليك يا وراث نوح نبي الله السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله السلام عليك يا وراث موسى كليم الله السلام عليك يا وارث عيسى روح الله السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله.." (1)، فالإمام الحسين (عليه السلام) ليس شخصية طارئة، إنه خط ممتد وراسخ في أعماق التاريخ، وهكذا نحن كأمة، لسنا طارئين ولا شذاذ آفاق، نحن أمة لها تاريخها المجيد وإسهاماتها الحضارية المتمايزة.
وفي ضوء ذلك، فإن الخطاب التغييري لا بد أن يبتعد عن ممارسة النقد على طريقة جلد الذات التي لا تُبقي بارقة أمل لدى أبناء الأمة، وتهدم ما هو موجود وقائم دون أن تقدم البدائل، فهذا الخطاب ليس موفقاً، بل إنه سيزيد الأمة وهناً على وهن، وسوف يفاقم مشكلة الثقة بالذات ويزيدها استفحالاً، وهذه النقطة تشكل مرتكزاً في عملية استنهاض الأمة.
_______________________________
(1) مصباح المتهجد ص 720.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تستعدّ لتكريم عددٍ من الطالبات المرتديات للعباءة الزينبية في جامعات كركوك
|
|
|