من التقسيمات الشائعة للرأي أنه ينقسم في المستوى الفردي إلى رأي شخصي يصرح به للآخرين وآخر خاص لا يصرح به أمام كل الناس. ويلاحظ على هذا التقسيم إغفاله أن الرأي الذي قد يعبر عنه الإنسان أمام الآخرين قد يتعدد بتعدد الظروف ويتلون بحسبها وليس رأيا واحدا ثابتا. وقد يعبر عن بعضها شفويا ويعبر عن الآخر بالسلوك مثل عمل ما يخالف القول أو بالصمت والسكوت ومن جهة أخرى، فإن معظم القضايا لا تضطر الإنسان لأن يكون له آراء يضطر إلى إخفائها. وفي الغالب يكون له رأي واحد فيها سواء أعلنه أو لم يعلنه؛ وهذا الرأي قد يكون هو عدم الاهتمام. والحقيقة الملاحظة أن كثيرا ممن يحملون أكثر من رأي يصرحون بها جميعا للناس ولكن لأشخاص مختلفين أو في ظروف مختلفة.

يصرحون بأحدها أمام الأقرباء والمعارف ويعبرون عن الاخر أمام الغرباء؛ أو يعبرون عن أحدها عندما تكون ظروف التعبير منطقية وعقلانية ومثال ذلك أن أحدهم قد يعبر عن استنكاره لأشكال الإسراف المختلفة في الحفلات ويوافقك على الأدلة التي توردها وقد يأتي من عنده بأدلة تعضد الاستنكار على الإسراف. ويعبر عن الرأي الآخر عمليا وأمام الناس ومثال ذلك أنه هو نفسه يسرف في الحفلات. وعندما تناقشه يقول لك : إن الآخرين يريدون ذلك فلا بد أن نجبر بخواطرهم " أو"  لا بد من مجاراتهم .