علاقة الجغرافية الاجتماعية بالعلوم الأخرى - الجغرافية الاجتماعية وعلم التاريخ |
1556
04:01 مساءً
التاريخ: 3-6-2022
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-11-2017
1881
التاريخ: 6-10-2016
2487
التاريخ: 9-11-2021
2377
التاريخ: 22-10-2016
4116
|
الجغرافية الاجتماعية وعلم التاريخ
إن أبسط تعريف للتاريخ هو دراسة تجارب الأقدمين وأنماط حياتهم وعلاقاتهم والحوادث المتعلقة بالماضي من جميع جوانبه، وضمن فروع علم الجغرافية يوجد ما يسمى بالجغرافية التاريخية التي لا يمكن عدها ضمن فروع الجغرافية الطبيعية أو البشرية، لأنها فرع مستقل أو فرع ثالث في الشجرة الجغرافية، ولأنها تدرس كل مظاهر الجغرافية في الماضي، سواء أكانت تلك المظاهر طبيعية أم بشرية، فعندما ندرس جغرافية العراق خلال القرن السابع أو الثامن فإننا عندئذ نخوض في جغرافية التاريخ بكل ما تحمله من متغيرات سابقة.
وتتمثل العلاقة بين التاريخ والجغرافية الاجتماعية من خلال البعد التاريخي للبناء الاجتماعي في المجتمع الذي جاء نتيجة طبيعية للتطورات والأحداث التاريخية التي مرت بها المجتمعات، فعند دراسة الظاهرة الاجتماعية لابد من إعطائها بعدها التاريخي للوقوف على أسبابها وتطورها وآفاقها المستقبلية. ناحية أخرى، فالجغرافية الاجتماعية تحاول تفسير الأنماط المكانية للظاهرة الاجتماعية في الماضي وتصنيفها، وهو الأمر نفسه الذي يقوم به المتخصصون في الدراسات التاريخية.
إن أية دراسة جغرافية أو اجتماعية للمجتمع الإنساني لابد أن تأخذ على عاتقها إعطاء بعد زماني للظاهرة المدروسة. وتصنيف الأنماط المكانية للظاهرة الاجتماعية يبقى عرضة للتغيير بحسب التغيرات التاريخية، فلا يوجد سكون أو ثبات، بل كل شي متغير ماعدا التغير، لأن الأخير لو تغير لتحول إلى ثبات، وهو أمر ممتنع عقلاً.
ومن النواحي التي تبرز العلاقة بين التاريخ والجغرافية الاجتماعية، أن العوامل الاجتماعية (كوحدة متكاملة من جوانبها المتعددة)، أثرت في التغيرات التاريخية السابقة، كما أنها ستؤثر في الواقع الحالي الذي سيصبح : تاريخاً في يوم ما.
إضافة إلى ما سبق، فإن علم التاريخ يدرس الظاهرة الإنسانية أو التفاعل الإنساني، وهذا الموضوع ذاته هو محور اهتمام علم الاجتماع، أما الحدود الفاصلة والمميزة بين الجغرافية الاجتماعية وعلم التاريخ فتكمن في أن التاريخ يدرس الأحداث الإنسانية الفريدة غير المتكررة المرتبطة بزمان ومكان معين، بينما يدرس علم الاجتماع الأنماط المتكررة أو القابلة للتكرار من الأحداث الإنسانية، مع كونهما قد يتناولان الموضوع ذاته، فالاختلاف إذن يكمن في هدف الدراسة والزاوية التي ينظر كل منهما للموضوع من خلالها.
وفي ضوء ما تقدم فالعلاقة بين التاريخ والجغرافية الاجتماعية علاقة مترابطة مؤثرة، فلا يمكن للتاريخ أن يتجاهل البعد الاجتماعي والعكس صحيح أيضاً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هارتشورن، طبيعة الجغرافيا، ترجمة د. شاكر خصباك، ج2، الطبعة الثانية، مطابع جامعة الموصل 1985 ج 2، ص 339.
(2) حسين عليوي ناصر الزيادي، التوزيع الجغرافي وتغيره في الجمهورية اليمنية للمدة 2004-1994 (دراسة في جغرافية السكان باستعمال GIS)، المجلة الجغرافية العراقية، 2011.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
استمرار توافد مختلف الشخصيات والوفود لتهنئة الأمين العام للعتبة العباسية بمناسبة إعادة تعيينه
|
|
|