أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-11-2015
2744
التاريخ: 22-04-2015
2327
التاريخ: 9-10-2014
2837
التاريخ: 24-11-2014
2270
|
قال ( نيتشه ) فيلسوف الإنسان الأعلى : لا واقع لقيم الأخلاق ، فالحرية والعدالة والمساواة مجرد ألفاظ صنعها الضعفاء ليحدّوا بها من سيطرة الأقوياء .
وقال ماركس فيلسوف الثورة ضد الإنسان الأعلى : العكس هو الصحيح ، فالزهد والصبر والوداعة ألفاظ صنعها الأقوياء ليسيطروا بها على الضعفاء .
ومعنى هذا عند الاثنين ان ألفاظ القيم لا مصدر لها إلا الهوى والمصلحة
الذاتية ، وما دام الهوى لا يتفق مع الإنسانية والمثل العليا فتكون ألفاظ القيم دجلا ونفاقا .
ونحن نؤمن بأن مصدر القيم هي المصلحة ، ولكنها المصلحة المنبثقة من طبيعة الإنسان بما هو إنسان ، لا بما هو طبقة من الطبقات ، وفئة من الفئات ، وليس من شك أن هذه المصلحة تتفق مع الإنسانية والمثل العليا ، بل هي هي ، ولذا سميت قيما إنسانية ، لا طبقية . وعليه يكون لها واقع ثابت بثبوت الإنسان نفسه . .
ولا ينفي هذا استغلال من يستغلها ، وتحريف من يحرّفها حسب أهوائه ومصلحته ، وإلا لم يصح تقسيم الناس إلى محق ومبطل يحرّف الكلم عن مواضعه ، وإلى مخلص ومنافق يتستر بشعار الصالحين . . هذا ، إلى أنه ليس في تاريخ الإنسان مجتمع واحد قال للفرد : افعل ما شئت ، فإنك غير مسؤول عن شيء قتلت أو سرقت .
أجل ، هناك مذاهب شتى لتحديد القيم الأخلاقية لا يتسع المقام لذكرها . .
والذي يهمنا أن نحددها كما هي في نظر الإسلام ، وقد انطلقت أقلام الغيورين تحدد القيم الاسلامية بأنها تهدف إلى تكوين الفرد الصالح في المجتمع الصالح . .
وهذا التحديد يحتاج إلى تحديد ، لأن القارئ لا يفهم منه شيئا واضحا يلتزمه عند التطبيق والممارسة ، وتجنبا لهذا المحذور نمهد أولا بذكر بعض الأمثلة ، ثم نستخرج من دلالتها التحديد الواضح الذي يمكن ممارسته في الحياة اليومية .
أمر الإسلام بالصدق والوفاء والبذل والتواضع والصبر والعفو ، وما إلى ذلك ، ولكن قيد وجوبها بحد لا يصح تجاوزه بحال ، وهو أن لا يؤدي الالتزام بها إلى عكس الغرض المطلوب منها ، فالصدق واجب ، ما دام في مصلحة الإنسان ، فإذا تولد منه ضرر كإخبار العدو بالأسرار العسكرية ، أو نقل الكلام بقصد الفتنة كان محرما ، والكذب محرم إلا في حرب عدو الدين والوطن ، وفي الصلح بين اثنين ، وفي صيانة نفس بريئة ، ومال محرم ، والوفاء باليمين واجب ، ما دام الحالف لا يجد خيرا من يمينه ، وإلا تركها لحديث : « إذا وجدت خيرا من يمينك فدعها » . وبذل المال في سبيل اللَّه حسن إلا إذا احتاج إليه صاحبه ، والصبر راجح إلا على الظلم والعوز ، والعفو فضيلة إلا إذا كان سببا للفوضى ونشر الجرائم .
وبهذا يتبين ان قيم الأخلاق في الإسلام تقاس بمدى ما تحققه للإنسان من جلب مصلحة ، أو دفع مفسدة ، ومعنى هذا انها وجدت من أجل الإنسان ، ولم يوجد هو من أجلها ، كي يجب عليه التعبد بها على كل حال . فالقيم الأخلاقية - إذن - هي التي تحصر تصرفات الإنسان في إطار مصلحته ومصلحة الجماعة ، أو عدم الإضرار به أو بغيره على الأقل .
وتسأل : ما هو الضابط لتمييز النافع من الضار ؟ .
ونجيب باختصار ان الضابط هو الاحساس والشعور العام بأن هذا ضار ، وذاك نافع ، ومتى انتهى الأمر إلى هذا الاحساس والشعور ينقطع الكلام ، ولا يبقى مجال للسؤال والجواب لأن الشعور العام هو البديهة بالذات .
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|