قوله – سبحانه -: { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى } [الليل: 5، 6].

     إنها عامة في كل من أعطى ، وصدق. فحملها على التخصيص – بلا دليل – اقتراح . لأن قائله ، لايجد فرقاً بينه ، وبين من خصصها (1) بغير من ذكروه (2).

على أنهم رووا عن ابن عباس (3)، وأنس (4) بن مالك : أنها نزلت في أبي الدحداح ، وسمرة بن جندب . وأن أبا الدحداح هو الذي { صَدَّقَ بِالْحُسْنَى } [الليل: 6]، وسمرة هو الذي { بَخِلَ وَاسْتَغْنَى} [الليل: 8]. وإذا تكافأت الروايتان ، بقيت الآية على عمومها.

ثم إن التفسير – في هذا كله (5) – خلاف ما يدعونه ، لأنه أنذر جماعة المسلمين في قوله : { فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى } [الليل: 14] الى قوله : {وَتَوَلَّى } [الليل: 16]. ورغبهم في الخيرات ، قوله : { وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى } [الليل: 17، 18]

_______

1- في (ح) : خصّها.

2- في (ح) إشارة الى عبارة أخرى وهي : ( بين من خصّها به وبين من خصّها بغيره).

3- أسباب النزول 299- 300. الإفصاح في إمامة علي بن أبي طالب – عليه السلام -: 87.

4- الإفصاح في إمامة علي بن أبي طالب – عليه السلام -: 87.

5- في (ك) و(ح) : هذه كلها.