الجغرافية الاجتماعية

يكاد يختلف جغرافيو المجتمع في وضع تعريف موحد للجغرافية الاجتماعية لذلك جاءت اراءهم مختلفة كل حسب وجه نظرة الخاصة، فقد عرفها (واتسن) بانها عملية تحديد الأقاليم الموجودة على سطح الأرض على أساس الاشتراك في ظاهرة جغرافية معينه، أي أنه ركز على الأنماط المكانية أي التوزيع الجغرافي للظاهرة الاجتماعية. في حين عرفها ( باهل) بانها تدرس الانماط والمعالجات التي تساعد السكان المعروفين اجتماعيا في مواقعهم المكانية، أي أنه أعتمد على الموقع المكاني كجزء من هيكل التحليل. أما العالم (بوتیمو) فقد عرفها على أنها دراسة الأنماط المكانية والعلاقات الوظيفية للمجاميع الاجتماعية ضمن بيئتها الاجتماعية مع دراسة التركيب الداخلي والخارجي للعلاقات مع مواقع عقد النشاطات الاجتماعية أي أن هذا التعريف أظهر التركيز على الأقاليم الوظيفية . في حين تطرق الجغرافيون العرب لتعريف الجغرافية الاجتماعية ومنهم محمد السيد غلاب ويسري الجوهري) إذ ذكر الغلاب بأن الجغرافية الاجتماعية هي دراسة توزيع المجتمعات وتسميتها ودراسة التأثير المتبادل بينها مع دراسة علاقة توزيع الظاهرات الاجتماعية مثل السكان والمدن بالظروف الجغرافية العامة وهي فرع خاص من فروع الجغرافية البشرية.

وما يهمنا هو ما نوع الارتباط بين الجغرافية الاجتماعية وجغرافية الزراعة إذ ترتبط الجغرافية الاجتماعية وجغرافية الزراعة من خالا توفير الإنتاج الزراعي للمأكل والملبس والمشرب والتي هي من الحاجات الأساسية للإنسان كون الجغرافية الاجتماعية صلب اهتمامها هو الإنسان والتجمعات السكانية لذلك ارتبطت جغرافية الزراعة مع الجغرافية الاجتماعية من خلال توفير كل ما يحتاجه السكان في حياتهم اليومية، فطبيعة طاعم الإنسان وملبسة ومسكنة هو نتيجة تأثير العوامل الجغرافية التي تحيط بالمجموعات البشرية فطبيعة السكن والملبس لدى سكان الجبال مثلا تختلف عن سكان الصحراء وكذلك عن سكان السواحل. لذلك نرى بان ما تهتم به الجغرافية الاجتماعية يكاد يرتبط بالعملية الإنتاجية ويؤثر فيها تأثيرا كبيرا.

فعملية تفضيل بعض المنتجات الزراعية لدى بعض المجموعات السكانية يشكل دافعا لزيادة إنتاج هذه المادة، وكذلك إنتاج الثروات الحيوانية في العالم يختلف من حيث الهدف الأساس منه في تربيتها ونوعها فعلى سبيل المثال تكون تربية الأبقار في الدول الأفريقية للمنزلة الاجتماعية بينما في العالم الإسلامي الغرض لحومها ودول أخرى لغرض اجراء الطقوس الدينية وهذا راجع إلى طبيعة العوامل الاجتماعية وتأثيرها.