قال تعالى :  {عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ} [البقرة : 235] التعريض الايماء والتلويح ، ولا تبيين ، والعرض : أقل البعدين مساحة ، و {وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ} [آل عمران : 133] خص العرض لأنه يكون أقل من الطول غالبا ، قيل : كل جنة من الجنان عرضها كعرض السماوات والأرض ، لو وضع بعضها على بعض ، و {فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ} [فصلت : 51] استعار العرض لكثرة الدعاء ، ودوامه كما استعار الغليظ لشدة العذاب ، والعرض : هو الابداء ، والابراز : و {وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا} [الكهف : 100] أي أظهرناها حتى رآها الكفار ، يقال : أعرضت الشئ أظهرته ، و {عَرَضَ الدُّنْيَا} [الأنفال : 67] طمع الدنيا وما يعرض منها ، و {عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} [الأحقاف : 24] سحاب يمطرنا ( 1 ) ، وسمي عارض لأنهى يعرض في الأفق ، و {يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا} [غافر: 46] أي يعذبون بها في هذين الوقتين وفيما بين ذلك الله أعلم بحالهم فإذا قامت القيامة قيل لهم : {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر: 46] و {عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ } [البقرة : 224] فعلة بمعنى المفعول تطلق على ما يعرض دون الشئ وللمعرض للأمر فمعنى الآية على الأول : لا تجعلوا الله حاجزا لما حلفتم عليه من أنواع الخير فيكون بالايمان الأمور المحلوف عليها لقوله صلى الله عليه وآله لابن سمرة : إذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فأت الذي هو خير وكفر عن يمينك ، وعلى الثاني : ولا تجعلوه معرضا لأيمانكم فتتبذلوه بكثرة الحلف به.

___________
1 - أو ممطر لنا ، ولا يجوز أن يكون صفة لعارض النكرة .