أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-1-2021
4090
التاريخ: 3-2-2023
1230
التاريخ: 20-8-2020
1977
التاريخ: 10-1-2022
2721
|
سياسات الإعلام السلبي
إن الاتجاه الحالي المساند في خطط وسياسات الإعلام، يسير كما يبدو نحو التنسيق والتعاون الشكليين على المستويات المحلية والإقليمية. بهدف إحداث نقلة أكبر في المستقبل، لانبثاق إعلاميات دولية موحدة، تعمل ضمن ميتافيزيقية الإعلام الغربي، بشكل علني التبعية بعد أن غاب أو غيب المتنافسون السياسيون عملية عن الساحة الدولية، ولم يعد من الناحية الواقعية أن يكون هناك بالإمكان لدى العديد من إعلاميات بقية الدول غير الغربية، سوى التسليم الكلي أو الجزئي لما يريده الغرب الطاغي، من تعميم نماذج إعلامه الهش في معظم عروضه وعلى وجه القصد السلبية منها، ثم دأبه الشديد لمحاولة تغليب الهوية الغربية، على بقية الهوايات البشرية.
ففي مجال تطوير صناعات علوم وتكنولوجيا الإعلام، يعتقد المفكرون البرجوازيون بأنه ليس هنالك حق مكتسب، لنيل درجة الأولوية لغير الغرب مع أن بلدانا شرقية مثل (اليابان) و(كوريا الشمالية) و(كوريا الجنوبية) هي من البلدان المتقدمة أيضا في صناعة تكنولوجيا الإعلام، وتنافس الغرب في هذه الصناعة. إن لم تكن تفوقه في الكثير من فروعها، فلماذا يتناسى هؤلاء المفكرين البرجوازيون، إن هوايات كل من اليابان والكوريتين الشمالية والجنوبية، هي هويات شرقية وليست غربية.
يمكن احتساب أن أخطر الطروحات العلمية والتكنيكية في أوساط الإعلاميات، هي تلك المتوجهة والعاملة على فرض الفروض المحلية أو الإقليمية، المانعة لإحداث عمليات مشتركة في مجال التقدم العلمي والتكنولوجي بين أكثر من بلد.
مع الملاحظة أنه قد بات من الثابت، كون علماء شرقيين يعملون متكاتفين مع زملائهم الغربيين، بروح الفريق الواحد في مشاريع علمية وتكنيكية هويتها غريية بحتة ولكن مع الأسف إن تلك المشاريع التكنيكية الإعلامية تعمل وفق عقلية الاحتكارات الغربية. وبذلك يمكن وصفه، أولئك العلماء الشرقيين، الموافقين عن طيب خاطر على طمس هوياتهم الوطنية الشرقية، رغم إسداء خدماتهم العلمية لصالح جهات غربية ، تفتقر إلى سلامة النوايا في مجمل علاقات مشاريعها الإعلامية مع الآخرين بأنه نوع من الإذعان السلبي لقوى الابتزاز الغربي.
ومن الحقائق التي تصبح موضع تداول معلوماتي بعد أن تنهيض ثورة تكنولوجيا الإعلام الغربي، ما زالت تتم بمشاركة علماء غير غربيين، أو كانوا من بلدان نامية، أو من بلدان محسوبة على دول كتلة المعسكر الاشتراكي الشرقي قبل سقوطه، الذي
كان مناوئة لسياسات اصطفاف المعسكر الرأسمالي الغربي فعلى سبيل التذكير أن عالم الفيزياء البروفيسور (عبد الجبار عبد الله) هو عراقي الهوية، وكان قد شغل السنوات عديدة في الخمسينات والستينيات، مسؤوليته العلمية التكنيكية الرفيعة(كمدير لقاعدة (إف كينيدي) الجوية في الولايات المتحدة الأمريكية ، المتخصصة في إطلاق الصواريخ والمركبات والأقمار الصناعية نحو الفضاء الخارجي.
وكذلك ذكر آلية العملية الإعلامية، كيف أن عملية التضافر العلمي والتكنولوجي على المستوى العالمي، تمليها الحاجات العلمية بين بني البشر، فالأقمار الصناعية قاطبة وبالذات منها مثلا الأقمار الصناعية الأمريكية، كان ذات عدسات من صنع جمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقة التي حازت منذ سنين الستينات من بين الدول الصناعية على المرتبة الأولى في صناعة العدسات، وفي مقدمتها العدسات المستخدمة في كاميرات الأقمار الصناعية والأجهزة الفضائية الأخرى. وحدث ذلك التعاون العلمي والتكنولوجي، بين الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقة، رغم أن الثانية كانت قبل توحيد الألمانيتين ضمن اصطفاف قطب المعسكر الاشتراكي الشرقي، وأن الصراع الدولي بين الغرب الرأسمالي والشرق الاشتراكي، قد بلغ أشده آنذاك، وإن أضعاف كل طرف دولي منها لخصمه الأيديولوجي كان يقع ضمن ثوابت سياسة لا يمكن إلا إقرارها.
السيطرة القيادية الغربية على مجمل تصنيع المخترعات الإعلامية والتكنولوجية ، إضافة لتراكم الخبرات الغربية بهذا الصدد، قد دفعت بتوجيه الأنظار نحو الجانب الغربي، وما ينتجه من أجهزة ولواحق إعلامية، بهدف اقتناء الأحدث فيها، وهذه المواكبة المهتمة للاستمتاع بفوائد عروض الإعلاميات المنوعة، من خلال أجهزة إعلام ذات كفاءة تكنيكية أعلى من سابقاتها، ركزت مفهومة في الذات الإنسانية، كي لا يكون التعامل مع الإعلام على حساب النوع الإعلامي المعروض، ولعل حالة امتلاك المرء لزمام إراداته شيء عظيم، وممكن أن يوظف للضغط المعنوي قبل المادي في هذا المنحى عبر الانتقاء الملائم من النشاطات البرامجية الإعلامية، وبما لا يتنافى مع جواهر القيم والمثل والأعراف الاجتماعية السائدة في بلدان العرب والمسلمين.
إذ لا يمكن ننكر أن كون الأوضاع الإعلامية الحالية في عموميتها، ليست على ما يرام وتتحكم فيها بنسب عالية مشهودة سياسات المستكبرين والمتكبرين، الذين وصل عندهم حال الغرور السياسي مستوى يعتقدون منه، أن الجمهور في كل البلدان غير الغربية ضعيف، حيال صد قوة وهيمنة وتجبر الدول الغربية الرأسمالية، فيما يتعلق بإنتاج المتجدد من أجهزة ولواحق ووسائل الإعلام، أو تحديث نتاجات برامجه العديدة، والمنوعة.
لقد حان الوقت أن تكون للمسؤولية كلمتها الحقة في تطوير التكنولوجيا الإعلام السائدة، أو الإعلام المقبل، بغض النظر عن البلد المنتج والمصدر الأجهزة الإعلام ولواحقها الصناعية وعروض برامجها الإعلامية، فإن مثل هذا التوجه، إذا ما اتصف بالجدية والتنسيق الدولي الإيجابي، سيساهم لحد بعيدي في تطوير علاقات التفاهم والانسجام بين الأمم، فكل دولة يمكن أن تتحمل مسؤوليتها في تأمين مصالح مجتمعاتها، متى أتيحت لها فرصة المشاركة المتكافئة بأي مشروع إعلامي جديد، أو متداول ومن الواضح أن مناقشة قضية التعامل الدولي مع وسائل وبرامج الإعلام المتجددة بالاستناد إلى زوايا عرفية عند المجتمعات الشرقية المحافظة لا يدرك الغرب ذلك وتأثيرات أبعادها، لدرجة لا يرى الغربيون الرأسماليون أن فروض التبعية الإعلامية لهم، من قبل إعلاميات الدول النامية، أمر طبيعي، ولا ضير فيه .
ويأتي استمرار التمادي لدى الإعلام الغربي المضلل الذي يصور المجتمعات الشرقية وكأنها تجمعات بشرية متخلفة أو حكم عليها بالتخلف الأبدي، ولا يعتريها اهتزاز الشعور بالغبن من جراء الهيمنات الغربية المفروضة على إعلاميات بلدانها المسايرة لكل ما هو غربي بما في ذلك عدم التدقيق المطلوب في عروض المواد الإعلامية الغربية المصدرة، وبالذات المستهدفة منها اجتذاب الناس نحو مزالق الفساد والإفساد ، ومحاولة التقنيع بأساليب التشويش على الحقائق، وطبيعي جدا أن يترك كل ذلك آثاره التثقيفية والمعلوماتية السيئة في نفوس العديدين من جمهور هواة المشاهدين والمستمعين والمتابعين، الذين يتعاملون مع عموم الإعلاميات بصورة دائمة.
ومن الثابت لأن الإعلام كوسيلة له أثر سلبي أو إيجابي على المهمات التربوية ، وتحديد المواقف حول شتى أمور وجوانب الحياة. وأن مواجهة النوع الإعلامي الغربي وكشف غاياته الرأسمالية ، وتطلعاته البعيدة هي من أعقد الحالات التي لم تفرز بعد فبدون إعداد الرأي المحلي العام في لكل مجتمع، وتسلح أفراده بالوعي من مآرب ومؤامرات الأعداء السياسيين التقليديين (الداخليين والخارجيين). ، سوف لا يمكن إزاحة العوائق والمطبات عن دروب الإعلام السوي.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|