أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-10-2014
2085
التاريخ: 2023-09-11
1622
التاريخ: 2023-11-09
1200
التاريخ: 2023-08-09
1615
|
قال الله تعالى في الطهارة التي جعلها مفتاح الصلاة: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ }.
فرتب الله الطهارة في كتابه ، وأدى ذلك رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) بتعليم أصحابه الطهارة. فبدأ بغسل وجهه ويده اليمنى ثم اليسرى ، ومسح برأسه ورجليه ، وقال: هذا وضوء لا تقبل الصلاة إلا به.
فرد النعمان ذلك وناقضه ، وقال: من توضأ فبدأ بغسل رجليه ، وثنى بمسح رأسه ، ثم غسل يديه ، ثم ختم بغسل وجهه ، فخالف بذلك ترتيب الله ، إذ قدم المؤخر من هذه الأعضاء ، وخلط في الترتيب وغير بعضه أو جميعه ، فقد أدى ما وجب عليه ، وامتثل أمر الله له فيه ، ووافق سنة النبي(1)( صلى الله عليه واله وسلم) ، فعاند بذلك في المقال ، ورد صريح القرآن ، وخالف السنة بلا ارتياب.
ثم زعم بعد الذي ذكرناه أنه من كان محدثاً ما يوجب الطهارة بالوضوء أو الغسل ، فاغتسل عن طريق التبرد أو اللعب ، ولم يقصد بذلك الطهارة ، ولا نوى به القربة أو غسل وجهه على طريق الحكاية ، أو اللعب ، وغسل يديه لذلك ، ومسح رأسه ، وغسل رجليه؛ أو جعل ذلك علامة بينه وبين امرأة في الاجتماع معه للفجور ، أو أمارة على قتل مؤمن أو استهزاء به؛ فإن ذلك على جميع ما ذكرناه مجز له عن الطهارة(2) التي جعلها الله قربة إليه ، وفرض على العبد أن يعبده ، ويخلص له النية فيها ، بقوله: { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} [البينة: 5] ؛ فخالف القرآن نصا ورد على النبي (صلى الله عليه واله وسلم) في قوله: " إنما الأعمال بالنيات " ، " وإنما لكل امرئ ما نوى"(3) ، وخالف بذلك العلماء ، وشذ عن الإجماع.
وفرض الله تعالى الصلاة قربة إليه ، وعبادة له ، فقال جل اسمه: { حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238] ، وقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): " الصلاة عماد الدين "(4). ثم رتب فعلها و علم أمته صفتها ، و سن فيه سننا ، وفرض فيها فرائض ، وألزم القيام بها بحدودها ، ودعا إلى البدار بأدائها في أول أوقاتها؛ فقال: " الصلاة في أول الوقت رضوان ، وفي وسطه غفران ، وفي آخره عفو الرب"(5).
فزعم النعمان : أن فرض الصلاة في أواخر الأوقات (6) رداً على النبي (صلى الله عليه واله وسلم) وهذا فيما رسّمه لأمته وحده.
وقال(عليه السلام) في ذكر الصلاة: " تحريمها التكبير ، وتحليلها التسليم "(7). فزعم النعمان ، أن تحريمها التهليل أو التسبيح أو التحميد(8)؛ وتحليلها أحداث البول أو الغائط على التعمد أو الربح(9) ، استهزاء بالشريعة ، ورداً على صاحب الملة.
وقال: (عليه السلام): " كل صلاة لا يقرأ فيها بأم الكتاب ، فهي خداج ، فهي خداج ، يقولها كذلك ثلاث مرات"(10).
فزعم النعمان: أنه لا حاجة بالإنسان في صلاة إلى قرائة أم الكتاب ، وأنه إذا قال في كل ركعة من صلاة كلمة من القرآن أجزأته الصلاة على التمام(11) ، رداً على النبي (صلى الله عليه واله وسلم).
هذا مع قوله: الصلاة قد تكون تامة إن لم يقرأ فيها شيء من القرآن ، مع ما قدمناه من قول النبي(صلى الله عليه واله وسلم) في أيجاب قراءة القرآن في الصلاة ، وقول الله(عزوجل): { فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ } [المزمل: 20] ؛ وقوله: { فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ} [المزمل: 20] ، يريد به في الصلاة على ما أجمع عليه أهل الإسلام(12)(13).
{ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ ...}[المائدة / 19]
[انظر: سورة التوبة ، آية ٨٤ ، حول إيمان أبي طالب ، من إيمان أبي طالب: 35.]
{ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ ...}[المائدة / 33]
[انظر: سورة النساء ، آية 59 ، من الجمل: 43.]
{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ ...}[المائدة / 36]
والآية تتضمن ذكر الخلود في النار ، فإنما هي في الكفار ، دون أهل المعرفة بالله تعالى بدلائل العقل ، والكتاب المسطور ، والخبر الظاهر المشهور ، والإجماع والرأي السابق لأهل البدع من أصحاب الوعيد.
[انظر: سورة الليل ، آية ١٤ ١٦ ، حول خلود الكفار في النار ، من تصحيح الاعتقاد:۹۷].
{ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ ...}[المائدة / 38]
[ انظر: سورة النساء ، آية 6 ، في إثبات إمامة الأئمة الأثني عشر ، من الفصول المختارة .]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- اللباب ۱: ۱۱؛ الهداية ١: ١٣؛ تحفة الفقهاء ۱: ۱۲؛ بدائع الصنائع ۱: ۱۸؛ شرح فتح القدير ۱: ۳۰.
2- المبسوط للسرخسی ۱: ۱۱۷؛ بدائع الصنائع ۱: ۱۸؛ حلية العلماء ۱: ۱۲۸.
٣۔ صحيح البخاري ۱: ۲؛ صحيح مسلم: ١٥١٦؛ سنن أبي داود ٢: ٢٦٢؛ سنن النسائي ١: ٥٨.
4- فردوس الأخبار ٢: ٥٦۳؛ كشف الخفاء للعجلوني ٢: ٤٠؛ كنز العمال ٧: ٢٨٤.
5- الجامع الصحيح للترمذي: ۳۲۱ ، بأدنى تفاوت.
6 ۔ بدائع الصنائع ١: ١٢٤؛ اللباب ١: ٥٨؛ الهداية ١: ٤٠؛ تحفة الفقهاء ١: ١٠٢ ، وفيها إلا في الغرب والظهر في الشتاء.
7- الجامع الصحيح للترمذي ۱: ۳۲۱.
8- اللباب ۱: ٦۷؛ الهداية ۱: ٤٧؛ تحفة الفقهاء ۱: ۱۲۳؛ المبسوط للسرخسي ۱: ۳٥؛ شرح فتح القدير ١: ٢٤٦.
9- اللباب ۱: ۸٥؛ الهداية ۱: ٦۰؛ شرح فتح القدير ١: ٣٣٤.
10۔ صحيح مسلم : ٢٩٦ ۲۹۷؛ سنن أبي داود ١: ٢١٦؛ الجامع الصحيح للترمذي ۲: ۱۲۰؛ سنن النسائي ٢: ١٣٥.
11- اللباب ۱: ۷۷؛ الهداية ۱: ٤٨؛ تحفة الفقهاء ١: ٩٦؛ شرح فتح القدير ۱: ۲۸۹.
12- المسائل الصاغانية : ٤٨ ، والمصنفات ۳: ۱۱۷.
13- انظر: الكشاف للزمخشري ٤: ۱۷۹؛ التفسير الكبير للزازي ۳۰: ۱۸۷؛ معالم التنزيل للبغوي ٥: ٤٧٤؛ زاد المسير ٨: ۳٩٦ .
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|