الصحافة العراقية في العهد الملكي 2- صحف الأحزاب والمنظمات 

 بعد تأسيس الحكم الملكي، قامت عدة احزاب وبدأت تصدر صحفاً لتعبر عن آرائها ومواقفها ، ففي 3 أيلول 1922، تأسس (الحزب الحر العراقي) وأصدر جريدة اسمها (العاصمة) في 5 تشرين الثاني 1922. وقد أدى توقف الحزب عن العمل إلى توقف الجريدة في 24 أب 1923 .

وفي 1925/7/25 تأسس حزب الشعب في بغداد وأصدر جريدة (الشعب)، وهذه أول جريدة تنشر ترويستها على أنها (لسان حال حزب الشعب العراقي). وتعطلت هذه الجريدة تلقائياً على إثر اشتراك الحزب في وزارة جعفر العسكري وتعيين غالبية محرريها موظفين في الدولة ، وتوقفت كلياً عن الصدور في 6 تموز 1927.

وأسس عبد المحسن السعدون حزباً اسمه (التقدم) عند توليه الوزارة، وكانت معظم الصحف تؤيد وزارته ولكنه، وبعد ثلاث سنوات من تأسيس الحزب، أصدر جريدة اسمها (اللواء) في 20 ايار 1928، وتعطلت بعد أيام فأصدر بدلا منها جريدة (التقدم)، وتوقفت هذه الجريدة أيضا عن الصدور في خريف عام 1929 بعد أن أقدم رئيس الحزب على الانتحار.

وكانت جريدة (الاستقلال) تعبر عن حال الحزب الوطني الذي تأسس عام 1922، ثم أصبحت جريدة (صدى الاستقلال) هي الثي تنطق باسم الحزب وصدرت في 15 أيلول 1930.  وعموماً  فإن الأحزاب التي ظهرت في تلك الفترة ولاحقاً، كان لها صحفها الخاصة بها، ويمكن القول إن بعضها فتح آفاقاً في تطور الصحافة العراقية من حيث المادة الصحفية وجرأة تناول القضايا التي تهم الجمهور.

وعند نشوب الحرب العالمية الثانية في عام 1939 توقفت معظم الأحزاب السياسية عن العمل بأمر من الحكومة، وتوقفت معها معظم الصحف الناطقة باسمها، ولكن الحكومة منحت عدة امتيازات لإصدار صحف ومجلات أثناء الحرب العالمية الثانية. والجدير بالإشارة أن كثيراً من الصحف العراقية دعمت حركة 1941 التي استهدفت إنهاء التسلط البريطاني على العراق.

وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، انبثقت الحياة الحزبية من جديد في بداية عام 1946 ،  وفي ذلك العام ظهرت مجموعة من الأحزاب السياسية التي أصدرت صحفاً وهي :

1- الحزب الوطني الديمقراطي الذي أصدر الجرائد التالية : الأهالي وصوت الأهالي

وصدى الأهالي ونداء الأهالي.

2- حزب الاستقلال الذي أصدر صحيفتي لواء الاستقلال وصدى الاستقلال.

3- حزب الأحرار وأصدر جريدة الأحرار.

4- حزب الاتحاد الوطني وأصدر صحيفتي السياسة وصوت السياسة.

5- حزب الشعب وأصدر جريدة الوطن.

6- عصبة مكافحة الصهيونية وأصدرت جريدة العصبة.

وفي الفترة بين عامي 1948 و 1952 التي شهدت حركات احتجاج واضرابات ومظاهرات ضد السلطة ؛ تعرضت الصحافة إلى التشديد والتنكيل بالعاملين فيها ، فلقد كان تاريخ الصحافة حافلا في الفترة التي اعقبت انتهاء الحرب العالمية الثانية وحتى قيام ثورة 14 تموز 1958، وشهد العراق احتجاجات واسعة ضد توقيع معاهدات جائرة وعلى رأسها معاهدة بورتسموث عام 1948 وحلف بغداد في عام 1955 ، حيث ساهمت الصحافة بدورها في التعبير عن مطالب الشعب وتطلعاته، وبالمقابل ظهرت مجموعة من الصحف الموالية للسلطة الحاكمة.