مناهج البحث في جغرافية الخدمات: تستمد الفروع الجغرافية منهجيتها من فلسفة علم الجغرافية القائم على منهج التوزيع والتحليل والتركيب للظواهر التي تتقاسم المكان، ببيان علاقتها المكانية وتفاعلها تأثرا وتأثيرا. وتميل المناهج في الجغرافية البشرية والعلوم الاجتماعية إلى تأكيد الأنماط المكانية للظاهرة محل الاهتمام في كل من اصطلاح التوزيعات المكانية Distribution)  Spatial) والتفاعل المكاني (Interaction).

أما المنهجيات المستخدمة أو الأكثر شيوعا في دراسة جغرافية الخدمات، فتتمثل في المناهج الوضعية التي تقنن أنشطة الخدمات في البيئات المختلفة، والمنهج السلوكي الذي يفسر سلوك المنتفعين بالخدمات وكذلك مقدميها، إلى جانب منهج التحليل المكاني الذ يصور انتشار الخدمة في الأماكن ومدى كفايتها، ويعتبر منهج النظم منهجا فعالاً في التعامل مع الخدمات باعتبارها شبكات شديدة الترابط في عناصرها وأجزائها.

ولعل أهم المناهج التي تهتم بالبحث في جغرافية الخدمات نذكر:

المنهج الوضعي: تطور المنهج الوضعي في الأصل من العلوم الطبيعية البحتة، ويبحث هذا المنهج في التعميمات والقوانين كوسائل لتفسير الظاهرة محل الاهتمام وتنبؤاتها وهي أيضا أنواع مجردة من التفكير وتستشهد بالإحصاء والرياضيات لتساعد في تعيين وتمثيل هذه التعميمات.

ويتجاوز اهتمام هذا المنهج الوضعي الجانب التوزيعي إلى شرح أنماط التفاعل المكاني (Interactions) مثل أنماط الحركة المختلفة المؤقتة والدائمة كرحلة العمل أو البحث عن الخدمات أو الحركة من أجل التسوق أو الحركة السكنية (تغيير السكن) أو حركة الترفيه الأسبوعية....

وعلى الرغم من : تأكيد المنهج الوضعي على الأنماط المكانية للظواهر المبحوثة فهو ليس معفيًا من النقد، خاصة من ناحية افتراضاته الثلاث الكبرى:

1- افتراض أن العلم الاجتماعي سيولد قوانين علمية تدعمها الانتظامات التجريبية.

2- أن الحوار أو المعالجة العلمية يمكن أن يكون بطريقة ما أو بأخرى خالي القيمة أو حيادي.

3- الافتراض بأن القوانين المكانية يمكن أن تتولد في أي مكان بشكل مستقبل عن الحدث والزمن.

4- يقيم هي Hay الموقف ككل بقوله أنه على الرغم من أن هذا النقد موثوق به بالتأكيد ومرد ذلك أنها تمثل تشوهات الموقف الوضعي، لكن أغلب الممارسين يميلون إلى تكوين وضعية أقل جزمية ".