أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-10-2014
2161
التاريخ: 20-10-2014
2150
التاريخ: 2023-04-01
1016
التاريخ: 20-10-2014
4341
|
علم القراءة
لقد حرصت الأمم على اختيار التصميم الأفضل لحروف كتابتها منذ
بداية انتشار الطباعة، والاهتمام بالمطبوعات من خلال العمل على التوافق
بين قيمة الحرف الشكلية، والتركيز على مدى سرعة عين القارىء لاستيعابها
بقصد خلق أجيال من القراء.
والعين هي الوسيلة الوحيدة التي تسبق غيرها في التعامل مع الأشياء
المنظورة، فهي تلتقط تلك الأشكال، وبواسطتها ننتقل إلى فهم
معانيها، واستيعاب مضامينها، لذلك دعت الحاجة إلى الاعتناء بالحروف
وتصاميمها، وانسجامها مع بعضها بعضاً، وسهولة قراءتها .
وأوضح التصاميم بالنسبة للعين هو أسهلها للقراءة، وان سهولة
القراءة توفر الكثير من وقت القارىء، وتخفف العبء والجهد عن عينيه ،
والمطلوب في كتابتنا العربية توضيح رؤوس حروفها، وتبيان اختلافها من
خلال التكبير، لا في انشغال القارىء بجمالها وأناقتها .
ويتم تركيز العين أثناء قراءة الكتابة العربية على المحور فقط، أي
السطر الذي تتم عليه امتدادات الحروف، وان سير العين في هذا المستوى
الأفقي الدائم يتيح لها ملاحظة أو رؤية الأحرف المرتفعة أو المنخفضة
بسهولة تامة، ولكن الأحرف المائلة لا تقرأ بالسهولة التي تقرأ بها الأحرف
المستقيمة، والأحرف المعتدلة السماكة أسهل في التمييز من غيرها، والحرف
118
الأبيض يحتاج إلى تدقيق أكثر من العين لتمييزه عن الحرف الأسود الغليظ
القلم.
وتقسم الحروف الهجائية العربية إلى خمسة فصائل من حيث الأوضاع
والأطوال هي المنتصبة إلى أعلى مثل الألف والكاف والطاء والظاء واللام
والمجرورة إلى أسفل في حال وقوعها آخراً وهي الجيم والحاء والخاء والميم
والنـون والصـاد والضـاد والعين والغين والقاف والسين والشين والياء
والمجرورة إلى أسفل مهما تغير موقعها في الكلمة وهي الواو والراء والزاي
والمثبتة على السطر وهي الباء والتاء والثاء والدال والذال والفاء والهاء واللام
التي تجاري الفصائل الثلاث الأولى.
واللغـة هي المرأة التي تعكس في جرس ألفاظها، ونغمات تعابيرها
وطريقة أدائها خصائص المتكلمين بها وصفاتهم، وملامح شخصيتهم،
ومعالم تفكيرهم وعقليتهم، وسمات طبائعهم وعاداتهم وأخلاقهم، وأنه تم
من خلال هذه الصفات الوصول إلى حرف الفاصلة وحرف النقطتين،
وحرف نقطة الاستفهام، وعلامة المربع الأبيض الذي يوضع بين الكلمة
والكلمة والعلامات الأخرى التي تقرب الشكل المكتوب من الشكل
المنطوق .
ولما كانت اللغة هي وسيلة الاتصال الطبيعية، وأداة التعبير الأساسية
فقد نجح خبراء المعلوماتية في نقل اللغة إلى المعالجة الآلية وهم يعملون الآن
على دمج فرعين من فروع التكنولوجيا الحديثة ، هما في الواقع منفصلان تماماً
عن بعضها: هما الصوت والكتابة، ووضعها معاً في بطاقات مصنوعة من
رقاق اللادن الصغيرة تثبّت في العديد من أصناف العقول الآلية، وبذلك
تكـون تلك الأجهـزة قادرة على الحديث مع الإنسان، والرد على كل
تساؤلاته، وتحويل كلامه إلى مادة مكتوبة.
فقد يخطىء الإنسان في لمس المفاتيح المتلاصقة في الجهاز الآلي ولكن
لسـانـه ينطق بالكلمات دون الخلط بين حروفها، لذلك فكلما كان نطق
الكليات سليماً كان النص المكتوب آلياً سلياً أيضاً، وخالياً من الأخطاء،
وبكلام آخر فإن الإنسان إذا تلا موضوعاً ما بصوته لا يستغرق الوقت
الطويل الذي تتطلبه الكتابة يدوياً أو آلياً، وسيكون التعامل مع الآلة
مستقبلا بواسطة الصوت فقط مادام الجهاز قادراً على الفهم والسمع والكلام(4) .
وتحوي اللغة العربية العديد من الحروف التي تتشابه في النطق ولو
جزئياً مثل الظاء والضاد والذال والسين والصاد والتاء والطاء وأحياناً حروف
القـاف والكـاف والغين والخاء والتاء والدال فكلمة ظلال هي غير كلمة
ضلال، وكلاهما يختلف عن كلمة ذلال، وكلمة سورة هي غير كلمة
صورة، وكلمة تيار هي غير كلمة طيار، أضف إلى ذلك الحركات الإعرابية
التي تغير أحياناً من رسم الكليات بينما يبقى نطقها كا هو.
وبالرغم من كل ذلك فإن اللغة العربية تملك إمكانيات خارقة للتعبير
عن أدق الأمور وأعقدها، وهي قادرة على الرقي إلى مصاف علمي أكثر
تقدماً، لأن الكلمة فيها لا تحتمل إلا صورة واحدة من صور الأداء .
ولكن إذا كانت الخلايا العصبية التي يتألف منها الدماغ البشري
تتكون من وحدات ذكية قادرة على إحراز المعرفة، والاحتفاظ بها، والتعلم
والفهم وحل المشكلات عن طريق التجربة، والاستجابة لجميع المؤثرات
والمتغيرات المحيطة بها، فإن وحدات الترانزستور الجامدة الموضوعة في تلك
الآلات التي أصبحت تنقل الكتابة اليدوية عبر الخطوط الهاتفية أو ما شابهها
لا تتأثر بهذه الأمور كلها، ومن هنا يجب أن تخضع الكتابة اليدوية هي
الأخرى لمعايير القراءة، وإعطاء الحرف حقه في الرسم والتكوين، وعلاقاته
مع الأحرف الأخرى في الكلمة الواحدة، أو في الكليات المتجاورة، لأن
ذلك يسهـل علينـا سـبـل الاتصال والتوصيل، وكي لا ترتفع مثل تلك
الدعوات التي انطلقت في السابق مع كل انجاز حضاري تتعامل معه اللغة
للقول: دعونا نحل مشكلات لغتنا وعيوبها، إلى حد الوصول ببعضهم إلى
تغيير حروفنا واستبدالها بأحرف لا تمت إلى لغتنا ولا إلى حضارتنا بصلة،
وتلك العيوب والمشكلات التي أدعوها أثبت التاريخ والعلم أنها عيوبنا نحن
أبناء العربية، ومشكلاتنا، وليست مشكلات لغتنا أو عيوبها في أغلب
الأحيان، ومادام الأمر كذلك فعلينا مسايرة التطور الحضاري لأجهزة
الاتصال بالمزيد من البحث والتنقيب عن أسرار لغتنا العظيمة الكامنة في
نسيج بنيتها الحضاري الذي يساير كل تطور، والمستجيب لكل تطوير.
121
|
|
بـ3 خطوات بسيطة.. كيف تحقق الجسم المثالي؟
|
|
|
|
|
دماغك يكشف أسرارك..علماء يتنبأون بمفاجآتك قبل أن تشعر بها!
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تواصل إقامة مجالس العزاء بذكرى شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
|
|
|