المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
التـحديـات التـي تـواجـه اقـتـصـاد المعـرفـة
2025-01-12
ما ورد في شأن شعيب (عليه السّلام)
2025-01-12
ما ورد في شأن يوسف (عليه السّلام)
2025-01-12
ما ورد في شأن يعقوب (عليه السّلام)
2025-01-12
ما ورد في شأن إبراهيم (عليه السّلام)
2025-01-12
ما ورد في شأن نوح (عليه السّلام)
2025-01-12

رابطة متجانسة القطبية = رابطة تساهمية homopolar bond = covalent bond
4-3-2020
تقسيم الاتّجاهات التفسيريّة
2024-09-14
ماهي الادغال المتفوقة Super weeds وما سبب ظهورها؟
18-10-2021
A principled limit on abstractness?
9-4-2022
الاعتقاد والظنّ وغيرهما
1-07-2015
رجلا يسأل شفاء عينه
11-12-2014


التعاكس بين الدنيا والآخرة  
  
1170   03:28 مساءً   التاريخ: 2023-06-01
المؤلف : الشيخ / حسين الراضي العبد الله
الكتاب أو المصدر : التقوى ودورها في حل مشاكل الفرد والمجتمع
الجزء والصفحة : ص 426 ــ 427
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /

يوجد مخالفة وتضاد بين الدنيا والآخرة فكما أنهما ضرتان كل منهما في طريق كذلك الإنسان عندما يعيش في الدنيا للدنيا ولا يلتفت للآخرة فإن حالته في الآخرة تكون عكس حالته الدنيوية فعَنِ السكوني: 

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السلام) قَالَ: قَالَ أَبُو ذر - رَحِمَهُ اللَّهُ - قَالَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله): أَطْوَلُكُمْ جُشَاءً (1) فِي الدُّنْيَا أَطْوَلُكُمْ جُوعاً فِي الْآخِرَةِ.

أَوْ قَالَ (2): يَوْمَ الْقِيَامَةِ (3). 

وعن الإمام الرضا (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قَالَ: وَقَالَ لِرَجُلٍ يَتَجَشِّأُ اكْفُف جُشَاءَكَ فَإِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ فِي الدُّنْيَا شِبَعاً أَكْثَرُهُمْ جُوعاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ (4). 

لم يملأ بطنه

روى الصدوق بِالْأَسَانِيدِ الثَّلَاثَةِ لديهِ عَنِ الرِّضَا (عليه السلام) عَنْ آبَائِهِ (عليهم السلام) عَنْ عَلِيٌّ (عليه السلام) قَالَ أَتَى أَبُو حُجَيْفَةَ النَّبِي (صلى الله عليه وآله) وَهُوَ يَتَجَشى فَقَالَ (صلى الله عليه وآله): اكْفُف جشَاءَكَ فَإِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ فِي الدُّنْيا شبعاً أَكْثَرُهُمْ جُوعاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

قَالَ فَمَا مَلَأ أَبُو حُجَيْفةً بَطْنَهُ مِنْ طَعَامٍ حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ (5). 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

1ـ تجشأ الإنسان تجشؤاً، والاسم الجشاء وزان غراب، وهو صوت مع ريح يحصل من الفم عند حصول الشبع، المصباح المنير، ص 102 (تجشأ).

2ـ في نسخة (ط) والوسائل والتهذيب والمحاسن: - (في الآخرة أو قال).

3ـ الكافي (الطبعة الحديثة)، ج 12، ص 290 الحديث 11555 باب 21 باب كراهة كثرة الأكل وفي الطبع القديم ج 6، ص 269 التهذيب، ج 9، ص 92، ح 395، معلقاً عن الكليني، المحاسن، ص 447، كتاب المآكل، ح 345، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله، عن أبيه (عليه السلام) عن أبي ذر. صحيفة الرضا (عليه السلام)، ص 69، ح 130، بسند آخر عن الرضا عن آبائه (عليهم السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله)، الأمالي للطوسي، ص 346، المجلس 12، ح 55، بسند آخر عن النبي (صلى الله عليه وآله) وفيهما مع اختلاف يسیر وزيادة أوله وآخره، الوافي، ج 20، ص 500، ح 19877، الوسائل، ج 24، ص 246، ح 30454.

4ـ وسائل الشيعة، ج 25 ص 25، رقم 31053.

5ـ بحار الأنوار، ج 63، ص 332. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.