أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-4-2016
1881
التاريخ: 15/10/2022
1890
التاريخ: 2023-06-25
927
التاريخ: 2023-07-10
1103
|
أبو عمرو الكناني (1):
روى الكليني بإسناده الصحيح عن أبي عمرو الكناني قال (2): قال أبو عبد الله (عليه السلام): ((يا أبا عمرو أرأيتك لو حدثتك بحديث، أو أفتيتك بفتيا، ثم جئتني بعد ذلك، فسألتني عنه، فأخبرتك بخلاف ما كنت أخبرتك، أو أفتيتك بخلاف ذلك، فبأيهما كنت تأخذ؟)) قلت: بأحدثهما وأدع الآخر. فقال: ((قد أصبت يا أبا عمرو..)).
وعبّر السيّد الأستاذ (رضوان الله عليه) عن هذه الرواية بالصحيحة (3) واعترض عليه (قدس سره) بأن أبا عمرو الكناني مجهول لم يوثق فكيف تكون الرواية صحيحة؟! ولكن حكى العلامة المجلسي في البحار (4) عن والده المجلسي الأول: أنّ الرجل هو عبد الله بن سعيد الثقة، ويقصد به من ترجم له النجاشي قائلاً (5): (عبد الله بن سعيد بن حنان بن أبحر الكناني، أبو عمر الطبيب، شيخ من أصحابنا، ثقة. وبنو أبحر بيت بالكوفة أطباء. وأخوه عبد الملك بن سعيد ثقة. عمّر إلى سنة أربعين ومائتين. له كتاب الديات، رواه عن آبائه، وعرضه على الرضا (عليه السلام)، والكتاب يعرف بين أصحابنا بكتاب عبد الله بن أبحر).
وفي هذه العبارة مواضع من التحريف فكلمة (حنان) محرفة عن (حيّان) وكلمة (أبحر) محرفة عن (أبجر) كما ورد ذلك في سائر المصادر، ومنها مصادر الجمهور (6).
كما أن كلمة (أبو عمر) لا يبعد أن تكون محرفة عن (أبو عمرو)، وقد ورد ذلك في الروايات مكرراً (7).
وأمّا ما ذُكر من أن عبد الله بن سعيد عرض كتاب الديات على الرضا (عليه السلام) فهو سهو، كما نبَّه على ذلك العلامة التستري. وإنما عرضه على الصادق (عليه السلام) كما ورد في الروايات (8) وإنما الذي عرض هذا الكتاب على الرضا (عليه السلام) هو كل من الحسن بن علي بن فضال ويونس بن عبد الرحمن وحسن بن الجهم (9).
وقد ذكرت بعض ما يتعلق بهذا الكتاب المهم ــ الذي هو أساس ما يذكر من أحكام الديات ــ في بحثي حول وسائل المنع من الإنجاب (10).
وكيف كان فيمكن أن يقال: إن أبا عمرو الكناني المذكور في سند هذه الرواية المبحوث عنها هو عبد الله بن سعيد، والرجل ثقة فالرواية صحيحة كما عبّر عنها السيد الأستاذ (قدس سره).
ولكن استظهر المولى الأردبيلي (11) أن أبا عمرو الكناني هو غير عبد الله بن سعيد، معللاً ذلك ببعد زمانهما.
ولعلّه من جهة أن عبد الله بن سعيد ــ كما ذكر النجاشي ــ بقي إلى سنة مائتين وأربعين (12) أي بعد اثنين وتسعين سنة من وفاة الإمام الصادق (عليه السلام)، فكيف يكون هو أبا عمرو الكناني الذي يروي هذه الرواية المبحوث عنها عن الصادق (عليه السلام).
ويمكن أن يضاف إلى ما أفاده (قدس سره) أنه لم يرد التعبير عن عبد الله بن سعيد بأبي عمرو الكناني في موضع آخر من الروايات، وإنما يعبر عنه بأبي عمرو الطبيب أو بأبي عمرو المتطبب.
ولكن ظهر الجواب عما ذكره (قدس سره)، فإن عبد الله بن سعيد كان من أصحاب الصادق (عليه السلام) حيث عرض كتاب الديات ــ الذي رواه عن آبائه عن علي (عليه السلام) ــ على الإمام (عليه السلام)، وأقصى ما يقتضيه بقاؤه إلى عام مائتين وأربعين ــ إن صح ما ورد في النجاشي ولم يكن فيه خلل ــ هو أنه عمّر ما يقرب من مائة وعشرين عاماً، فكان الرجل من المعمرين، ولا بعد في ذلك بل أن تنصيص النجاشي على أنه عمّر إلى سنة مائتين وأربعين ربما يكون للإشارة إلى ذلك، فهو من رجال الطبقتين الخامسة والسادسة.
ويؤيّد ذلك أنّ ابن حجر (13) أورد عن عبد الله بن سعيد بن حيان بن أبجر عن أبيه أن حيّان بن أبجر شهد مع علي (عليه السلام) صفين، وكنّاه أبا القنشر.
فإذا كان حيان من أصحاب علي (عليه السلام)، فكيف يستبعد أن يكون حفيده عبد الله من أصحاب الصادق (عليه السلام)؟!
وأما عدم التعبير عنه بأبي عمرو الكناني في غير هذا الموضع من هذه الروايات فلا ينبغي أن يعدَّ مبعداً، لما له من نظائر، فثعلبة بن ميمون ورد التعبير عنه بأبي إسحاق النحوي في مورد من الكافي (14) وأديم بن الحر ورد التعبير عنه بأبي الحر في مورد منه أيضاً (15) والعباس بن عامر ورد التعبير عنه بأبي الفضل الثقفي في بعض الموارد من التهذيب (16) وهكذا الحال بالنسبة إلى رواة آخرين.
فالنتيجة: أنّ الأقرب ما أفاده السيد الأستاذ (رضوان الله عليه) من كون الرواية معتبرة السند.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تحتفي بذكرى ولادة الإمام الجواد (عليه السلام) في مشاتل الكفيل
|
|
|