أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-20
1342
التاريخ: 2023-05-29
954
التاريخ: 2023-07-27
1256
التاريخ: 22-4-2016
1765
|
ما أورده ابن إدريس عن نوادر محمد بن علي بن محبوب (1):
أورد ابن إدريس (رحمه الله) في مستطرفات السرائر (2) روايات كثيرة عما قال: إنه كتاب نوادر المصنف لمحمد بن علي بن محبوب الأشعري.
وصرح السيد الأستاذ (قدس سره) (3) في بعض كلماته بعدم اعتبار تلك الروايات كلها لجهالة طريق ابن إدريس إلى ذلك الكتاب. ولكنه عدل عن ذلك لاحقاً (4) فذكر أن ابن إدريس قد صرح بأن الكتاب كان بخط الشيخ الطوسي، وبما أن العهد بينه وبين الشيخ قريب والشيخ (قدس سره) من المشاهير ومن كبار علمائنا المعروفين كان خطه أيضاً معروفاً مشهوراً لدى الناس، إذ ليس هو من المجاهيل أو الأشخاص العاديين الذين لا يعرف خطهم وكتابتهم، وبذلك يكون الكتاب مورداً للوثوق والاطمئنان لأنه بخط الشيخ، وطريقه إلى محمد بن علي بن محبوب صحيح على ما ذكره في الفهرست (5).
ويلاحظ على ما أفاده (رضوان الله عليه):
أولاً: أنّ الاعتماد على شهادة ابن إدريس بأن نسخته من كتاب نوادر محمد بن علي بن محبوب كانت بخط الشيخ من جهة قرب العهد بينهما ومعروفية الشيخ مما يقتضي معروفية خطه أيضاً مشكل جداً، فإن الشيخ (قدس سره) قد توفي سنة (460 هـ) وابن إدريس بلغ الحلم عام (558 هـ) فالفاصل بينهما يقرب من قرنٍ من الزمن وكون الشيخ معروفاً جداً لا يقتضي معروفية خطه حتى بعد قرن من وفاته.
والحقيقة أنّ معرفة خطوط السابقين علم برأسه وليس كل شخص يُتقن ذلك، ولم يُعرف مدى تمكن الشيخ ابن إدريس (رحمه الله) من معرفة خطوط العلماء، فيصعب الاطمئنان بصحة ما ذكره في المقام.
نعم الملاحظ أن السيد ابن طاووس قد صرّح في مواضع من كتبه (6) بأنه ينقل عن كتاب نوادر المصنف لمحمد بن علي بن محبوب وهو بخط الشيخ محمد بن الحسن الطوسي.
والسيد ابن طاووس بالإضافة إلى كونه من أسباط الشيخ (قدس سره) كان لديه العديد من مخطوطات الشيخ من مؤلفات ومستنسخات كما يظهر بمراجعة مختلف كتبه (7).
مضافاً إلى كونه صاحب مكتبة ضخمة كان فيها مئات الكتب وقسم منها بخطوط مؤلفيها، فمن القريب جداً صحة ما ذكره ابن إدريس من أن تلك النسخة من كتاب النوادر كانت بخط الشيخ (قدس سره) وهي التي وصلت فيما بعد إلى السيد ابن طاووس.
وثانياً: أن الشيخ وإن كان له في الفهرست طرق إلى كتب محمد بن علي بن محبوب ــ وبعضها معتبر ــ إلا أن الملاحظ أنه لم يذكر كتاب النوادر في عداد كتبه فيه ــ بخلاف النجاشي الذي ذكره منها ــ وعلى ذلك فلا دليل على أن الشيخ (قدس سره) قد روى تلك النسخة التي كانت بخط يده من كتاب النوادر بالطرق التي كانت له إلى سائر كتب محمد بن علي بن محبوب ولعله رواه بطريق آخر لا نعرفه.
بل لو كان كتاب النوادر مذكوراً في عداد كتب محمد بن علي بن محبوب في الفهرست لم يمكن البناء على أنه روى تلك النسخة بتلك الطرق، لأن من المعلوم من طريقة الشيخ (قدس سره) في تأليف الفهرست أنه يعتمد في الطرق التي يوردها فيه إلى كتب الأصحاب على ما كانت تحت يده من إجازات السابقين وفهارسهم وهي في الغالب طرق إلى عناوين الكتب والمصنفات لا إلى نسخ معينة منها قد اطّلع عليها.
وعلى ذلك فلا سبيل إلى الرجوع إلى تلك الطرق في تصحيح سنده إلى ما كنت لديه من كتب الأصحاب إلا مع إرجاعه بنفسه إليها كما بالنسبة إلى الكتب التي اعتمدها في تأليف التهذيب حيث أرجع في خاتمة المشيخة إلى كتاب الفهرست للاطّلاع على سائر طرقه إلى مؤلفيها، فتأمل.
هذا ويمكن سلوك طريق آخر لتصحيح طريق الشيخ (قدس سره) إلى كتاب النوادر المذكور وذلك مبنياً على ثلاثة أمور:
1 ــ إنّ بعض كتب محمد بن علي بن محبوب كان من مصادر الشيخ عند تأليف التهذيب فإنه قد ابتدأ فيه باسمه في مئات الموارد، وقد ذكر في مقدمة المشيخة أنه إنما يبتدأ باسم من أخذ الحديث من أصله أو كتابه، ثم أورد طريقه إليه في المشيخة قائلاً (8): (وما ذكرته في هذا الكتاب عن محمد بن علي بن محبوب فقد أخبرني به الحسين بن عبيد الله عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار عن أبيه محمد بن يحيى عن محمد بن علي بن محبوب).
فيُعلم بذلك أنه كان بيده كتاب لمحمد بن علي بن محبوب يرويه بالطريق المذكور.
2 ــ إن من القريب جداً أن يكون الكتاب المذكور هو كتاب النوادر الذي عثر على نسخته بخط الشيخ، إذ من المستبعد تماماً أنّه (قدس سره) استنسخ كتاب النوادر ولم يعتمده في تأليف التهذيب وإنما اعتمد على كتاب آخر لمحمد بن علي بن محبوب.
3 ــ إن أحمد بن محمد بن يحيى العطار الواقع في طريق الشيخ إلى محمد بن علي بن محبوب وإن لم يوثق في كتب الرجال إلا أن الظاهر أنه كان من شيوخ الإجازة الذين ليس لهم دور حقيقي في نقل الروايات وإنما دورهم شكلي محض لئلا تنقطع سلسلة الأسانيد فلا يضرّ عدم إثبات وثاقته في الاعتماد على الكتاب المنقول عن طريقه.
فإذا تمت الأمور الثلاثة المتقدمة أمكن الاعتماد على ما أورده كل من ابن إدريس والسيد ابن طاووس عن النسخة التي كانت بخط الشيخ (قدس سره) من كتاب محمد بن علي بن محبوب.
والأمر الأول واضح والأمر الأخير مقبول على المختار وأما الأمر الثاني فلا يخلو عن شوب إشكال فإنه وإن كان مقتضى المناسبات أن استنساخ الشيخ (قدس سره) لكتاب النوادر كان قبل تأليفه لكتاب التهذيب لغرض الاستفادة منه في تأليفه إلا أن الملاحظ أنه لم يذكر اسمه في كتاب الفهرست المتأخر تأليفاً عن التهذيب، وأيضاً إن ابن إدريس أورد حوالي سبعين حديثاً من كتاب النوادر ولم يرد منها في التهذيب نقلاً عن محمد بن علي بن محبوب إلا أربعة عشر حديثاً وثلاثة منها تختلف عما ورد في النوادر بنقل ابن إدريس إما متناً أو سنداً (9).
وفي ضوء ذلك يصعب الاطمئنان بأنّ كتاب النوادر المذكور هو المعني بما ذكر الشيخ طريقه إليه في المشيخة، فتدبّر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|