أقرأ أيضاً
التاريخ: 24/9/2022
1541
التاريخ: 2024-02-28
811
التاريخ: 27/11/2022
2116
التاريخ: 2023-11-29
1343
|
الحسن البصري وسمرة بن جندب (1):
إن حديث ((على اليد ما أخذت حتى تؤدي)) قد روي في مصادر الجمهور منحصراً عن طريق (قتادة عن الحسن البصري عن سمرة بن جندب)، فقد رواه الحاكم النيسابوري (2) بهذا الإسناد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم قال: (هذا حديث صحيح الإسناد على شرط البخاري ولم يخرجاه).
وراوي الخبر عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أي سمرة بن جندب هو الصحابي المعروف صاحب القضية المشهورة التي ردَّ فيها على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أحد عشرة مرة، حتى أغاضه (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمر الأنصاري بقلع عذقه، وقال: ((لا ضرر ولا ضرار)).
وكان الرجل من عمال بني أمية، وكان زياد بن أبيه يستخلفه على البصرة ستة أشهر وعلى الكوفة ستة أشهر (3).
وروى الطبري (4) أن معاوية أقرّه بعد زياد على البصرة ستة أشهر ثم عزله فقال سمرة: (لعن الله معاوية، والله لو أطعت الله كما أطعت معاوية ما عذبني أبداً).
وكان من العمال السفاكين للدماء، فقد روى الطبري (5) بإسناده عن أنس بن سيرين أنه سئل: هل كان سمرة قتل أحداً؟ فقال: (وهل يُحصى من قتل سمرة بن جندب؟! استخلفه زياد على البصرة وأتى الكوفة فجاء وقد قتل ثمانية آلاف من الناس فقال له ــ أي زياد ــ: هل تخاف أن تكون قد قتلت أحداً بريئاً؟ قال: لو قتلت إليهم مثلهم ما خشيت).
وروى ابن أبي الحديد (6) عن الأعمش عن أبي صالح، قال: (قيل لنا: قد قدم رجل من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فأتيناه فإذا هو سمرة بن جندب، وإذا عند إحدى رجليه خمر، وعند الأخرى ثلج، فقلنا: ما هذا؟ قالوا: به النقرس، وإذا قوم قد أتوه، فقالوا يا سمرة: ما تقول لربك غدا؟ تؤتى بالرجل فيقال لك: هو من الخوارج فتأمر بقتله، ثم تؤتى بآخر فيقال لك: ليس الذي قتلته بخارجي، ذاك فتى وجدناه ماضياً في حاجته فشبّه علينا، وإنما الخارجي هذا، فتأمر بقتل الثاني! فقال سمرة: وأي بأس في ذلك! إن كان من أهل الجنة مضى إلى الجنة، وإن كان من أهل النار مضى إلى النار).
ثم إنّ الرجل كان من المنحرفين عن علي (عليه السلام)، فقد روى ابن أبي الحديد (7) عن أبي جعفر الإسكافي أنّه قال: (روي أنّ معاوية بذل لسمرة بن جندب مائة ألف درهم حتى يروى أن هذه الآية نزلت في علي بن أبي طالب: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ} [البقرة: 204، 205] وأنّ الآية الثانية نزلت في ابن ملجم، وهي قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} [البقرة: 207]، فلم يقبل، فبذل له مائتي ألف درهم فلم يقبل، فبذل له ثلاثمائة ألف فلم يقبل، فبذل له أربعمائة ألف فقبل، وروى ذلك).
وروى ابن أبي الحديد (8) أيضاً عن أحمد بن بشير عن مسعر بن كدام أنه قال: (كان سمرة بن جندب أيام مسير الحسين (عليه السلام) إلى الكوفة على شرطة عبيد الله بن زياد، وكان يحرّض الناس على الخروج إلى الحسين (عليه السلام) وقتاله).
هذا حال الرجل ومع ذلك فقد اعتمده الجمهور، وقال المزّي (9): (كان الحسن وابن سيرين وفضلاء أهل البصرة يثنون عليه ويحملون عنه)!!
وأمّا سماع الحسن البصري عن سمرة فهو محل كلام عند الجمهور أنفسهم، قال الزيلعي (10): في سماع الحسن من سمرة ثلاثة مذاهب:
أحدها: أنّه سمع منه مطلقاً، وهذا قول ابن المديني. وتصحيح الحاكم حديث سمرة المبحوث عنه ونحوه مبني على هذا القول.
ثانيها: أنه لم يسمع منه شيئاً، اختاره ابن حبّان في صحيحه. وقال ابن معين: الحسن لم يلقِ سمرة. وقال شُعبة: الحسن لم يسمع من سمرة. وقال البرديجي: أحاديث الحسن عن سمرة كتاب ولا يثبت عنه حديث قال فيه: سمعت سمرة.
ثالثها: أنّه سمع منه حديث العقيقة فقط. قاله النسائي، وإليه مال الدارقطني في سننه. واختاره البزاز في مسنده، فقال: الحسن سمع من سمرة حديث العقيقة ثم رغب عن السماع عنه، ولما رجع إلى ولده أخرجوا له صحيفة سمعوها من أبيهم فكان يرويها عنه من غير أن يُخبر بسماع لأنه لم يسمعها منه.
وقال ابن حجر (11): (كان ــ الحسن البصري ــ يُرسل كثيراً ويدلّس. قال البزاز: كان يروي عن جماعة لم يسمع منهم فيتجوز ويقول حُدثنا وخُطبنا، يعني قومه الذين حدثوا وخطبوا بالبصرة).
وتجدر الإشارة إلى أنّ لهذا الرجل روايات كثيرة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهي مراسيل بلا إشكال، وقد سئل عن وجه ذلك فأجاب بما لا يخلو من غرابة، فقد روى المزي (12) عن يونس بن عبيد قال: (سألت الحسن قلت: يا أبا سعيد إنك تقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأنك لم تدركه؟ قال يا ابن أخي: لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك، ولولا منزلتك مني ما أخبرتك. إني في زمان كما ترى ــ وكان في عمل الحجاج ــ كل شيء سمعتني أقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فهو عن علي بن أبي طالب، غير أنّي في زمان لا أستطيع أن أذكر علياً)!!
هذا بعض ما ذُكر بشأن الحسن البصري في كتب الجمهور.
وأمّا في كتبنا (13) فقد ذُكر بشأنه كلام طويل لا حاجة إلى إيراده، ومن الغريب ما يظهر من المحقق التستري (14) من البناء على حُسنه وتقواه وتقيّته.
أمّا ممارسته للتقية من أعداء علي (عليه السلام) فقد اختلف بشأنها، ولكل من الوجهين شواهد في رواياتنا ورواياتهم، ولا حاجة إلى البحث عنها.
وأمّا حسنه وتقواه فلم أعرف له وجهاً، فإنه كان يتصنع للرئاسة ــ كما قال الفضل بن شاذان (15) ــ ويتصدى للفتوى، وله أصحاب في مقابل أئمة أهل البيت (عليهم السلام) (16)، وفتاواه معروفة ومشهورة، وهي في الغالب مخالفة لما ورد عن الأئمة (عليهم السلام)، وقد ذكر في خبر سُدير الصيرفي (17) تصريح الإمام الباقر (عليه السلام) بكذبه، وفي خبر آخر (18) النص على كتمانه للعلم، ومع هذا كيف يُبنى على حُسنه وتقواه؟!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|