فسر فرانسيس بيكون (توفي 1626 م) Bacon .F حدوث الفعل المتبادل بين المد والجزر مرة واحدة كل ست ساعات وفق الطريقة الآتية: لنفترض بشكل خاطئ أن الأجرام السماوية لا تقتصر على كونها مجرد أجرام سماوية فحسب، وإنما تتحرك حول الأرض من الشرق إلى الغرب خلال أربع وعشرين ساعة، ونظرًا لكون البحر مائعا، فإنه سيتحرك أيضًا في الاتجاه نفسه وأنه سوف يتحرك مع الأجرام السماوية بالكامل في جميع أنحاء الأرض. ولكن حقيقة حركة الأرض قد تم فحصها في نصفي الكرة الأرضية، في العالم القديم والعالم الجديد، والتي امتدت عبر ما يقرب من ثلاث مناطق من العالم، وقد كانت تتصرف مثل المتراس. ويُولّد هذا، كما يقول بيكون رد فعل مزدوج على كتلة المياه بأكملها، مما يجعل انحسارها وتدفقها مرتين يوميًّا واضحًا.¹⁵

لقد عرف عن بيكون أنه بحار، وكان مستشار إنكلترا تحت إشراف كلٌّ من إليزابيت الأولى وجيمس الأول. بالإضافة إلى براعته الفائقة كرجل دولة، فقد كان بيكون أيضًا متعدد المواهب والثقافات وهاوي تحقيق علمي، حيث إنه كتب مقالةً «حول مد وجزر البحر»، ¹⁶ فيها إطناب بعض الشيء، لكنها مثيرة برفضها للنظريات القديمة التي بدت غير معقولة في ضوء القياسات المعروفة في عصره. ونظرًا لكون الإجراءات غير كافية، فقد حدد بيكون بشكل جلي أين ينبغي لها الإكمال أو الإضافة. ¹⁷

_____________________________________________

هوامش

(15) Daly, Chas. P., On The History of Physical Geography, American Geographical Society, Vol. XXII, No. I, Annual Address, 1980, p. 38

(16) العنوان الأصلي للمقالة: De fluxu et refluxu maris.

(17) Cartwright, David Edgar, Tides: A Scientific History, p. 26

(18) Harris, Rollin Arthur, Manual of tides, Part 1, p. 397