أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-21
![]()
التاريخ: 17-10-2016
![]()
التاريخ: 17-10-2016
![]()
التاريخ: 2023-05-23
![]() |
الشرح:
أي بقسمك الذي قسمت لي من الأرزاق، والعلم والمعرفة، والعزّة أو الذلة، والصحّة أو المرض. وبالجملة، فجميعها بقدرته وحوله وتقديره وقضائه وقدره وعلمه ومشيئته وإمضائه. قال الله تعالى: {نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ}.
وقال تعالى: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ}.
الرضا: ضد السخط والكراهة.
القانع: هو الذي يقنع ويرضى بالقليل، ولا يسخط ولا يكره بقلّة المعيشة. وفي الصحاح: «القانع: الراضي بما معه وبما يعطى من غير سؤال» (1).
أقول: فضيلة القناعة في الأخبار كثيرة، كقوله (صلى الله عليه وآله): (القانع غني وإن جاع وعرى، ومَن قنع استراح من أهل زمانه واستطال علىٰ أقرانه، ومَن قنع فقد اختار الغنى علىٰ الذل، والراحة علىٰ التعب).
وقوله (صلى الله عليه وآله): (القناعة كنز لا ينفد) (2).
ولعل عدم نفاده لأنّ الإنفاق منه لا ينقطع كلّما تعذر عليه شيء من اُمور الدنيا قنع القانع بما دونه ورضي به.
وقوله (صلى الله عليه وآله): (عَزّ مَن قنع، وذلّ مَن طمع).
وقول أمير المؤمنين (عليه السلام): (إنّي طلبت الغنى فما وجدت إلّا بالقناعة، عليكم بالقناعة تستغنوا، وطلبت القدر والمنزلة فما وجدت إلّا بالعلم، تعلّموا يعظم قدركم في الدارين، وطلبت الكرامة فما وجدت إلّا بالتقوى، اتقوا الله لتكرموا، وطلبت الراحة فما وجدت إلّا بترك مخالطة الناس، اتركوا الدنيا ومخالطة الناس تستريحوا) (3).
أو غير ذلك من الأحاديث التي تدلّ علىٰ فضيلة القناعة.
وسرّها واضح؛ إذ من المعلوم أنّ من قنع بالقليل من الزاد في مسافرته إلىٰ الله تعالى أمن من الكد والتكلّف والسعي في الطلب، ولا يوقع نفسه في متاعب الكسب ومصاعب الاُمور، ويتقّي بوجهه سوء الاكتساب، حتّىٰ لا يقع في الشبهات والمحرّمات، ولهذا يصان دينه وإيمانه، وكان بمعزل من الصفات الخسيسة والسمات الخبيثة، ويقبل بجميع وجوهه إلىٰ الله تعالى، ويجعل غاية عزيمته سرعة سيره من هذا الجسر؛ ليلتحق بالمفردين (4)، يسلك في سلك المقرّبين أو في حزب أصحاب اليمين، وتبرّأ عن الانخراط في زمرة المكذّبين الضالين.
مع أنّ الإنسان العارف يعلم أن قسّام الأرزاق بجملتها هو الحكيم علىٰ الإطلاق، قد قدّر لكلّ فرد من أفراد الأناسي والحيوانات رزقاً معيّناً معلوماً، مقسوماً في أوقات خاصة، لا يقدّم ولا يؤخر طرفة عين.
بل لكلّ غصن من أغصان الأشجار والنباتات وأوراقها رزق معيّن مشخّص، مرزوقة به، لا ترتزق ورقة رزق الأخرى، بل جميع العالم مرزوقة من الله تعالى من السماوات والأرضين، كلّ برزق مخصوص يختصّ به، كما مرّ في أوائل هذا الشرح.
فإذا كان أزمّة الاُمور من الأرزاق وغيرها بيده تعالى، فِلَم لا يرتضي العبد القانع بما تيسّر له من المعيشة، واغتم بأقسام الآخرين، وأخرج نفسه من سلسلة الصابرين والشاكرين؟! والحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) «الصحاح» ج 3، ص 1273.
(2) «روضة الواعظين» ص 454.
(3) «بحار الأنوار» ج 66، ص 399، ح 91.
(4) كذا في المخطوط.
|
|
من الماء والتربة والحيوانات.. مرض خطير يضرب مناطق بالأمازون !
|
|
|
|
|
"واتساب" يتوقف عن العمل في 3 هواتف شهيرة.. هل تمتلك أحدها؟
|
|
|
|
|
مدينة الفردوس الترفيهية توفر أكثر من 60 جلسة عائلية عامة وخاصة
|
|
|