أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-23
347
التاريخ: 25-11-2014
3147
التاريخ: 2024-08-26
463
التاريخ: 21-4-2022
1774
|
إنّ محبة بعض مسلمي صدر الإسلام لليهود كانت قد شكلت أرضية لاتخاذ اليهود بطانة وجعلهم أصحاب سر وما شابه ذلك. فلو كان هؤلاء اليهود قد آمنوا كما هو حال جماعة أخرى منهم يذكرهم القرآن بالمدح والثناء، ما كان في قضية اتخاذهم بطانة ـ الأمر الذي نهي عنه في الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ} [آل عمران: 118] ـ أي محذور ولم يكن لينهى عنه، وإذا لم يكن الإيمان قد دخل إلى قلوبهم ففي حال استمرار محبة المؤمنين لهم فإنه يبقى محذور اتخاذهم أصدقاء وأصحاب سر وأمثال ذلك قائماً؛ هذا المنطلق جاءت الآية المذكورة لتعديل التعلق العاطفي الذي كان سائدا بين المؤمنين واليهود؛ فقد أبقي على أصل الدعوة وأزيلت صبغة الطمع والرغبة الشديدة التي تفوق الرجاء وهذه هي ما تسمى بالدعوة عن بصيرة والتبليغ عن حكمة حيث يكون الداعي عاشقاً للهدف وليس للطرف المدعو، وتوجه طمعه إلى نشر الدين والمذهب لا إلى قبول وإيمان طائفة معينة.
يفهم من البيان الآنف الذكر أنه لما لم يكن الطمع واليأس نقيضي بعضهما ولا هما ضدان لا ثالث لهما فإنه تطرح مسألة إزالة كليهما وظهور حالة نفسانية ثالثة، ألا وهي أصل الرجاء من دون طمع واحتمال التأثير من دون يأس وهذا المقدار كاف لتصحيح دعوتهم. بطبيعة الحال هناك دعوة في حال اليأس والقطع بعدم القبول وهي تأتي أحياناً أجل إتمام الحجة: {وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} [الأعراف: 164].
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية يصدر كتاب الفلسفة الغربية برؤية الشيخ مرتضى مطهري
|
|
|