أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-04
1003
التاريخ: 2023-05-11
1166
التاريخ: 2023-06-10
1084
التاريخ: 29-09-2015
2367
|
قال تعالى{إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ}
السؤال الذي ينقدح في الذهن لماذا لم يقل آل آدم وآل نوح كما قال آل إبراهيم وآل عمران، وبصيغةٍ أخرى هل الاصطفاء يشمل آل آدم وآل نوح أم فقط نفسيهما؟ ثمة رأيٌ للسبزواري يؤكد أن الذين اصطفاهم الله تعالى أربعة آدم ونوح وآل إبراهيم وآل عمران ولم يذكر غيرهم لا سيما الذي بين آدم ونوح من الأنبياء والرسل والأوصياء كهبة الله شيث وإدريس وغيرهم وهذه قرنية أخرى تدل على أن الاصطفاء فيهم خاص[1].
وقال الطبرسي في بيان تفسير ذرية بعضها من بعض: بعضها من بعض في التناسل والتوالد فانهم ذرية آدم ثم ذرية نوح ثم إبراهيم وهو المروي عن أبي عبد الله لأنه قال: الذين اصطفاهم الله بعضهم من نسل بعض، واختاره أبو علي الجيائي[2]، فهذان رأيان متعاكسان وفي معرض الإجابة على هذا التفسير هناك رأيان:
الأول: ذكره بعض المفسرين والذي مفاده، أن المقصود من آل إبراهيم وآل عمران ليس ذريتهما بل نفسيهما[3]، ودليلهم على ذلك قوله تعالى{وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ}[4] يعني موسى وهارون، وذكر الطبرسي الشاهد اللغوي على ذلك وكون العرب تقول: آل فلان يريدون نفسه[5] وقال آخرٌ إن الآل هنا للتفخيم[6] فإن ثبت هذا الوجه تصبح الآية هكذا معناها{إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ...}حيث تكون على نسقٍ واحد والدليل هو نفس الدليل في آية تراث موسى وهارون، لكن المفسرين لم يذكروا سر استشهادهم بهذهِ الآية، وهو كما أكدنا عليه من إتباع الأشباه والنظائر في مفردة آل.
الثاني: أن ذرية آدم وذرية نوح من الأنبياء مشمولون بالاصطفاء كما في آل إبراهيم وآل عمران.
والدليل: بعد وجود هذا الرأي لدى المفسرين إلا أن دليلهم كان مجملاً ومقتضباً، لكن القرآن نفسه سيثبت دخول ذرية آدم ونوح تحت قانون الاصطفاء.
الدليل الأول: ذكر القرآن قاعدة عامة في الاصطفاء، كون الرسل يصطفيهم الله تعالى سواء كانوا من الملائكة أم من الناس، قال تعالى{اللَّـهُ يَصْطَفي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَ مِنَ النَّاس...}[7] يعني جبرائيل وميكائيل من الملائكة، والنبيين من الرسل [8]، فثبت أن كل نبي هو مصطفىً من قبل الله تعالى، ممن ذكرهم القرآن أم لم يذكرهم لان الآية مطلقة. ومن المعروف أن نبي الله آدم لديه ذرية بعضهم أنبياء وكذلك نوح عليه السلام فثبت أن آل آدم وآل نوح داخلين في الاصطفاء.
الدليل الثاني: لقد ذكر الله تعالى ذرية آدم وذرية نوح في موقع آخر من القرآن، حيث ذكر في سورة مريم أنبياء الله: عيسى وإبراهيم واسحق ويعقوب وموسى وهارون وإسماعيل وإدريس ثم قال تعالى أولئك
فمن خلال إتباع كلمة الذرية وصلنا إلى أن الله سبحان وتعالى ذكر ذرية آدم عليه السلام وان كل الأنبياء المصطفين داخلين تحت ذريته، ثم أن الآية ذكرت الاجتباء المرادف للاصطفاء، واختصت الآية بذرية آدم ونوح من النبيين لا كل الذرية وفي آية أخرى وبإتباع كلمة الذرية ذكر الله تعالى ذرية نوح قال تعالى ولقد أرسلنا فتؤكد هذه الآية أن النبوة موجودة في ذرية آدم و نوح وذرية إبراهيم من هذا يثبت أن ذرية آدم وذرية نوح من الذين أنعم الله عليهم بالنبوة داخلون تحت الاصطفاء، فيكون تقدير الآية إن الله اصطفى آل آدم وآل نوح وآل إبراهيم وآل عمران فحذفت الآل من آدم ونوح لأسباب منها التكرار المخل ثانياً تقدير الحذف ومثله كثيرة في القرآن.
ثالثاً: العلة التي ذكرها صاحب زاد المسير من سبب عدم ذكر الآل لآدم ونوح وذكرها لإبراهيم وعمران أن هؤلاء الأنبياء كلهم من نسلهم فهو من باب تحصيل حاصل[9] أي من نسل أدم ونوح ومن خلال هذا البحث ثبت أن السلسلة متصلة غير منقطعة في شجرة الأنبياء من لدن آدم عليه السلام إلى خاتم الأوصياء الإمام المهدي.
ثم قالت الآية .......على العالمين فانه جمعهم يراد منه البيان.
قال الزجاج: معنى العالمين كل ما خلق الله كما قال عز وجل: وهو رب كل شيء وهو جمع عالمٍ قال: ولا واحد لعالمِ من لفظهِ لأن عالماً جمع أشياء مختلفة فان جُعل عالمٌ لواحد منها صار جميعاً لأشياء متفقه [10].
أما المفسرون: فقيل على العالمين أي على عالمي زمانهم في قول أهل التفسير وقيل على جميع الخلق[11] ولنرجع إلى القرآن نفسه لنحسم هذا النزاع.
[1] السبزواري، مواهب الرحمن 5/225.
[2] الطبرسي، مجمع البيان 2/ 226، البيضاوي، التفسير 1/405، تفسير الواحدي 1/208، أحكام القرآن 2/ 291.
[3] الطبرسي، مجمع البيان 2/225، القرطبي، ، 4/62.
[4] البقرة /248.
[5] الطبرسي، مجمع البيان 2/118، البيضاوي، التفسير / 405.
[6] الميرزا محمد المشهدي، كنز الدقائق 2/401.
[7] الحج / 75.
8] الطبرسي، مجمع البيان 7/125.
[9] زاد المسير 1/375.
[10] أبن منظور، لسان العرب 12/421.
[11] القرطبي 4/63، معاني القرآن 1/380، تفسير الثعالبي 1/259.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
في مدينة الهرمل اللبنانية.. وفد العتبة الحسينية المقدسة يستمر بإغاثة العوائل السورية المنكوبة
|
|
|