أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-10-2014
2186
التاريخ: 29-1-2023
3167
التاريخ: 2023-03-17
2488
التاريخ: 31-3-2016
3533
|
إنّ أُسلوب القصّة في القرآن جاء مُتميّزاً عن الأُسلوب المعروف للقِصّة في التراث الأدبي والإنساني ؛ حيث يكتفي القرآن الكريم بذِكر الأحداث بشكل مُقتطفات وبصورة إجماليّة أحياناً تاركاً التفاصيل ، وأحياناً بشكل مُتقطّع غير موصول ، واضعاً يده على نِقاط هي بيت القصيد مِن القصّة ، وفي الأغلب بشكل الاستطراد في التعرّض لمفاهيم وحقائق وموضوعات عقائديّة أو أخلاقيّة أو كونيّة ( سُنَن الطبيعة ) أو شرعيّة ، وغير ذلك من الخصوصيّات التي قد تُثير مُلاحظة كبيرة حول أُسلوب القصّة في القرآن الكريم ، وبذلك تَخرج عن كونها عملاً فنيّاً مُستقلاً له مميّزاته الخاصّة .
وهذا يعود إلى أنّ القرآن كتاب هداية ، وإنّما استَخدمَ الفنّ لغايته في أمر الهداية ؛ ومِن ثَمّ فإنّه يقتصر على موضع الحاجة منه في سبيل تحقيق هدفه الخاصّ ، ولا يُعيره اهتماماً فيما لا يعود إلى هذا الجانب بالذات .
وشيء آخر ، كان أُسلوب القرآن أُسلوب خِطاب لا أُسلوب كتاب ـ كما نبّهنا ـ (1) فلا مُلزِم له بسرد القضايا بانتظام وانسجام والإتيان بالتفاصيل والجُزئيّات ، كما هو شأن الكِتاب ، فلا يُراعي فيما يقصّ مِن قِصَص ترتيبَها الزمني ولا التواصل في ذِكر حادثة ، بل ينتقل من حَدث إلى آخر ، ثُمّ يأخذ بالتَجوال حسب اقتضاء الكلام .
ومِن ثَمّ فالقرآن يَجري في ذِكر الحادثة على أُسلوبه الخاصّ في ذِكر سائر المواضيع من المَزج والالتقاط وضمّ بعض الموضوعات والمفاهيم إلى بعض ؛ لمناسبة يراها مُقتضية ، وبذلك يخرج عن أساليب الكُتب المدوّنة ، لا لشيء إلاّ ؛ لأنّه كلام صِيغَ على أُسلوب الخطاب ، وفي فُسحة عمّا يتقيّد به أُسلوب الكِتاب .
فهو يَمزج الحقائق الكونيّة بالمعارف العقائديّة ، وبالأحكام الشرعيّة ، وبالمُوعظة والإرشاد والتبشير والتحذير ، والعواطف والمشاعر والأحاسيس بالعقل والإدراك .
كما أنّه قد يُكرِّر المُوضوعات والمفاهيم بصِيغٍ متنوّعة وفي سياقات مُختلفة ، كلاًّ حسبما يقتضيه المَقام وناسب اتجاه الهدف من ذِكر القصّة ، وفي كلِّ مرّة قد يزيد أو يُنقِص ، وقد يُوجز أو يُطنب حسب المُناسبة.
__________________
(1) في الجزء الأَوّل من التمهيد .
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تستعدّ لتكريم عددٍ من الطالبات المرتديات للعباءة الزينبية في جامعات كركوك
|
|
|